الامير محمد بن نايف هنأ “عضده” و”اخيه” و”نائبه” الامير محمد بن سلمان باطلاق “رؤية..

إب نيوز 28 إبريل

الامير محمد بن نايف هنأ “عضده” و”اخيه” و”نائبه” الامير محمد بن سلمان باطلاق “رؤية السعودية 2030″.. فهل نجح في تبديد الشائعات حول الصراع بينهما على “ولاية العهد”.. وبالتالي العرش؟
لندن ـ “راي اليوم” ـ من مها بربار:
بادر ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف الى تهنئة نائبه الامير محمد بن سلمان على مشروعه الاقتصادي الضخم الذي اصدره وحمل عنوان “رؤية المملكة العربية السعودية 2030″، واكد دعمه له على حسابه الرسمي في تغريدة على “التويتر”، قال فيها “اهنيء الوطن باطلاق رؤية السعودية 2030 وادعم عضدي، واخي، ويدي اليمنى الامير محمد بن سلمان على هذه الرؤية الطموحة.. حفظ الله ملكنا وحفظ وطننا”.
كثيرون داخل السعودية، وخارجها، توقفوا عند هذه “التغريدة غير المسبوقة من ولي العهد السعودي، والخارجة عن تقاليد الاسرة الحاكمة، وطريقتها في التخاطب فيما بين المسؤولين فيها، وانقسمت الآراء الى معسكرين:
الاول: يرى فيها امرا عاديا ومحببا، يعكس عملية التغيير التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، اي على ايدي الجيل الجديد من ابناء الاسرة الحاكمة من الشباب، وخروجهم عن التقاليد المتبعة التي استمرت مئة عام، واللجوء الى الوسائل العصرية الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي.
الثاني: يرى تفسيرا يقترب من النظرية “التآمرية”، يقول بأن هذه التغريدة للرد على شائعات كثيرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان لا بد من الرد عليها في المكان نفسه، تقول بأن الامير محمد بن سلمان يخطط للاطاحة بإبن عمه الامير محمد بن نايف من ولاية العهد، كخطوة اولى لتوليه العرش، فقد بات الحاكم الفعلي للمملكة، ويتصرف كملك فعلي، ويريد ان تكون هذه “الثورة” الاقتصادية التي اطلقاها الارضية التي توصله، او تعجل بوصوله لـ حرق المراحل”، والقفز الى ولاية العهد.
كان لافتا ان الامير بن سلمان ركز في مقابلته على قناة “العربية” التي اذيعت يوم امس الاول، على كسب الشباب الذي يشكلون 70 بالمئة من عدد سكان المملكة (تحت سن الثلاثين)، وكذلك اظهار كل تعاطف وحرص على الفقراء، وغير السعوديين ايضا من المقيمين في المملكة.
الامير بن سلمان قال ان 70 بالمئة من الدعم الذي تقدمه الحكومة للسلع الضرورية من محروقات واغذية وماء وكهرباء تذهب الى الاغنياء، وان البطالة تصل الى 11.5 بالمئة، ويسعى لتخفيضها الى 6 بالمئة، وتعهد بتوطين جزئي لغير السعوديين الذين اقاموا لاكثر من عشر سنوات باعطائهم الكرت الاخضر “Green card” على غرار النظام الامريكي، ولكنه استثنى النساء من نسبة البطالة، اما بالنسبة الى الاغنياء، فان مكافأتهم ستأتي من خلال حصولهم على حصة كبيرة من اسهم شركة “ارامكو” التي سيتم طرح 5 بالمئة منها في الاسواق، فهم الذين يملكون الاموال والمؤسسات.
الامير بن سلمان، ورغم انه يحتل المرتبة الثالثة على سلم العرش، الا انه كان يتصرف كمن يجلس عليه، واحتل العناوين الرئيسية في الصحف، ومساحات واسعة جدا على شاشات التلفزة المحلية والخليجية، وهذا يشكل كسرا للتقاليد المتبعة التي تقوم على احترام التراتبية في الحكم.
صحيفة “التايمز″ البريطانية قالت انه “امير غير محدود”، وطالبت الغرب بدعمه، بينما قالت مجلة “فورين بوليسي” الامريكية انه “امير كل شي” في تحول لافت، وكانت هذه الصحف قبل عامين فقط ترى في الامير محمد بن نايف رجل السعودية القوي، بسبب دوره الكبير كوزير للداخلية في محاربة الارهاب والقضاء عليه.
التسريبات على وسائل التواصل الاجتماعي كثيرة، حول احتمال اقدام الامير الشاب بن سلمان على استصدار قرار من والده بعزل الامير محمد بن نايف من ولاية العهد، تماما، مثلما جرى مع ولي العهد السابق الامير مقرن بن عبد العزيز، اصغر ابناء الملك المؤسس في ساعة متأخرة من ليل 28 نسيان (ابريل) عام 2015، وبعد ثلاثة اشهر من تولي الملك سلمان العرش.
قرار العزل تم بعد الساعة العاشرة من مساء ذلك
اليوم، رغم انه لم يمر على تعيينه في هذا المنصب الا بضعة اشهر، وبتوصية من العاهل الراحل الملك عبد الله بعدم تغييره او عزله بعد وفاته، تحت اي ظرف من الظروف.
تغيير اولياء العهد من الامور العادية المألوفة في الانظمة الملكية الخليجية والعربية، فأمير قطر حمد بن خليفة عزل ولي عهده الاول الشيخ جاسم بن حمد، وعين ابنه الرابع تميم، وتنازل له عن الحكم، وذلك في حزيران (يونيو) 2013، والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اعفى شقيقه الامير حمزة من ولاية العهد، وعين ابنه الامير حسين مكانه.
النظام الاساسي للحكم في المملكة العربية السعودية يعطي العاهل السعودي الحق في تعيين ولي العهد او عزله، وهيئة البيعة التي تضم امراء من ابناء الملك المؤسس واحفاده، جرى تجاوزها من قبل العاهلين الملك عبد الله الذي اسسها، والملك سلمان، رغم ان دورها استشاري محض، وتوصياتها غير ملزمة.
المملكة العربية السعودية تقف امام عملي