إحتلال الجنوب اليمني مطلب امريكي بالأدلة ؟ بقلم : عزيز راشد.
إب نيوز 29 إبريل
كان الوجود الأمريكي وما يزال من اهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى وجود توتر في المنطقة
التي يوجد فيها سواء كان ذلك بما يمارسه هذا الوجود من اعمال مباشرة ضد الدول المتواجد فيها او باعمال غير مباشره من خلال أدواته المتغلغلة وشبكاته المخابراتية.
وقد تطورت صور واشكال الوجود العسكري الأجنبي نتيجة عوامل متعددة ومختلفة منها: تعدد وتطور الأسلحة والمعدات العسكرية وتطورات النظام السياسي العالمي والنظم الإقليمية السياسية، مما أدى الى ظهور صور واشكال من هذا الوجود العسكري الأجنبي لم تكن مجودة من قبل مثل قوات متعددة الجنسيات كل هذا الوجود ظهر في الوطن العربي.
ولقد عانى الوطن العربي من الوجود العسكري الأجنبي المتنوع لفترة طويلة من الزمن والذي كان ينتمي لعدة دول مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ثم انحسر هذا الوجود مع انحسار موجة الاحتلال الأجنبي عن المنقطة العربية ، الا انه عاد مرة أخرى وبقوة الى الوطن العربي بصور واشكال وذرائع مختلفة بسبب النظم السياسية القائمة التي اتخذت من الأجنبي وسيلة لنفوذها ضد الدول الساعية الى التحرر من العدو الصهيوني و الهيمنة الامريكية خاصة ومن نفوذ الدول الرجعية في المنطقة ممثلة بدول الخليج وعلى رأسها النظام السعودي الحالي التي عانت الأنظمة العربية من الوجود العسكري الامريكي والشركاء التابعين والخاضعين للنفوذ الأمريكي بل وادواته مما اثر على القضية الفلسطينية بل نسف القضية الفلسطينية برمتها واسقط أنظمة قومية عربية مثل العراق وليبيا وتدمير سوريا محاولة اسقاطه لكنه صمد وافشل المخطط وكما يجري اليوم من تدمير للوطن اليمني بأيادي سعودية وخليجية وقوات متعددة الجنسيات حتى من الشركات الاجرامية مثل بلاك وتر والقاعدة وداعش الأدوات والجيش الأول لقوات الغزو والتوسع الأمريكي وكل هذ يجري من اجل التمهيد الى مشروع الشرق الأوسط الكبير التي بشرت به الولايات المتحدة الامريكية على لسان كوندا ليزا رايس وقادة العدو الصهيوني .
ولقد صرح السيد بترايوس في العام 2011م بإصدار قرار سري يفضي بتكثيف الطلعات الجوية السرية في اليمن لضرب المجموعات المعادية لسياسة واشنطن ويعني انصار الله وحلفائه ,ولكنه قال لن يتم ذلك الا عقب انشاء سلسلة من الشبكات القادرة على التغلغل واثارة الفتن والتخريب وهو يعني بذلك القاعدة وداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى لتكون مبرر بالدخول الرسمي لقوات الاحتلال الامريكي .
الجدير بالذكر ان هذا جرى بالتنسيق مع الشركاء في المنطقة ويعني السعودية وغيرها من الدول المتحالفة مع المشروع الامريكي.
والدليل على صحة ذلك ما صرح به وزير خارجية السعودية عادل الجبير قبل العدوان على اليمن عندما قال انه بعد مشاورات وترتيبات وتجهيزات للعمليات العسكرية مع الولايات المتحدة الامريكية ضد اليمن اتخذنا قرار العمليات العسكرية الجوية تمهيداً لعمل عسكري بري.
وانا اعتقد ان المفاوضات الجارية في الكويت ليست الا مخرجاً من التورط السعودي في هذه المغامرة الغير محسوبة النتائج الزمنية والمكانية عندما اصطدموا بمواجهة عنيفة مع الجيش اليمني واللجان الشعبية بهذا الشكل لمدة عام وثلاثين يوماً.
لان السعودية حسب تصريحات كولن باول اكدت لأمريكا بانها سوف تحسم المعركة في عشرة ايام وانها قادرة على دخول صنعاء في سبعة ايام وهذا مالم يحدث حيث استصرخنا السعوديين في اليوم الـ 49 وذلك بخسارة السعودية من تحقيق نتائج على الارض كما وعدت اسيادها الامريكان وهذا ما ادخل الولايات المتحدة في حرج شديد امام المجتمع الدولي من خلال استمرار العدوان لمدة عام وتريد اليوم مخرجاً ولكن بطريقة اخرى.
ومنها الدفع بالقاعدة وداعش بالتمدد في السواحل اليمنية الجنوبية في المكلا وزنجبار من اجل تبرير دخول القوات الامريكية بحجة محاربة تلك التنظيمات من اجل الحصول على كسب ميداني على الارض لتبرير احتلالها على المدى الطويل وهو الامر الذي دعى وفد الرياض اليوم بطلب من الوفد الوطني اصدار بيان يؤيد العمليات الجوية للعدوان السعودي الأمريكي على ما يسمى القاعدة وداعش في السواحل الجنوبية اليمنية وهذا مطلب سخيف ومزايدة والتفاف على المطالب الرئيسية بوقف الغارات الجوية وتثبيت وقف إطلاق النار على الشعب اليمني،
لان القاعدة وداعش هي من أدوات العدوان والتبرير بمحاربتها وإصدار بيان بتفويض المشروع الأمريكي عمل دعائي سخيف وتوقيت مدروس قبل الذهاب الى الكويت مع العلم بانهم من مولوه ولم يكن ضمن الأهداف باعتراف ناطق العدوان السعودي في احدى مقابلته عندما سئل هل ستكون القاعدة ضمن اهدافكم فأجاب ليست وإرادة في أهدافنا ومعنى ذلك بانها أدوات تساعدهم على الأرض في قتال الجيش واللجان الشعبية من خلال الاحداث والمقابلات واعلام داعش التي ترفرف في تعز وعدن ومأرب والجوف وباب المندب ؟
بل ويعتبر تفويض لامريكا باحتلال السواحل اليمنية لكي يكتمل المشهد العربي متوجاً باحتلال امريكي للسواحل اليمنية في الجنوب .
وخصوصاً بان قوات الغزو الاماراتية قد ادعت انها استأجرت جزيرة سقطرى من عميلها بحاح في الظاهر وهي في الحقيقة استأجرتها لأمريكا حيث وقد جرى في وقت سابق من الخائن هادي بالتصريح للولايات المتحدة الامريكية بإنشاء سجن وقاعدة بحجة اقامة سجن للتنظيمات الارهابية بديلاً من سجن غوانتانامو.
ولما لا للسواحل اليمنية وجزيرة سقطرى من اهمية استراتيجية عالمية كانت العين الامريكية على هذه السواحل والجزر ضمن اهدافها المستقبلية بالتنسيق مع ادواتها السعودية والإماراتية ومجموعة خونة ولصوص من اليمن ممثلة بهادي وبحاح ومرتزقتهم من القاعدة وداعش .
والخلاصة :
بان ادعاء محاربة القاعدة في حضرموت ماهي الا مسرحية هزليه نسجها مخرجي افلام هوليود لتحقيق المآرب والغايات الامريكية لتحويلها الى قواعد عسكرية امريكية متقدمة وتعزيز تواجدها بشكل يطوق المشرق العربي بالكامل ابتداءاً من تركيا شمالاً ممثلة بحلف الناتو المتواجد في تركيا مروراً بالعدو الصهيوني من ناحية الغرب في البحر الابيض المتوسط الى الاردن وخليج العقبة ومصر وسيناء والبحر الاحمر غرباً ممثلة بالسعودية مروراً الى التواجد الحالي في السواحل اليمنية الجنوبية في بحر العرب وسقطرى جنوباً وبهذا تكون الولايات المتحدة الامريكية قد طوقت المنطقة العربية بشكل كامل وهو الامر الذي سوف تكون له تداعيات إقليمية خطيرة وتوتر دائم بخلق الصراعات التي تجيده الإدارة الامريكية منذ نشأتها ولتعزيز وجودها العسكري في اهم المنافذ البحرية العسكرية وتمهيداً لادماج كيان العدو الصهيوني في الجامعة العربية باعتباره جزء من الشرق الأوسط الكبير ؟ ولقد صرح بذلك ضاحي خلفان بضرورة ادخال إسرائيل في الجامعة العربية وهذه مقدمات لترويض الشارع العربي لقبول بهذا الكيان الصهيوني المحتل لمقدسات الإسلام وتحويل الصراع الصهيوني الى صراع مع كيان افتراضي.
وهروب من مفاوضات الكويت القاضي بوقف إطلاق النار الذي سينهي مبررات العدوان والاحتلال بحجة مكافحة الارهاب الذي ادخلوه ومولوه كأدوات وسلاسل وشبكات متغلغلة تثير الاضطرابات كنوع من حروب الجيل الرابع من الحروب بمشاركة تنظيم الاخوان العالمي الذي يجيد مثل هذه الحروب.
وننوه بان تحالف العدوان السعودي الامريكي قد عجز من احتلال السواحل اليمنية الغربية في البحر الاحمر نتيجة المواجهة العنيفة من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية التي اغرقت أكثر من 23 بارجة وزورق حربي لتحالف العدوان والذي كلفهم عشرات المليارات وهو الامري الذي يأس العدوان من التواجد في الأماكن التي يتواجد بها الجيش واللجان الشعبية.
في الأخير هناك فرق بين من يفاوض من اجل مصير وطن وأمه تتعرض لمؤامرات خارجية وبين من يرتزق ويتاجر بالأوطان من اجل مطامع آنية بدون النظر المستقبلي الى الامة في حال فرضت هذه المعادلة لأسمح الله ولن تحدث مادامت إرادة الله سبحانه هي التي ننطلق منها.
ومن حيث الثقة ثقتنا بالله وبأنفسنا كبيرة