العالم يطوي صفحة النفوذ السعودي بالمحافل الدولية.. موسم الانهيارات الكبرى.
إب نيوز 28 إبريل
فيما بدا انهيار شامل لديبلوماسية الشيكات التي طالما انتهجها النظام السعودي في المحافل الدولية خلال أكثر من سنة من عدوانه الهمجي على اليمن نشرت مجلة فورين بوليسي الاميركية اليوم تقريرا شاملا عن كشفت فيه الجانب المظلم في النفوذ الديبلوماسي السعودي الذي منحه لها حليفيها الرئيسيين واشنطن ولندن لإدارة دور مشبوه في دهاليز القرار بالأمم المتحدة ومجلس الأمن.
التقرير سلط الضوء لأول مرة على ديبلوماسية الشيكات التي مارسها النظام السعودي خلال العام الماضي لعرقلة أي أعمال للأمم المتحدة أو مداولات في مجلس الأمن تجاه ملف الحرب الوحشية التي شنها النظام السعودي على اليمن تحت مظلة التحالف.
التقرير سلط الضوء على الضغوط الديبلوماسية التي كبحت محاولات دولية وأممية لتسليط الضوء على المجازر التي ارتكبها العدوان السعودي في حربه على اليمن وحجم الخراب المريع الذي تسببت فيه زهاء 80 الف غارة شنها بعنجهية ووحشية على المدن والقرى والأحياء والمنازل والطرق والجسور ومرافق البنية التحتية.
رغم أن التقرير أدان بشدة ديبلوماسية الشيكات والضغوط غير الأخلاقية التي استخدمها النظام السعودي لتوفير الغطاء الدولي لحربه الهستيرية على اليمن، إلا انه بالمقابل لم يخل من ادانات غير مباشرة الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا اعتبارا من مسؤوليتهما المباشرة في تفويض نظام همجي بهذا القدر للتعاطي مع ملف الأزمة اليمنية.
ولعل أهم ما نشره التقرير هو تأكيده أن واشنطن ولندن هما من فوضا العام الماضي النظام السعودي بالتعامل مع ملف الأزمة اليمنية باحتضان فريق الخيانة والعمالة في الرياض واداة حرب شعواء على اليمن بدعوى مواجهة الانقلاب وعادة الشرعية، وتأكيده بان واشنطن ولندن شعرتا في الأشهر الأخيرة من العدوان بالقلق حيال ما سماه التقرير” الحرب الطائشة” التي تسبب بالكثير من الدمار ناهيك بالعدد الكبير لضحاياها المدنيين.
التقرير كشف ادوار مروعة للنظام السعودي اداها خلال العام الماضي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن متسلحا بالنفوذ السياسي والديبلوماسي للولايات المتحدة وبريطانيا، ووصل إلى حد مذهل افصح عنه نائب مدير شؤون الامم المتحدة في هيومن رايتس ووتش والذي قال ” إن السعوديون يستطيعون تشكيل أي جلسة مناقشة بشأن اليمن واللعب عليها حتى عندما لا يكونون متواجدون في غرف الأمم المتحدة”.
نشر التقرير في مجلة فورين بوليسي التي تعد النافذة الرسمية المعبرة عن مواقف البيت الأبيض وسياساته الخارجية افصح عن تحولات كبيرة في الموقف الأميركي منسجم إلى حد كبير مع مواقف عواصم عالمية كثيرة تجاه النظام السعودي والحرب الهستيرية التي يشنها على اليمن وهي الحرب التي انتجت في مأساة انسانية كبيرة وانتشارا كبيرا لخطر التنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش وغيرها دون ان تفلح في تحقيق أيا من اهدافها السياسية.
انهيار جدار النفوذ الديبلوماسي السعودي في المحافل الدولية بهذه الصورة المريعة يعني بلغة السياسة والديبلوماسية رفع واشنطن ولندن يديهما عن حليفها الهمجي وتركه وحيدا يتجرع بتخبط فاتورة حماقاته وجرائمه، وهو موقف لا يبدوا أن سيقتصر على العاصمتين الأكثر نفوذا بالعالم بل يجتاح عواصم العالم بسرعة قياسية، غبرت عنه المواقف الأوروبية في الكويت بما في ذلك المانيا والصين وغيرها من العواصم الكبرى.
التداعي الذي يحاصر النظام السعودي من جهات عدة تجلى أيضا في البيان الأخير الصادر عن مجلس الأمن بشأن اليمن والذي لوح بإسقاط الذرائع السعودية المتمثلة بالبيان الأممي 2216، وتصريحه علنا نقل ملف الأزمة اليمنية من دائرة النفوذ السعودي إلى مائدة الاطراف الداخلية وكذلك في الموقف الدولي والأوربي الذي بدا أنه قد قرر عزل النظام السعودي كليا عن طاولة مفاوضات التسوية الجارية بالكويت.
مؤشرات هذا التداعي ازدادت وضوحا في التحريك الاميركي اللافت لملف هجمات 11 سبتمبر وفي التحركات الدولية لفرض عقوبات على النظام السعودي من طريق وضعه في قائمة الأنظمة المارقة المحظور تصدير السلاح اليها وفي المساعي الحقوقية لادانة نظام آل سعود بارتكاب جرائم حرب، وفي جهود تسليط الضوء على الدور السعودي المشبوه بتوسع خطر التنظيمات الإرهابية، وغيرها الكثير.
علينا التأكيد هنا أن الصمود الأسطوري للشعب اليمني في وجه العدوان الغاشم لأكثر من سنة كان وحده السبب وراء هذا التداعي العالمي وكان وحده المحفز الأبرز لكل هذه التحولات.
وقوة ارادتنا بالحياة وصمودنا في وجه العدوان وقوته الغاشمة وبسالة جيشينا ولجاننا الشعبية هي من فتحت كل الأبواب التي اوصدها العالم في وجوهنا ساعة أن أعطى هذا النظام الهمجي وحلفائه صلاحيات كاملة لقتلنا وتدمير بلادنا بلا هوادة.
المجد والخلود للشهداء.