سلسلة هدايا العيد “الهدية الثالثة”
إب نيوز ١٠ يونيو
بقلم: زينب الشهاري
في هدايا العيد نرسل أصدق المشاعر و أجمل التحايا لمن وضعوا بصماتهم النورانية و لونوا لوحة العيد بأزهى الألوان و قدموا لنا العيد أماناً و اطمئناناً و سعادة، نرصع كلامنا ببديع البيان و نرش عليه من عطور الامتنان علنا نستطيع بهذه العبارات البسيطة أن نعبر عن الإعزاز الذي يملأ كياننا لمن يستحقون أن نفاخر الكون بهم و نباهي الدنيا و جميع البشر بجميل صنائعهم و عظيم عطاياهم.
يأتي العيد و تأتي معه رياح الإشتياق لمن كانوا للأرواح حياة، تعم البهجة بينما لا يزال المكان فارغاً لأشخاص غادرونا ليصنعوا لنا حياة العزة و الكرامة، أشخاص قدموا مهجهم ليبنوا لنا صروح الإباء و المجد، تضيء بهجة العيد وجوهنا و نتنفس عبق الحرية و نذوق طعم الأمان بسبب من كانوا لأيامنا عيدا ، لم يبخلوا حين بلغ الشح ذروته في نفوس الكثير و لم يترددوا حين جبن الأغلبية، و انطلقوا لا يبغون إلا الجنة، رحلوا غير أن أماكنهم في القلوب محفوظة.
نقدم هدية العيد لذلك الأصل و المنبت، لذلك الحضن، لتلك المدرسة التي أخرجت من صلبها من أعزوا دين الله و كانوا لحياتنا غيثا مدراراً، تلك الأسر التي أكرمنا الله بفلذات قدموها ليحفظوا الأمة و يصونوا أوطان المسلمين و ليبقى دين الله غالباً، العيد هبة قدمتموها لنا يا أسر الشهداء يا من علمتمونا معنى العطاء، فلولا تضحيات أبنائكم، لولا الإيمان و التقى الذي تزخر به نفوسكم، لولا المحبة الصادقة التي تملأ نفوسكم لما دفعتم بمن تحبون إلى طريق تعلمون أنهم قد لا يرجعون حين يسلكونها، لكن ثقتكم كانت أعظم بأن الحياة الحقيقية و أن الفوز الكبير قد ربحوه فاطمئنت نفوسكم و سكن الرضى أفئدتكم و حمدتوا الله على نعمته التي حباكم باصطفاء أحبابكم.
الوطن يتألق بكم، الوطن يعتز بكم، فلولا الدماء التي سكبها أعزاؤكم على ثراه لما عشنا ساعات العيد و أيامه بل لما عشنا أيامنا كلها دون هيمنة أو وصاية أو تجبر من أحد، لولا تلك الأرواح الطاهرة التي جابت في وديان و جبال و سواحل و صحاري الوطن و لقنت الأعداء شر الهزائم لما علت البسمة وجوه أبنائنا و لما حل العيد و فرحته كل بيت، فلو قدمنا لكم كنوز الأرض و لو ظلت كلماتنا تسرد المدائح لما وفينا حق قطرة دم سالت من شهيد من أبنائكم.
يا أسر الشهداء يا أخوة و أخوات و أمهات و أباء و أبناء الشهداء أنتم مصدر فخرنا و أنتم تاج على رؤوسنا و أنتم زينة عيدنا و أنتم القوة التي قهرت أعداءنا و بكم و بعطاء الدم يتحقق نصرنا، فلكم من قلب كل يمني كل المحبة و التحية.
لنكتشف من للعيد و فرحته أيضاً يستحق في موعدنا القادم من “هدايا العيد”…..