دمعةٌ في رُكن القلب !
إب نيوز ١١ يونيو
كتبت / إقبال جمال صوفان..
يأتي الليل بالهواء البارد والسكينة والطمأنينة مودّعاً نهاراً كان حافلاً بالفرحِ والتعايش الإيجابي حينها يتسلل الهدوء إلى ثنايا الروح سائلاً : أين هم الرجال ؟! وماذا يفعلون؟!
فتُجيب الروح قائلةً:
– إنهم يَقومون بواجبهم الدينيّ والجهاديّ.
-يَبحثون عن رضى الخالق لا المخلوق.
-يَعزفون النصر على أوتارِ بنادقهم.
-يُنجزون الأعمال بإخلاص نيّتهم.
-يتحمّلون التعب غير آبهين بأنفسهم.
-يَسهرون الليالي والأيام حامين لأرضهم.
-يُكابدون البُعد والمسافات ناسين أحبتهم.
-يستقبلون الشهادة بنواصي رؤوسهم.
-يُحاربون الطغاة بكل جوارحهم.
-يحصدون رؤوس المرتزقة بشتى أسلحتهم.
-مضوا معَ الله فكان الله معهم.
تغفى الروح على وقعِ هذهِ الجمل مُنغمسةً في هدوءِ الليل وماضية في رفقةِ المُجاهدين فتُحدثهم قائلةً : إني هاهُنا معكم أدعوا لكم أرتبط بكم أرنو إليكم أتكئُ عليكم فهل تشعرون بي؟! أدُعائي يَصِلكم؟! أَهمسي يُرسل إليكم؟! إني أبعثُ بهِ كل يوم عبر رسائلي المُرسلةِ من أرضي القاحلةِ إلى سمائي الماطرة!! إن دموعي كل ليلةٍ تنهمر واحدةً تلو الأخرى!! تأملوها إنها مُعلّقة في كبدِ السماء بدبابيس أملي فيكم!! أترونها؟! نعم إنها تلك النجوم التي ترافقني وترافقكم!! أما القمر فهي التي أوُصيها كل ليلة أن تُضيءَ لكم!! وأُحذرها ألاّ ينطفئ توهجها على من هم رُفقائي في كل سجدة من صلاتي!! وبعمق تلك السجدة أقول:
*”يااا ربّ انصرهم وثبّت أقدامهم وسددّ رميهم وفكّ أسرهم واحرسهم بعينكَ التي لا تسهى ولا تنام”*
آملةً من الله عزّ وجلّ ألا يُفجع قلبي فيكم لأننيّ هزيلة جداً عند الفقد لأنكم ورودي الحمراء وبساتيني الخضراء !! أسمعتم بروح تفيض من الفرح ؟! إني أفيض بكم وبعودتكم أعزّة مُنتصرين!! لتكونوا تيجان على رؤوسنا وقلائد على صدورنا وأوسمةً على أكُفنا!! أنتم من تُنكلون بالعدو وتُجرعوه من لظى بنادقكم!! أنتم الأشداء الحازمون حين العمل الطيبون عند الإخاء لا تُسعفني الكلمات كي أفيكم حقكم لكنّ الله وليُّ الشعور الذي أُكنه لكم يا أشرف خلق الله… حماكم الرحمٰن أينما كنتم..
تفزُّ الروح مُتعجبةً من الليل سائلةً له ماذا فعلت بي؟! فيُجيبها الليل لم أفعل شيئاً لقد جعلني الله سكناً بقولهِ سبحانه:
(ِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًاِ)
[سورة اﻷنعام 96]
فسكنتي على مرافئ المُجاهدين وعبّرتي لهم عمّا يجول في خاطرك وأنا كُنتُ أسمع همسكِ الخافت !!
حينها لم يبقَ للروح إلا أن تقول إن مُجاهدينا :
*دمعةٌ في رُكن القلب !