العيد و الأشواق !!

 

إب نيوز ٦ يونيو
و بالرّغم من أحدث التقنيات لجعل العالم قرية صغيرة و ربطه عبر مواقع التّواصل الاجتماعي فيما يسمّى بالشّبكة العنكبوتيّة ،،
سنبتعد قليلا عن عبق الحرف الذي قد يقوم بوضيفة الاتصال و التّواصل عبر اللغة الأثيريّة و سنفهمها دون أن ننقص من شأنها و لكنّا سنقول _ يا تلك الفوضى المنظّمة _ :
رويدك فعيد اللّه لا كلام و لاسلام أجمل من أثير القرب ، و لا أسرع من شبكة صلة الأرحام، و زياراتهن ، و الأهل و الأقرباء ، و الأصدقاء ، و الجيران ،،
تمهّلي أيتها المواقع الاجتماعيّة ( كما أسموكِ ) فطالما نثرنا الحبّ و الشّوق و اللهفة و الحنان عبر أثيرك فقمتِ بشيئ من الواجب لكن :
يظلّ لقاء الرّوح بالرّوح أقوى و أجمل عبر مصافحة الأيادي ، و عناق الوتائن و قبلات الجباه بين الأرحام هي الأداة الأسرع لبيان ذلك الشّوق و الحبّ؛ فأمّك ، أختك ، بنتك يكفيها أن تراك في العيد بشوشا فرحا زائرا لها لتسكب تلك المشاعر المقدّسة في قلبها و عينيها فتكتفي بذلك عن كنوز الكون ،
لستَ بحاجة لتحميل نفسك فوق طاقتها فالظّرف صعب بفعل العدوان و الخونة و المرتزقة الذين ينثرون الأموال نثرا ليحاولوا أن يشعروا بسعادة قتلوها في أرواحهم حين تآمروا على وطنهم و فرّوا لحضن المعتدين الأغراب ، و هم اليوم يتمنّون أن يتنفسوا ذرّة هواء من اليمن ، يشتاقون لنسمة واحدة من جهة اليمن تمرّ عليهم لتعيدهم لتنعشهم من موت الرّوح لديهم حين تنكروا لها و هي الأمّ مَن لا تُباع ، لكنّهم باعوها بثمن بخس و إن كان ملايين الرّيالات السّعوديّة ، و الدّراهم الإماراتيّة ، و الدّولارات الأمريكيّة ،لكنّهم رغم ذلك البذخ كلّه فقراء ؛ و كلّ محاولات إسعاد أرواحهم هو مجرد إفراغ كبت و شعور بالذّنب ، و حسرة تلتقمهم كالحوت فيظلّون في بطنه مدى دهرهم ؛ لأنهم ما عرفوا اللّه حقّ المعرفة حين أرخصوا أرواح خلق اللّه من أجل أعداء اللّه ، و تاجروا بكلّ القيم و المبادئ من أجل مصالحهم الشّخصيّة ، فباتوا في حسرتهم يعضّون الأنامل غيظا و حسدا ، و لهم أرباب يتشاكسون فيهم ، و لا يغفرون لمن تاب منهم ، بينما نحن هنا نعبد إلها واحدا هو اللّه لاشريك له ، نحن نتنفس حريّة و عشقا و سعادة ،،
فيا معشر الرّجال في هذا الوطن : و أنتم الأوفياء الصّادقون فلا يثبّطكم عن زيارات و صلات الأرحام جيب فارغ ؛ فليست الفرحة بالعيد مقصورة على المال و ( العيديّات )، و أمّا من كان في بحبوحة من أمره فليس من تمام رجولته البخل على مَن أوصى بها ربّ العالمين و رسله ،،
يا معشر الرجال : صلوا أرحامكم بما تسطيعون ، و احمدوا اللّه ، و في غير سخط على قلّة ما في الجيوب ، فيكفيكم نعمة أنّكم تحيون على تراب البلدة الطّيبة ، و تشكرون الربّ الغفور ، و يكفيكم تلك الفرِحة في عيني أخواتكم و بناتكم ( المتزوجات ) حين تسمع الواحدة طرقة باب بيت زوجها فتميّز طرقة أبيها و أخيها عن طرقة أب و أخ مثيلاتها ، فنراها تهرع للباب و تحتضن ذلك الأبّ و هذا الأخ ،
افرحوا بهنّ و ليفرحن بكم فأنتم حينها السّعداء ، و أمّا غير المتزوجات من بناتكم و أخواتكم فهن كأمهاتكم و زوجاتكم في حبّات قلوبكم و لاشكّ بأنّكم لن تقصّروا في إسعادهن و معايدتهن أوّل البشر ،،
و أمّا عنّي و أبي فقد قتلني الشّوق إليه فقد كان لي كلّ معاني العيد ، كان العيد الدّائم الذي لا يقتصر على موسم فطر أو أضحية ؛ فأبي عيدي في كلّ زمان و مكان ،
أبي ساكن الرّوح الأبدي ، من لا يغادرني طيفه أو ذكراه ، فقد كان سعادتي في كلّ يوم و لحظة فإليه أبعث دمعاتي لا لتؤذيه ، و لا لتحزنه ، و لكنّها ديدني كلّما اشتقت إليه و كلّ وقتي ، بل كلّي أشواق .

أشواق مهدي دومان

You might also like