كاتب إيراني : اعلاميون صامدون- لا كتاب مأجورون بموازين الميدان وميزان اليقين نحن الباقون وهم الراحلون ..!!
إب نيوز ٢١ مايو
حزب الله يحقق التوازق الاستراتجي الذي عمل حافظ الاسد طوال حياته عليه …!
وايران تحقق الردع الاستراتيجي الذي يمنع الامريكي من التفكير ولو التفكير فقط من شن الحرب عليها …!
والاتباع من شبه الجزيرة العربية اذا ما ارتكبوا اي حماقة سيجدوا رداً صاعقاً من ايران لن يبقي لهم حتى هاتفاً يستخدمونه لطلب نجدة سيدهم …!
هذا بعض اعررافات العدو يا بعض كتاب الاجرة وادعياء “الحياد” واقلام النفاق والتمسح ببعض منابر المقاومة تجارةً وليس اعتقاداً…!
واما القيادة الايرانية المحنكة والحكيمة والعاقلة والتي ياخذ علينا ابعض حماسنا الزائد للدفاع عنها ومواكبة ثقتها العالية بانها ستغير وجه العالم قريباً فقد باتت اليوم لمن يتغافل متعمداً ويحاول دس رأسه بالتراب، نعم باتت محل انظار احرار العالم الذي يتداعى لمحاكات نهجها القويم والثابت والراسخ كرسوخ الجبال ، فيما يتشرف اصحاب البصائر بالانتماء لنهجها والحماس للدفاع عنها حتى آخر قطرة من دمهم وليس فقط باقلامهم وهم على يقين بصحة خياراتهم ..!
وايران الصمود والقوة والاقتدار التي يحاول بعض المتطاولين خلسةً التقليل من شأن تفوقها الاستراتيجي ، اضحت رقماً صعباً يفرض نفسه في كل الحسابات و حقيقة ملموسة تفرض نفسها حتى على العدو …!
ومع ذلك نقول ان اسباب الصمود العظيم لمكونات حلف المقاومه ، من المقاومة الفلسطينية في غزه الى المقاومة اللبنانية والسورية وصولا الى الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه ، لا تكمن فقط في صلابة ارادتها وقدراتها العسكريه الحاضره في الميدان ، والمستنفرة بكامل جهوزيتها لبدء المرحلة الاخيرة من الهجوم الاستراتيجي الذي سينتهي بتحرير القدس وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لكل فلسطين ، وانما يعود هذا الصمود الى الضعف والوهن الذي يعاني منه المشروع الصهيواميركي واصحابه ، الولايات المتحده وقاعدتها العسكريه “اسرائيل” …!
وهذا الكلام بات مثبت بالمعلومات والارقام والمقالات والتقارير التي صارت تضج بها وسائل اعلام العدو قبل الصديق و تملأ الدنيا كلها لا يصعب على اصحاب البصائر من رؤيتها ولمسها البته وليس تمنيات محبين فقط …!!!
فعندما تكتب على سبيل المثال لا الحصر احدى المجلات الامريكية المعتبرة عن ان سياسة الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تؤدي لحروب “غير قانونية” ستكون لها عواقب وخيمة على البلاد، وان واشنطن تحتاج لإعادة التفكير بسياساتها من أجل المحافظة على البلاد وإعادة تقييم المصالح الوطنية.
كما اشارت مجلة “The American Conservative” الأمريكية في مقال نشرته نهاية العام الماضي، عن خطورة تعجرف السياسة الأمريكية، الأمر الذي يهدد بانهيار كبير للبلاد وافلاسها….!
وعندما يكتب المحرر الصهيوني الشهير ايفي شافيت في مقال مطول له في صحيفة هارتس تحت عنوان ” اسرائيل تلفظ انفاسها الاخيرة ..”…!
و عندما تكت مجلة ذي ناشيونال انتَريست The National Interest الاميركيه اخيرا مقالا على موقعها الالكتروني ، بتاريخ ١٥/٥/٢٠١٩ ، بقلم الكاتب جون يديل غروفر John Dale Grover ، يحتوي على احصائيات ، نشرتها البنتاغون قبل ايّام ، حول الخسائر الاميركيه وغيرها ، خلال ما تسميه بحروب الولايات المتحده على ” الاٍرهاب ” والتي بلغت ٦٧٩٧ جندي اميركي ، يضاف اليهم ٥٢،٨٢٥ جريح . علاوة على الخسائر الماليه التي تقدر بأكثر من ٧ ترليون دولار تضاف الى ديون الحكومه الاميركيه البالغه ٢٢ ترليون دولار .
وبالنظر لهذه الخسائر ، يضيف الكاتب ، فان آخر الاستطلاعات ، التي نشرها مركز غالوب الاميركي لتحليل المعلومات Gallup حديثا ، تؤكد ان الولايات المتحده ومنذ عام ٢٠١٥ ، وعلى الرغم من الضخ الإعلامي الهائل ، لا تعتبر ايران تشكل خطرا نوويا مباشرا على الولايات المتحده كروسيا والصين وكوريا الشماليه . الامر الذي جعل الامريكيون والإيرانيون لا يريدون الحرب ….!
ما يجعل الكاتب ينصح : بان على الولايات المتحده ان تعمل على تفادي الازمات والتهديدات عوضا عن الدخول في حرب برية جديده خاسرة في الشرق الأوسط ….!
و يقول ان هذا هو ما دفع البنتاغون ان يركز ، في التقرير السنوي الذي قدمه لمجلس الشيوخ الاميركي مؤخرا ، حول تطور القدرات الصينيه ، على ان الصين قد استغلت العقدين الماضيين كفرصة استراتيجية لتطوير قدراتها الاقتصاديه والعسكريه لتصبح قوة عظمى والقوه المهيمنة في مسرح
عمليات المحيط الهندي والمحيط الهاديء….!
عندها نفهم مكمن الضعف الذي يقيد القدرة الاميركيه تجاه ايران ، ويضطرها الى مراجعة حساباتها ونزولها عن الشجرة ،وجلوس رئيسها الى جانب الهاتف ينتظر اتصالاً من طهران لبدء مفاوضات معها . …!
هذا الانتظار الذي سيطول بالتأكيد لان ما وصلت اليه الصين من قوة وروسيا من تجديد حضور في منطقة غرب آسيا وعلى المسرح الدولي بشكل عام انما كان بفضل صمود محور المقاومه بشكل عام وفشل المشاريع التي عمل التحالف الصهيواميركي على فرضها على المنطقه ، بدءا من الحرب على العراق ٢٠٠٣ ، ثم اغتيال الحريري وإخراج الجيش السوري من لبنان ، مرورا بحرب تموز ٢٠٠٦ ضد لبنان ، وحروب غزه الخمسه، وصولا الى الفشل المستدام بشن الحرب ضد ايران منذ اربعين عاماً حتى الان …!
نعم فلولا كل هذا الصمود والاداء المنقطع النظير لحلفنا المقاوم لبقيت الولايات المتحده هي الدوله العظمى الوحيدة في العالم وبقينا وقوداً للحروب
ليس الا ….!
ثم اخيراً وليس آخراً ها هو الجنرال يعقوب عميدرور ، رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق ، يقول في مقابلة له مع الإذاعة الاسرائيليه قبل يومين فقط ، بان الولايات المتحده لم تعد دولة عظمى لانها فقدت مصداقيتها ( كونها لم تهاجم ايران ) . كما ان ايران لا تخشى منازلة الولايات المتحده . ..!
ويضيف عميدرور: ان اسرائيل لن تتطوع لمشاركة الولايات المتحده في اَي حرب ضد ايران الا في حال قيام حزب الله بشن حرب على اسرائيل …!
اليس من حقنا ان تقول عندها :
رحم الله ايّام العنتريات والحروب الاستباقية والحروب الخاطفه وحروب احتلال الدول وتغيير انظمتها بالقوة العسكريه والمعارك الخاطفة …!
ويا اهلاً بايام التفوق والانتصارات لحلفنا العظيم الذي اصبح بامكانه تغيير الاقدار واعادة كتابة التاريخ بحروف متفاوتة واعادة رسم جغرافيا العالم بخطوط من ذهب..!
من هنا ، وفِي ظل المأزق الاستراتيجي الذي تعيشه الولايات المتحده ، على الصعيد الدولي وخاصة على صعيد تطور القوه الاقتصاديه والسياسيه والعسكريه الصينيه وما سينجم عن ذلك من تراجع لهيمنة الولايات المتحده ، الا يحق لنا ان نستنتج بان الفرصة تزداد يوما بعد يوم امام محور المقاومه ، لتنفيذ المرحلة الاخيره من هجومه الاستراتيجي الهادف الى ازالة الكيان الاسرائيلي ، المتفكك من الداخل بحروب ما تبقى من جنرالاته ، وبدليل عزوف شبان هذا الكيان عن اداء الخدمه العسكريه ( ثلاث سنوات للذكور وسنتين للإناث ) واضطرار الحكومه الاسرائيليه المتهافتة لتحديد مدة الخدمه بسنة ونصف للجنسين فقط لا غير …!
كل هذا ونحن لم نقم باستعراض ما تملكه قوى حلف محور المقاومة من امكانات وقدرات تفوق تصور وخيال العدو والصديق وهي جزء من اسرار الحرب ومفاجآت يوم القيامة المرتقبة والتي ستحول ممالك وامبراطوريات العدو الصهيوني وسيده الامريكي الى هشيم تذروه الرياح…!
معليش نحن مش زعلانين ان معسكر النفاق وتجار الكلام واقلام الحياد المصطنع مغتاظين من ثباتنا واعتدادنا بانفسنا وثقتنا العالية بقدرات حلف المقاومة وعلى رأسها الجمهورية الاسلامية الشقيقة ….دعهم في غيهم يعمهون…!
خليهم ما بيعرفونا على حقيقتنا…!
ويتصورونا شوية اولاد متحمسين وعاطفيين وحاملين احلام وردية..!
بكرا هم الذين سيندمون يوم لا ينفع الندم..!
ويومها فقط نتمنى عليهم ان لا يلحوا علينا بالمطالبة بالتقسيم العادل لجوائز وغنائم الفتح لانه يومها لا يستوي الثابت والمؤمن من سادة ما قبل الفتح مع الملتحق بنا من عوام ما بعد الفتح..!
وما النصر الا صبر ساعة
انهم يرونه بعيدا
ونراه قريبا
بعدنا طيبين قولوا الله..
محمد صادق الحسيني
كاتب ومحلل سياسي استراتيجي مستشار الرئيس الايراني الاسبق خاتمي