هل تستطيع امريكا ضرب ايران ؟ ومن سيردع من اذا ما اندلعت الحرب ؟
إب نيوز ٢٠ مايو
كتب/زين العابدين عثمان
محلل بالشأن العسكري
رغم عرض القوة والقدرات العسكرية الفتاكة للجيش الامريكي التي تنفذها ادارة الرئيس ترامب في الشرق الاوسط والمنطقة واغراق الاخير بمجموعات نووية ضاربة كحاملات الطائرات النووية [ابرهام لنيكولن] والمجموعة الجوية من القاذفات الاستراتيجية المصممة للحروب الشاملة B-52 واسراب من المقاتلات الشبح F-35 وغيرها من المجموعات الهجومية ،الا ان ادارة ترامب رغم هذا الكم الهائل ماتزال تصدر قرارات اضافية من شٲنها ارسال وتكديس مزيد من القوات والمعدات الامريكية الى المنطقة ونشرها وتوزيعها و التي كان اخرها القرار الذي تضمن طلبا رسميا من ترامب لدول الخليج” السعودية الامارات وغيرها” بالسماح للبنتاغون نشر قوات امريكية برية وبحرية اضافية بكامل تجهيزاتها العسكرية والانتشار في اراضيها ومياهها الاقليمية كاجراء اخر جديد ضمن قائمة القرارات الخاصة بمايسمى رفع مستوى الحظور الامريكي بالقيادة المركزية بالشرق الاوسط والاستعداد لمواجهة ايران واي طارئ استراتيجي قد يشعل حرب مفتوحه معها ،.
هذا العرض الهائل والتموضع العسكري الامريكي الضخم المخطط والمجهز بالمنطقة وتكديس القوات البرية في دول الخليج ربما هو مازال للان مجرد عروض يصنفها الكثير [وهي جادة الصواب] على انها تاتي ضمن وتيرة الحرب النفسية والارباكية التي تمارسها ادارة ترامب ضد ايران والنظام الايراني ومحاولة اجرائية لاخضاع الاخير للشروط الترامبية المتمحورة حوا العودة للمفاوضات واعادة صياغة الاتفاق النووي ومايتعلق بسير ببروتوكولات صفقة القرن التي من المزعم تنفيذها بعد شهر رمضان،،.لكن وكما هي المعطيات القائمة التي توحي بان ايران مازالت ترفض اي تفاوض مع ادارة ترامب وتفضل الصمود والتمترس خلف ترسانتها الدفاعية والاستعداد لاي سيناريو لحربا شاملة ضد امريكا اذا ما اقدمت هي بالهجوم ،بالتالي ومن هذا المنطلق بالذات نود استعراض توجهات امريكا والتي سنضعها مع مسارات عرض القوة والامكانات التي تنفذها بالمنطقة على صفيح فرضية ان ادارة ترامب تنوي فعلا تسديد ضربة عسكرية خاطفةضد ايران وذلك وفق مخطط حقيقي مشترك مع حلفاءها ، وان السقوط في هاوية حرب اقليمية شاملة ستحصل، فهل تستطيع امريكا تنفيذ الضربة وتحسم الحرب مع ايران بنجاح وتخرج منها باقل التداعيات ؟ وماردة الفعل الايرانية ؟
امريكا وبحجم ونوع القوات والمجموعات الضاربة التي حشدتها خلال الاونة الاخيرة للشرق الاوسط تعتبر قوات ذات طابع هجومي وذات قدرات فائقة تلبي متطلبات سيناريوهات الحرب الخاطفة والشاملة وبروتوكولات تدمير المفاعلات والمنشئات النووية والعسكرية الاكثر تحصينا فالقوات الضاربة تحوي حاملات الطائرات U. S. S لينكولن وقاذفات استراتيجية استخدمت سابقا في حرب عاصفة الصحراء 1991 واجتياح العراق وافغانستان كما تحوي مجموعة صاروخية باليستية ذكية وقطع بحرية من المدمرات والطرادات واسراب من مقاتلات الشبح F-35 من اسلحة الجيل الخامس الاكثر تطورا بالعالم ..
ايران بعد الثورة الخمينية استطاعت ان تطور قدراتها وامكانتها العسكرية بمختلف اشكالها وترفد مخزونها الاستراتيجي بقدرات دفاعية مذهلة جعلت منها الدولة الاقوى بالشرق الاوسط دون منافس وعليه فهي من معطيات القوة والامكانات التي تمتلكها حاليا لن تكون باللقمة السائغة لاي هجوم امريكي فهي تمتلك انظمة دفاعية حديثة جدا منها “إس-200″، “إس-300″، “كوب”، “تور-إم1″، “بوك” روسية الإنتاج، بالإضافة إلى نظرائها المحلية نظام الدفاع الجوي 3 Hordad وBavar-373 بافار الذي يعتبر نسخة موازية حديثة لنظام إس 300 الروسي .وايضا ٲنظمة الحرب إلكترونية تم شراؤها من دول صديقة روسيا والصين وربما كوريا الشمالية. وردارات متطورة قادرة على تتبع ورصد جميع الاخطار الاستراتيجية على المجال الجوي سواءا الصواريخ الباليستية وطائرات الشبح – والمجال الجو فضائي كالاقمار الصناعية المنخفظة المدار ،.
كل هذه القوة بطابعها التقني والتكنولوجيا الدفاعية المتطورة فهي قادرة الى حد كبير على إنزال وتدمير الطائرات الأمريكية والتصدي للصواريخوالاقمار الصناعية وتستطيع التقليل من فعاليتها في اسوٲ الظروف ..
يوجد لدى طهران ايضا قوة جوية من الطيران القتالي الذي يمتلك القدرة المثالية للتصادم المباشر مع سلاح الجو الأمريكي،وضرب اهداف بحرية وقواعد ومنشئات امريكية في مياة الخليج الفارسي واراضي دول الخليج .
في مجال الردع ايران تمتلك برنامجا صاروخيا هو الاكثر تطورا في المنطقة والاقليم وهو الذراع الذي ستعتمد عليه بنسبة كبيرة لمواجهة امريكا فلديها مخزون استراتيجي لصواريخ باليستية عالية الدقة وذات مدايات بعيدة جدا تتوزع مابين 300 كم الى 5500 كم وبكمية تقديرية تصل الى نصف مليون صاروخ من ضمنها صواريخ استراتيجية جوالة من طراز كروز تستطيع ان تغطي مساحة المنطقة وتنال من كل القواعد العسكرية ال 32 الامريكية المنتشرة في دول الخليج وغيرها وحتى من حاملات الطائرات الامريكية نفسها واغراقها.
في الاخير ان احتمالية اقدام امريكا على تنفيذ ضربة عسكرية مفاجئة ضد ايران مع ما تمتلكة من تجهيزات ووسائل دفاعية كامنة ومقتدرة على امطار المنطقة والقواعد الامريكية بالصواريخ الباليستية المتطورة فهذا احتمال هو لحد الان مستبعد وتستبعده ادارة ترامب بالذات فمثل هكذا خيار سيكون مدمرا جدا سيضع المنطقة في جوف حرب اقليمية شاملة لن تتقيد بالقيود الجغرافية او الامنية او العسكرية وستصاب حتما التجارة العالمية بعاصفة من الانهيار والفوضى الاقتصادية العارمة نتيجة اغلاق المضائق المائية هرمز وباب المندب واستهداف ناقلات النفط .
حجم تداعيات الحرب الامريكية الايرانية ان حصلت فستكون ذات ارقام فلكية وستلتهب المنطقة بالكامل وتكون دول الخليج السعودية والامارات مناطق عسكرية اضافة الى ان اسرائيل دون شك ستكون الضحية الاولى التي سينال منها الغضب الايراني الذي لن يرحم
ملتقى الكتّاب اليمنيين