حوار مع جارتي المثبطة !!
إب نيوز ٢٤ مايو
كتبت /وفاء الكبسي
بينما أنا أروج لحملة مقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية على كل وسائل التواصل الإجتماعي، إذا بجارتي تراسلني متسائلة عما أفعل، ومحتجة على تغييري لصورة البروفايل في الواتس إلى صورة القدس، ومقللة من أهمية ما أكتبه من منشورات وهاشتاقات تدعو إلى نصرة القدس بأي طريقة ممكنة.
وعندما سألتها عن الطريقة المثلى التي من الممكن أن نساعد بها القدس، أخبرتني أن الحل الوحيد يكمن في قتال الصهاينة، وبغير هذا الحل لن تتحررالقدس ولن نقضي على الكيان الصهيوني، ومن يتصور أنه سيخدم القدس والقضية الفلسطينية بأي طريقة أخرى فهو إما مهرج أومغفل أو عميل يضحك على الناس .
فقلت لها ياجارتي العزيزة وما الجديد فيما تقولي، وهل تظني أن ما تقوليه يغيب عن عقل طفل صغير؟ ولكنكِ يا أختي غفلتي أننا كشعب يمني نرزح تحت عدوان جائر غاشم تحت نيران حقدهم وخبثهم ويحاصرونا من كل النوافذ، حتى الشعوب العربية للأسف ترزح تحت نير طواغيت يزعمون أنهم حكام، حبسوا الشعوب عن الوصول إلى أهلنا في فلسطين، وعن نصرة القدس بالدماء والأرواح ، ولكنا كمسلمين لا نرضَ أن نجلس مكتوفي الأيدي، ونتفرج على ما يحدث دون أن يكون لنا أي دور، فعلى الأقل يكون لنا دور في توعية الناس بقضيتهم، من باب المعذرة إلى ربنا.
لو أنكِ متابعة لهذه الوسائل لكنتِ لاحظتِ أن قرار ترامب سبقه حملة عنيفة جدًا من الصهاينة العرب، يهاجمون فيها فلسطين وأهل فلسطين، وكل ما يمت للقضية الفلسطينية بصلة.
فقالت لي: أنتِ عاطفية لا تنظري إلى الأمور بعملية، فهل تظني أن الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل ستهتزان لمجرد أن تقوموا بمقاطعتهم!
وهل تتصوري أن منشوراتكِ على وسائل التواصل الاجتماعي ستغير من الواقع؟!
فقلت لها: أولاً عرفيني أنت ِلما تقوم به من أجل نصرة القدس وقضيتنا المركزية فلسطين؟
فسكتت لبرهة ثم قالت لي: هذا عمل الرجال عليهم التحرك للقتال من أجل الأقصى .
فقلت لها: وما السبيل إلى هذا؟ وحتى هذا الوقت ماذا علينا أن نفعل؟ هل نجلس للتفرج والحسرة وننصرف إلى أمور حياتنا وننسى القضية الفلسطينية بالكلية ؟
سأحدثك ياجارتي العزيزةِ أولاً عن أهمية المنشورات التي أكتبها على وسائل التواصل الاجتماعي التي تقللي من شأنها ، فلو أنك متابعة لهذه الوسائل لكنتي لاحظتي أن قرار ترامب سبقه حملة عنيفة جدًا من الصهاينة العرب، يهاجمون فيها فلسطين وأهل فلسطين، وكل ما يمت للقضية الفلسطينية بصلة، وللأسف الشديد انساق ورائهم مجموعة من الناس لا نستطيع وصفهم بالمجموعة القليلة، ولا نستطيع أن نقلل من أثر هذه الحملات أو نتجاهلها، لأن الحماس الذي بداخلنا الآن هو نابع من وعينا بالقضية وخطورتها واهميتها، فالوعي بالقضية أهم ما نملك، وخاصة عندما نتكلم عن هذا الوعي عند الأطفال والشباب، في وسائل التواصل الاجتماعي، فكيف بالله عليكِ هل نترك هذا المجال للصهاينة، ليصولوا فيه ويجولوا ويضللوا عقول أبنائنا وبناتنا.
هل نتركهم يهمشون قضايانا المصيرية، و يهيئون عقول الناس للتطبيع مع اسرائيل وقبول ان القدس عاصمة لهم بل والأدهى والأمر من هذا بأنهم ينادون بأن لاوجود لفلسطين وعدم احقيتهم في الارض ،وان الغلبة هي للكيان الصهيوني المحتل!
هل نتركهم ياعزيزتي يحشوون أدمغة أبنائنا والبسطاء بهذه القاذورات الفكرية، ونقول إن المنشورات على وسائل التواصل غير مهمة أو مجدية؟
أقول لك يا جارتي دعينا ننصر القدس بالطريقة التي تناسبنا، أما عن مقاطعة المنتجات الأمريكية وأهميتها، فقبل أن نتكلم عن أهمية هذا الإجراء فدعيني أسألكِ: كيف يطيب لك أن تضع في فمك طعامًا أو شرابًا أو ترتدي لباسًا، وأنتِ تدركي تمام الإدراك أنه سيتحول إلى دعم لأمريكا والكيان الصهيوني، فإذا لم تصبري على مقاطعة السلع الصهيونية الأمريكية لأجل القدس، فكيف لك أن تصبري على قتالهم .
المقاطعة وحتى إن لم تكن ستؤثر اقتصاديًا على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني – وهذا بالطبع محض فرض جدلي – فإنها رسالة لأعدائنا نقول لهم:” إن كنتم نجحتم في التطبيع مع حكامنا الذين لا يمثلونا فإنكم فشلتم في التأثير علينا كشعوب، وإننا كشعوب في حالة تربص دائمة بكم وننتظر مجرد الفرصة للانقضاض عليكم وقطع دابركم”.
المقاطعة تحمل رسالة تربوية مهمة وخطيرة، فعندما يسألك ابنكِ عن سبب رفضك لشراء منتج من المنتجات، وتقولي له إنكِ رفضتي شراءه لأنه منتج أمريكي، ولأن أمريكا تدعم الكيان الصهيوني، ولانهما يقتلونا ويحاصرونا ويدمرون بلادنا، فهذه فرصة رائعة لتربية الوعي بالقضية داخل نفس أولادك بصورة عملية.
أخيرًا أقول لك ياجارتي العزيزة دعينا ننصر القدس بالطريقة التي تناسبنا، فمتى ماانتصرنا وحان الوقت لقتالهم حينها لن نتهاون أونتخاذل وسنكون في طليعة المقاتلين ضد اسرائيل فنحن أهل المدد وأهل الجهاد ، ولكن حتى يحين ذلك الوقت دعينا نخرج في مسيرات مناهظة لاسرائيل
دعينا نخرج معا لإحياء يوم القدس العالمي ، دعينا نقاطع ونكتب المنشورات ، وانتبهي أن تنضمي لكتائب المثبطين الذين يثبطون الناس عن نصرة القضية بطريقتهم لمجرد أن يريحوا ضمائرهم ولا يصبحوا وحدهم من المتخاذلين عن نصرة القدس.