المختصر أللا مفيد !!
إب نيوز ١١ يونيو
وفاء الكبسي
من الساخر والمضحك أننا اليوم نعيش بطريقة “المختصر أللا مفيد” بمعنى أننا “نجزع الأعمال” أي ننجز أعمالنا بأخطاء وغش وقلة مسؤولية، ومع هذا نبرر لأنفسنا ونقنعها أننا نعمل الصواب مثال على هذا الأسطى “البناء” عندما يقوم بترميم منزل فإنه يماطل في عمله من تأخير وعدم دقة في العمل المطلوب رغم أننا ندفع لهم أجورهم وزيادة ،أليس هذا التقصير يعاني منه الجميع؟!
أليس هذا البنأء يرى نفسه أنه يعمل الصواب ألم ينجز عمله بالمختصر أللا مفيد؟!
وعلى هذا فلنقس في حياتنا أعمالنا ومقدار الضرر الحاصل، وحجم المسؤولية، وأثرها في حياة الاخرين، فكم عايشنا وشاهدنا مسؤولين كبار وصغار يرتكبون الأخطاء الكبيرة والتجاوزات العظيمة على المال العام ويخرقون القانون وللأسف لايكتفون بذلك فنراهم يخطبون فينا عن النزاهة والشرف..فعن أي نزاهة وشرف يتحدثون؟!
أليس من المفروض على كل انسان يؤتمن بعمل أن ينجزه بأمانة وينفذ مايطلب منه وإن حدثت اخطاء نتيجة غفلة أو سهو فعليه أن يصحح أخطائه أو يعتذر على الأقل، لكن الحاصل اليوم بأن المخطئ يكابر بخطائه بل ويتفاخر به وكأنه هو الصواب؟
كثير منكم سيستغرب من مقالي هذا ولكنه واقعنا ياسادة فكلنا شركاء في شيوع “المختصر أللامفيد” فمن منا لايخالف القانون والمنطق بعمله أو سيره في الشارع أو رمي نفاياته أو حفظ حقوق الآخرين أو غيرها الكثير والكثير من تفاصيل حياتنا..
كلنا يشتم الفساد والفاسدين ويمتقتهم ومع ذلك نمارس الفساد من غير أن نشعر!
فساد في بيوتنا وشوارعنا وأماكن أعمالنا فساد لم نعد نراه فساداً ولهذا لم تتغير حياتنا ولم نستأصل الفاسدين..
” إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم”، فكيف يحق لنا أن نحاسب الفاسدين ونحن شركائهم أن لم نكن منهم !
صحيح أن فسادنا بسيط وربما كان صغير ، فلسنا كحيتان الفساد ولكن يبقى الفساد هو الفساد فالتلال تكونت من حبات الرمل والحيتان كانت يوما ما سمكاً صغيرة..
علينا ان نحاسب أنفسنا ويغير كلاً منا مافيه من فساد سواء كان صغيراً أم كبيراً حتى تتغير حياتنا إلى الأفضل والأحسن، ونصل إلى مانتمناه من استئصال لكل الفساد والفاسدين ومانرغب أليه من دولة كريمة.