سلسلة هدايا العيد..الهدية الرابعة !!
إب نيوز ١٢ يونيو
كتبت: زينب الشهاري
تعطر الفرحة الأجواء و تزين البسمة أيام العيد، يتبادل الناس التهاني تتواصل الأسر و تمتلىء الحدائق بالزوار و تعم البهجة كل دار، ينتزع اليمنيون فرحتهم من بين براثن الآلام التي صنعها القصف و التدمير و القتل، و يعيشون عيدهم و باقي أيامهم متجملين بالصبر و مستقوين بالمقاومة و الصمود، و تتوالى الأيام و هم أقرب إلى النصر و أقرب إلى حسم معركتهم ضد أرباب الشر، في هدايا العيد نبحث عن مصدر تلك الأنوار التي أضاءت سماء عيدنا و نتتبع تلك الآثار التي أوصلتنا نحو السعادة التي نعيشها، وجدناهم يقعدون على سرير الجراحات يعتلي السرور محياهم رغم آلامهم التي صنعوا منها عقود فرح لنا، أولئك هم ملائكة البشر الذين أبوا إلا أن يقدموا التضحيات الجسيمة حتى يرونا نتمتع بالعافية و السلامة و دفعوا لأجل ذلك أعضاءهم و صبروا على عظيم أوجاعهم.
هم أبطال الوطن الذين انطلقوا إلى ميادين القتال يذودون عنا و يدفعون كل أذى، هم البواسل الذين خاضوا غمار الموت بكل شجاعة ليحمونا و قدموا من أجل ذلك قاني الدماء و فقدوا أعضاء سبقتهم إلى جنات المولى، نتمتع بالعافية و نلبس تيجان الصحة التي وهبها الجرحى بكل محبة لنا.
هم جرحى الجبهات أنشودة النصر و أيقونة الدفاع المقدس، هم جرحى الجيش و اللجان عنوان التضحية و رمز الفداء، هم من لا نستطيع مهما فعلنا رد جميلهم و لا نستطيع مهما قلنا التعبير عن عطائهم الذي فاق كل وصف، فالعيد هم و الحياة على أرض الوطن لم تكن لولا تضحياتهم، و يبقى صدق تحركهم و عظيم جراحاتهم أكبر شاهد و دليل على صفائهم و صدقهم و حبهم لله و الوطن.
فهدية العيد استحقها من يقاسى الأوجاع و يتكبد الآلام من أجلنا، ندين لهم بالكثير و لن نبادل الوفاء بالوفاء إلا بالسير على ذات الدرب و سلوك نفس المسار الذي ساروا عليه لنقتص لهم و نفوز بالنصر الذي طالما تمنوه و من أجله سكبوا دماءهم و فقدوا أعضاءهم.
العيد أنتم يا جرحى الكرامة نفتخر ببطولاتكم و نحيي عزائمكم، فأنتم لكل يمني وسام فخر و مصدر شرف، مضيتم في درب العزة و رغم كل ما تعانونه لا يزال لسانكم عامراً بالشكر و لا تزال معنوياتكم قوية و لا يزال اندفاعكم متأجج فكثير منكم بمجرد أن يتعافى من جراحه يعود الى المكان الذي يحب و لا يجد نفسه إلا فيه، يعود إلى ميدان الجهاد الذي تأصل في نفسه و تعمق في وجدانه، و الكثير رغم إعاقتهم لا يزالون حاضرون بروحية عالية كتلك التي حضروا بها في مقدمة الصفوف في جبهات القتال ومواقع البطولة و النزال التي لقّنوا فيها الأعداء دروساً لن تنسى وسطروا فيها بطولات ستظل تروى وتُحكى، فيا جرحانا ستظلون ذلك النور الذي يشع في دنيانا و سنظلون في قلوبنا ندعوا لكم بالشفاء و الصحة و المعافاة الدائمة.
فلنكتشف من للعيد و فرحته أيضاً يستحق في موعدنا القادم من “هدايا العيد”…..