المرأة وصناعة فرحة العيد ..
إب نيوز ٦ يونيو
كتبت/ جهاد اليماني
للعام الخامس على التوالي يطل علينا عيد الفطر المبارك ونحن في ظل عدوان همجي وحشي ,ويترافق مع ذلك العدوان حصارُ ُجائرُ ُ ظالم براَ َ وبحرا وجوا ،وحرب إقتصادية هوجاء وخطوات متعسفة ظالمة كخطوة نقل عمل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن ؛مما أدى لانقطاع المرتبات
وبالتالي أُنهك الشعب وعُطّلت كل الموارد ,وأصبحت الأسر اليمنية الفقيرة والمتوسطة الدخل تعيش حالة من الحاجة والعوز ؛بل لقد وصل حال البعض لمرحلة الجوع القاتل المميت !
وهنا نتساءل ماهو دور المرأة اليمنية المجاهدة في صنع فرحة العيد في ظل هذه الظروف الآنفة الذكر؟
لقد أثبتت المرأة اليمنية الصابرة المجاهدة على مدى سنوات العدوان أنها بحجم المسؤولية؛ فما نشاهده من صبرِ ِوصمودِ ِ وتحرك على جميع الأصعدة والمجالات_ يثير الدهشة ويدعو للذهول .
ولا زلنا نعول على حفيدة أروى وبلقيس السائرة على خطى الزهراء (سلام الله عليها) أن تضاعف الجهد، وأن تحاول صنع فرحة العيد في عشها الهادئ الصغير، وترسم بريشة الصبر والصمود والتدبير الفرحة في أفياء منزلها ووجوه أبنائها..
فالمرأة الذكية المؤمنة التي تمضي في درب المسيرة القرآنية لا تتذمر ولا تضيق الخناق على زوجها بطلباتها الزائدة ..
لاتتطلع إلى مافي أيدي الآخرين ؛ومن هنا تنبع السعادة ،يقول الله تعالى مخاطبا نبيه الكريم{ ولا تمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرُ ُوأبقى}
وعن أبي ذر رضوان الله عليه أنه قال : أوصاني خليلي بسبع…. ومن ضمن هذه السبع : أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر لمن هو فوقي…
فمقارنة أنفسنا بالأخرين يخلق حالة من التعاسة والشقاء
أما القناعة واليأس مما في أيدي الناس,والنظرة العميقة للحياة تجعلنا نحلّق في سماء الهدوء والطمأنينة و نرى أن لدينا الكثير والكثير من النعم التي أحاطنا الله بها و يفتقدها الكثير.
ومن هذا المبدأ _مبدأ القناعة واليأس مما في أيدي الناس, وبجمال روحك وأناقة تفكيرك, تستطيعين عزيزتي ربة البيت أن تصنعي شيئا من لاشي ،ومن الشيء البسيط شيئا عظيما ورائعا وذلك بأعادة تنظيم وترتيب الأشياء من زاوية الجمال الروحي وبلمسات فنية وحركات إبداعية …
وكم هو جميل ورائع
أن تنثري بذور القناعة, وتغرسي شتلات البذل والعطاء والشعور بالمسؤولية في نفوس أبنائك.
أن ترسخي في أذهانهم أن العيد ليس بالمظاهر الكاذبة والزخارف الخادعة, والأطباق الملونة والموائد الفاخرة والملابس الزاهية …بل في رسم الابتسامة في وجوه المنكسرين، في الاخذ بأيد البائسين والمحرومين…
بل وبإمكانك عزيزتي أن تصنعي الفرحة وترسمي الإبتسامة وتتفيئي مع أسرتك ظِلال العيد الوارفة ؛ من خلال صنع أطباق من المحبة وقوالب من المودة ،وإعداد موائد من الحنان ،ورسم ديكورات من السعادة وصياغة حلل من الألق الروحي؛ لتجملي بها عشك الهانئ الصغير
,وتعيشي فرحة العيد بكل تفاصيلها الجميلة.
ملتقى الكتاب اليمنيين