سوريا… جنود اميركيون في الحسكة وموسكو تسأل عن الهدف
الرواية الأميركية تقول إن العملية ترمي الى تحقيقِ مكاسب ضد جماعة داعش، وتعكسُ ثقةَ الولايات المتحدة في قدرةِ القواتِ التي تدعمُها داخلَ سوريا والعراق لاستعادةِ الأراضي من داعش.
موسكو التي تصر على أن أي نشاط عسكري يجب أن يمر عبر الحكومة السورية دعت واشنطن إلى توضيح أهداف خطوتها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: “نريدُ مزيدا من التفاصيل عن خططِ الولاياتِ المتحدة حولَ تعزيزِ قواتِها في سوريا وما يَرِدُ من تسريباتٍ حولَ تزويدِ المعارضةَ بالأسلحة لتنفيذِ الخُطة ب الأمريكية يُعَدُّ أمراً غيرَ لائق, نحن متمسكون بالاتفاقاتِ الروسية الأميركية حولَ وقفِ القتال”.
وفي لغة الوقائع فإن واشنطن تهدف إلى تعزيز الجماعات المسلحة التابعة لها في تلك المنطقة التي تشكل خطوط تماس مع داعش والرقة أهم معاقل الجماعة الإرهابية.
فواشنطن تعلم أن معركة الرقة ليست تحريرا لبقعة جغرافية وحسب وإنما هي رسم لمستقبل المنطقة برمتها.
وبحسابات الميدان هي ترى أن الجيش السوري وحلفاؤه حققوا انجازات نوعية على حساب داعش في ريفي حلب الشمالي والشرقي غرب وجنوب غرب الرقة وحرروا مدينة تدمر الاستراتيجية في ريف حمص الشرقي جنوب الرقة وأحبطوا هجمات داعش وعززوا المواقع في مدينة دير الزور جنوب شرق الرقة.
المعطيات هذه تفتح الباب أمام معركة الرقة بنسختها السورية تقضي دمشق بها على أهم معاقل الإرهاب وتضرب أي فكرة للتقسيم والفدرلة وتحد من النفوذ الأميركي في ثغرات الأزمة السورية.
إلا أن واشنطن تواجه في مسعاها هذا تحديات منها عدم رغبتها بخوض المعركة بشكل مباشر فمئة وخمسون عكسريا أميركيا أو أكثر ليسوا رقما جادا في مكافحة الإرهاب لا قتالا ولا تدريبا من جهة ومن جهة أخرى ليس للإدارة الأميركية حلفاء قادرون على خوض معارك جادة مع داعش في الرقة تحديدا والحليف التركي يسير على إيقاع آخر ويرى الأمور بمنظار مختلف ويرفض أن يكون الأكراد في طلائع القوات المحررة ولا يعتبرون ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية سوى قناعا للقوات الكردية.
المعادلة المركبة هذه تجعل وجود الجنود الأميركيين في تلك الأراضي السورية النائية أشبه ما يكون بالسياحة