الوقائع والمؤشرات لتراجع احتمالات نجاح المؤتمرات التي دعت إليها السعودية وكذلك البحرين الخاصة بالورشة اﻹقتصادية لصفقة القرن ..!!
إب نيوز ٦ يونيو
مصطفى حسان
المنطق يقول: عند الدعوة لعقد مؤتمر لمناقشة أمن واستقرار المنطقة العربية وهو البحث عن أسباب وجذور أزمات الشرق اﻷوسط التي سببها المال السعودي …
كان من المفترض خلال هذه القمة أن تستغل هذه الفرصة لمعالجة مشاكل التورط في حرب اليمن , وتمثل فرصة ذهبية ﻹعادة تعزيز مكانتها بين الدول اﻹسلامية من خلال الدعوة لنشر السلام في دول الشرق اﻷوسط التي ظلت لسنوات في إيقادها بأموالها النفطية , وترميم اﻷخطاء بما يشفي غليل الدول وشعوبها,,,
ولكن للأسف اتجهت إلى خيار الحرب , والعودة بالمنطقة إلى مربع الصراع المزمن .
مشكلة العرب بحسب الرؤية الغربية لم تخرج بقرارات واقعية وصائبة تصب في مصلحتهم , وتعزز موقعهم اﻹستراتيجي بين دول العالم , وتمكنهم من اﻹستغلال اﻷمثل لثرواتهم الطبيعية في تقوية سلطاتهم , وتطوير قدراتهم , وإستغلال ما لديهم من المنهج اﻹلهي والقوانين السماوية لشريعة اﻹسلام التي حبا بها الله هذه اﻷمة التي ستؤدي بهم إلى سيادة العالم الذي يفتقر لهذا العنصر الهام، والغارق في عيوب النظريات الوضعية .
هناك نقاط تقاطع في هذه المؤشرات تتضمن فشل نيتينياهو في تشكيل الحكومة , والمطالبة بزجه في السجن بتهمة الخيانة في بيع اربع غواصات متطورة لمصر ,
وهذا دليل كافي بأن اليهود لا يثقون على اﻹطلاق بأي دولة عربية حتى وإن كانت حليفة لهم،،
فمن غير المعقول أن يثق الكيان اﻹسرائيلي بأكبر حلفاء لهم في الشرق اﻷوسط ( السعودية , واﻹمارات )، الرأسين اﻷكثر نفوذاً في المنطقة , واﻷكثر علاقة مع الصهاينة المرتقية إلى مستوى التحالف اﻹستراتيجي , والرأسين الذين يمثلون أهم اﻷعمدة في الشرق اﻷوسط لتمرير وتمويل المشروع اﻷمريكي “” صفقة القرن “” .!
رغم هذا كله فإسرائيل لا تضع الثقة كاملة مع أي حليف عربي , واﻷيام القادمة كفيلة بتوضيح هذا الشأن .
البعض يرى إن التصعيدات من قبل ترامب كانت تنطوي على تمرير صفقة إبتزاز جديدة للسعودية واﻹمارات , والمتزامنة مع بيع صفقة أسلحة للسعودية تجاوز بها ترامب الكنجرس بالتحايل الذي مارس بعدها سياسة التهدئة , وطلب التفاوض مع إيران, وإنه لا يسعى إلى تغيير النظام وإن الشعب اﻹيراني شعب عظيم,,
ثم يتناقض ترامب في تصريحاته اليوم بأنه يريد التفاوض مع إيران لكن التحشيدات العسكرية واردة .!
كذلك ضعف اﻷمل لدى وزير الخارجية اﻷمريكي بومبيو بالنسبة لنجاح صفقة القرن, ويرد ترامب بأنها واعده…
وهذا يشير إلى شعورهم الفعلي من خلال فحص ودراسة الوقائع الميدانية , وتقصي الحقائق بأن صفقة القرن طريقها طويل ومعقد هناك العديد من المسائل الشائكة ,
وسعي الحزب الديمقراطي في إيجاد مرشحين للرئاسة في اﻹنتخابات اﻷمريكية والعودة إلى حل الدولتين المنصوص عليه في القرارات الدولية .
أما بالنسبة لدعوة السعودية لعقد ثلاث قمم مستعجلة وفي موعد يوم القدس العالمي , ومحاولة لمنع مظاهر إحياء هذه المناسبة، تشير إلى أنها بإيحاء أمريكي كانت مجرد ترقيع وإنقاذ لمشروع صفقة القرن الذي بدأ اﻹعداد ﻹعلان تفاصيل هذه الصفقة بمؤتمر المنامة الذي بدأ ( بالورشة اﻹقتصادية للصفقة الموعودة ),
وبالفعل كان البيان الختامي للقمة العربية معد مسبقاً، وهذا كان واضح من خلال إتجاه بنود البيان إلى إيران واليمن , ولم تتطرق إلى أين من القضايا العربية واﻹسلامية التي تعاني منها اﻷمة من أزمات الصراعات الداخلية , واﻹحتقان السياسي في هذا الوقت شديد الحساسية،،
بما فيها البيت الخليجي الذي يشهد تشققاً وهو بحاجة إلى ترميم , والذي كان من المفترض على هذه القمم أن تبدأ بمناقشته , والوقوف على أسبابه وإيجاد الحلول ﻹصلاحه.