الحشود اﻷمريكية من أجل إعلان صفقة القرن تشير الى أنها غير مضمونة النجاح ..!!
إب نيوز ٢٦ مايو
مصطفى حسان
طالما وإن العدوان على اليمن كوني ويضم حلف قوي مالياً وعسكرياً فمن حق اليمن كمعتدى عليه أن يبحث عن حليف داعم له للدفاع عن سيادته وإستقلاله . !
فهذا العدوان العسكري الضخم الطارئ على اليمن كان سبباً في البحث عن حليف قوي ليستمد منه مصادر الدعم حتى وإن كانت محدودة لمواجهة تلك الترسانة العسكرية الكونية التي أدخلت اليمن في خارطة الصراعات اﻹقليمية .
الصراعات التي فرظتها منظومة الحلفاء بقيادة أمريكية في كل من العراق وسوريا واليمن أدت الى ردود فعل عكسية ساخطة ﻷنه إعتداء سافر على السيادة فبالرغم ماتم تقديمة من تضحيات بشرية ودمار لكل البنى التحتية
إلا أنها كانت دافعاً للإصرار على الصمود , وصنعوا منها حقول تجارب لتطوير كفائة اﻷداء , والتصلب في قوة المواجهة , وأفرزت منظومات تحالف جديدة رجحت الكفة وأعادت اﻷمل لكل من أصيب باليأس , وأستأنفت الحياة لخط الحق المناهض للظلم والجبروت لدول اﻹستكبار في العالم التي ملئت اﻷرض جوراً , وجعلت اﻷوضاع في دول العالم شائكة ومعقدة خاضعة لرحمة العصابة الدولية التي تدير العالم , وتستغل ثروات الشعوب وهي متربعة على منبر اﻷمم المتحدة .!
السعودية تسعى لردم , وترميم شروخ الفشل لحلفهم من خلال الدعوات لعقد مؤتمر في مكة في محاولة شبه مشلولة لشراء القرار العربي , والخليجي ﻹعادة تكرار النغمة اﻹيرانية الى المسامع من جديد نتيجة لما قد وصل اليه الجيش واللجان الشعبية من قوة جعل العالم يتطلع اليها كقوة عسكرية فرضت نفسها ميدانياً , وأوجدت موازين إستراتيجية منافسة قادرة على الرد بالمثل , وأحدثت إنحراف في خط موازين النفوذ والقوة العسكرية في المنطقة كانت رأس معادلتها المملكة , ولم تكن تتوقعها السعودية مطلقاً على المدى الطويل .
الصراع الذي فرضته أمريكا في الثلاثة محاور أستدعى الى تدخل إقليمي غير المعادلة بظهور أقطاب جديدة , و نتيجة للتوزنات اﻹستراتيجية الجديدة التي برزت في المنطقة دفعت إدارة ترامب الى التصعيد , وزيادة تعزيزاتها العسكرية , وإنتشار لقواتها على مصالحها من باب جس النبض للقطب اﻹيراني الروسي الذين حققاً دعماً لسوريا في القضاء على داعش وثبات النظام السوري أمام أكبر مؤامرة عالمية شاركت فيها أكثر من 65 دولة .
وكان هذا اﻹنتصار سبباً لتخبط التصريحات اﻷمريكية من حين ﻷخر فساعة تعلن أنها ستنسحب من سوريا وإفغانستان , وساعة أخرى تزيد من تعزيزاتها العسكرية بحجة ماتبقى من جيوب داعش ثم تدعوا لعقد مؤتمرات فاشلة تسعى من خلالها للحصول تجمع دولي يدين ويجرم إيران , ولم يستطيعوا جمع سوى حلفائهم في الشرق اﻷوسط فضلاً عن العقوبات اﻷمريكية اﻷحادية الجانب ولم تحظى بتأييد دولي , وكما هوا معروف أن أمريكا تطلق كعادتها التهديدات وفي الوقت نفسة تمتد اليد اﻷخرى لها للحوار , وهذا يؤكد عدم حصول حرب. !
الجانب اﻹيراني يمارس نفس المناورة السياسية بإطلاق تصاريح مشابهة ( بأنه لا حرب , ولا تفاوض بشروط التركيع اﻷمريكي ) .
العالم أنقسم الى كتلتين :
الكتلة اﻷمريكية المتفردة بقرارتها اﻷحادية الجانب التي تصب في إتجاهين مترابطين يدعم كل منهم اﻷخر .
* اﻹتجاه اﻷول تعزيز مواقع النفوذ السعوإماراتي من خلال خوظها للحروب الحالية في المنطقة كمخطط إستراتيجي للأمن القومي اﻷمريكي واﻹسرائيلي للوصول الى هدفهم في نهاية المطاف وهوا :
اﻹتجاه الثاني : تحقيق اﻹستقرار , والنفوذ القوي للكيان الصهيوني من خلال تقديم مشروع صفقة القرن . !
الكتلة أو المحور الثاني رافض للقرارات اﻹنفرادية بالتصعيدات العسكرية التي سينجم عنها إشتعال منطقة الشرق اﻷوسط الرافد الرئيسي للعالم بالنفط , وبالتالي سيكون مهدداً لحركة التجارة العالمية وسيتأثر العالم أجمع في حركته التجارية .
ونتيجة لذالك فهذه اﻹنقسامات الدولية , ومستوى التوازنات في معادلات القوى اﻹقليمية التي وجدت في منطقة الصراع في الشرق اﻷوسط دفعت باﻹدارة اﻷمريكية الى التراجع حربها العسكرية كونها مغامرة غير محمودة النتائج لكنها ستترك الباب مفتوحاً للحرب اﻹقتصادية حيث لديها مشروع يقضي بضمان مصالحها اﻹقتصادية واﻷمنية , وإستمرار هيمنتها على الثروات النفطية في الخليج .
نتيجة لان أمريكا تدرك إن الواقع العسكري في المنطقة ملغوم ولا يمكن حسمة على المدى القصير بل ستطول الحرب وتزيد من التكاليف اﻹقتصادية وتفاقم اﻷزمة العالمية إضافة الى ما تحضى به القرارات اﻷمريكية اﻷحادية من فتور في ردود الفعل الدولية تجاهها حتى من حلفائها الغربيين .
الجانب اﻷمريكي يدرك تماماً بأن صفقة القرن , ومشاريعهم اﻷخرى لن يكتب لها النجاح في ظل هذه الظروف الذي فشل فيها حلفهم في صراعهم ضد اﻷنظمة الموالية ﻹيران .
كلها مؤشرات صراع إستنزاف طويل , ومحاولة أمريكية في اﻹصطياد واﻹستفاده من خلال تمطيط الوقت لضمان زيادة تعزيزاتها العسكرية في الخليج العربي بإرسال 30 الف جندي أمريكي الى السعودية تحت مبرر حماية اﻷنظمة الخليجية من الثورات الداخلية من أجل إحكام السيطرة عليها كمحميات محتلة بالتواجد العسكري اﻷمريكي .!
فهذا اﻹحتلال اﻷمريكي للخليج العربي تعتبرها أمريكا من الضرورات اﻹستراتيجية لضمان تمرير صفقة القرن التي ستكون كلفتها الباهضة على حساب دول النفط الخليجي الذي يجري التجهيز لها في المنامه ﻹتمام “” المؤتمر اﻹقتصادي “” المتعلق بتمويل صفقة القرن تحت إشراف وفد إسرائيلي رفيع المستوى برئاسة وزير المالية موشيه كحلون من أموال النفط الخليجي وضحيتها جزء من اﻷراضي العربية وتشتيت الشعب الفلسطيني .
كما أن هذا اﻹحتلال بزيادة إنتشار القواعد اﻷمريكية في الخليج للتحكم بأهم خط نفط متحكماً بإقتصاد العالم .
فقد كانت هناك كروت أحداث تفجيرات الفجيرة , وإستهداف ناقلات النفط التي تلتها إستهداف الطيران اليمني المسير ﻷنابيب نقل النفط السعودي الى ينبع وكان أخرها إستهداف السفارة اﻷمريكية في بغداد بصاروخ لم يعرف مصدره . . !
مما يشير الى خطورة إندلاع الحرب على أهم المصادر العالمية للطاقة القادمة من منطقة الصراع في الخليج العربي .
هناك مساعي جدية في المنطقة أنطلقة من دعوة السعودية لعقد قمتين طارئة تحت إيعاز أمريكي الساعية الى فرض شروط على إيران قبل اﻹعلان عن صفقة القرن , واﻹستعجال الملموس في كل هذه المساعي قبل اﻹنتخابات في أمريكا التي تشهد إنقسامات داخلية , ومعارضين لسياسة إدارة ترامب وعدم رغبتهم للحرب . !
وهذا يعتبر من باب إقتناص الفرص والتريث من جانب إيران