حيا على خير اليمن ..مسابقة من نوع أخر !!
إب نيوز ٢١ مايو
*كتبت / بلقيس السلطان
جرت العادة عند متابعة المسابقات الرمضانية ، والتي تتنافس على حصد العدد الأكبر من الداعمين وبالتالي عرض الجوائز المغرية التي يسيل لها لعاب المستمع أو المشاهد ويسعى بكل جهده ليناله نصيبٌ منها .
أما أنك تستمع لبرنامج رمضاني تكون فيه المسابقة والدعم من المواطن نفسه ؛ بل والتنافس الكبير بينهم لتقديم أفضل مالديهم فهذا سباق من نوع أخر .
نعم إنه برنامج (صامد أنا وغيري) في عامه الثاني والذي يبث عبر إذاعة سام FM الساعة الرابعة عصرا ، والتي كانت إحدى وأهم فقراته( فقرة حيا على خير اليمن ) والذي يجري فيها التسابق من خلال المستمعين إلى دعم جبهات العزة والشرف من خلال الإنفاق لدائرة التصنيع العسكري وللقوة الصاروخية وكذلك الدعم للمجاهدين في الجبهات .
لقد كشف ذلك البرنامج عن مكنونات ذلك الشعب العريق ، ذلك الشعب الذي يعيش حصارا خانقا منذ أربع سنوات ، ذلك الشعب الذي تستباح دماء أطفاله ونساءه ؛ فما تفتؤا العبرات بالنزول عندسماع مجاهد ينفق وهو محاصر في الدريهمي ليفك حصاره بتلكم المشاركة والتي كسرت كل حصار، إلى سماع طفل ينفق بقيمة كسوة العيد ، والذي أكتفى بكسوة العزة والكرامة ، وصولاً إلى زوجة المجاهد في الجبهات ومنهن من يقبع أزواجهن تحت الحصار ، انتهاءً بمن يبيع قطعة أرض ويقدم ثمنها إنفاقا باسم شهداء قريته ، وفي طيات البرنامج تستمع إلى أخت الشهيد وأم الأسير وزوجة المفقود ، وأولاد المرابط و الكثير الكثير من فئات الشعب الصامد ، الشعب الأبي الذي يأبى الخنوع والاستسلام مهما كلفه ثمن الحفاظ على حريته وعزته.
هذا هو الشعب اليمني الأبي الذي تجسدت فيه كل معاني البذل والعطاء ،الشعب الذي يرى كل شئ رخيص أمام الإنفاق في سبيل الله من أجل أن تسود العزة والكرامة ، ومن أجل أن يسود الحق ويندحر الباطل من أجل أن تظل شمس الحرية ساطعة في كل أرجاء وطنه.
أصبحت الإذاعات في بلادنا كثيرة وبرامجها أكثر ، لكن شتان بين من يجعل من أثيره ومن جهده في سبيل الله وفي المشاركة الفاعلة في رفد الجبهات وفي تفعيل الصمود لدى المواطنيين وبين من يجعل أثيره للتسلية والترفيه وكأن أوجاع وطنهم وأمتهم لا تخصهم !!
ويبقى السباق قائم بين مختلف وسائل الإعلام في المشاركة الفاعلة والمساهمة في صناعة الحرية و في وضع لبنة في صرح النصر الشامخ والقادم لامحالة .