حديث الروح ..
إب نيوز ٣ يونيو
كتبت/ فوزية عبد الوهاب الشهاري
اغرورقت عيناها بالدموع وقالت لي بصوت متهدج اشتقت اليه كثيرا، اشتقت الى صوته يملأ ارجاء البيت بالفرح، إلى محياه الجميل، إلى مناداته “أمي” فيرقص قلبي فرحا بين جنبيّ، لقد طال الفراق وأبعد العدوان عنا أمل اللقاء.
قلت لها: بإذن الله سيعود وستسعدين بقربه، ومهما طال الفراق فالعدوان منهزم، فكفكفي دموعكِ ويكفيكِ أنه في مهمة مقدسة طالبا للعلم، وأنه برفقة مؤمنة.
ثم نظرت اليها مبتسمة: أتعلمين حتى في شوقنا نحن انانيون جدا
قالت: وكيف ذلك؟ وهل في الحزن انانية؟
قلت: كم من الشهداء نزف كل يوم، هل استشعرنا حتى ولو للحظات مرارة الفراق، الشوق قاتل صامت.
هل فكرنا بأمهات الشهداء العظيمات الصابرات، تلك الدموع التي تنحدر بصمت عند كل وداع كأنها حبات مطر تهب الحياة للوطن.
هل استشعرنا انهن يودعن في تلك القبلة الأخيرة فلذات اكبادهن ومهجهن.
يقين اللقاء بأولياء الله في جنات الخلود هو نبض كلماتهن، يا لها من تضحية ندر نظيرها إلا في أسر الشهداء.
قالت: أي والله صدقتي، تضحيتهن ليس لها مثيل ولا جزاء. بشهدائنا بتضحيات اسر الشهداء، حق لنا ان نفخر على كل الدنيا.
واني أرى النصر قريبا جدا، وسيعود ابني لأرض الوطن شامخ الرأس تعلو هامته للسماء، وسيجد يمنا ليس كالسابق ابدا، سيجد يمن العزة والكرامة، يمن الانتصارات، أرضا عَلم رجالها ونسائها، وحتى اطفالها العالم كله معنى الصمود، وطن المعجزات العسكرية التي ابهرت الأعداء قبل الاصدقاء، وطن حقق المستحيل ومحى من قاموسه كلمة محال إلا ان يكون هناك في الكون بأسره كاليمن محال محال.