حرائق المطارات!
إب نيوز ١٦ يونيو
كتب/ د. مصباح_الهمداني
وجدتُ نفسي خبير ملاحة جوية من الطراز الأول، فقد قضيت ليل الأمس؛ أتنقل في المواقع الشهيرة لرصد حركة الطائرات؛ في أي بقعة في العالم، وكانت مهمتي هي التركيز على سماء أبها وما حولها..فما إن أعلن الجيش اليمني ولجانه الشعبية عن إطلاق عدد من الطائرات المسيرة تو-كي حتى اشتعلتْ المواقعُ والقنوات بالخبر الكبير..ولأن #قناة_المسيرة وناطق الجيش واللجان وناطق أنصار الله معروفون منذ بداية الحرب بمصداقيتهم العالية، وأخبارهم المؤكدة، وصدق تنبؤاتهم، فقد تلقف الخبر الملايين من العرب والمسلمين، بمصداقية كبيرة، وتجاهلوا أخبار المراهقين العجائز، والذين يغردون كالعادة”أنا في مطار أبها أشرب كوفي”أو”أنا فوق الطيارة في المطار” ويأخذ صورة له قديمة أو مدبلجة…
أما أنا فقد قررتُ أن أكون خبيرًا، وقد كنتُ كما أردت، وتابعتُ الطائرة تلو الأخرى، وصورتُ بعض الصورعلى حسابي في تويتر، وكانتِ الخلاصة أنَّ سماء أبها خلَتْ تمامًا من الطائرات، وأن آخر الطائرات القادمة من الرياض، لفَّت حوالي عشر لفات، وذهبت وعادت، وحوَّمت فوق أبها لعدة مرات، ويبدو أن صراعًا احتدم بين قائد الطائرة الباكستاني، وبين الهندي؛ كبير موظفي برج الرقابة بمطار خالد، وأرادَ الباكستاني أن يُسجِّل شجاعةً أمام هروب الطيارين السعوديين منذ إعلان خبر قصف مطار أبها، لكنَّ الباكستاني أعلنَ هزيمته؛بعدَ أن شاهدَ أبراج المراقبة في #مطار_أبها لا ترُد خبرًا، ولا ترسلُ وميض إشارة…
كانت أبراجُ المراقبة، ورادارات المطار تحترق، بعدَ أن أفرغَت الطائرات اليمنية المسددة حمولتها، وعادت بأمان، وكان السعوديونَ في شللٍ تامْ؛ وهم يُشاهدون صواريخ الباتريوت في وضعِ المنكسر المهزوم، ولا تُحركُ لها كتفًا، ولا يهتز لها جناح، وتستسلم للحرائق كدجاجٍ معلَّق على أسياخ النار…
وقفَ السعاودة في وضعٍ مُحرِج؛ خاصة وقد عرضوا قبل ساعات مقطع قصير لضرب مصار أبها بصاروخ كروز المجنح، وهم يشاهدون الآن صواريخ مسيرة تنزل في أكثر من مكان، وتُحدثُ دمارًا لا يُمكنُ تغطيته…
وبينما أقارنُ بين ضربة صاروخ كروز المجنح، وما بين ضربة الطيران المسير تذكرتُ أن مطار نجران وجيزان والقاعدة الجوية تلقّت الضربات مثنى وثلاث..وراجعتُ الضربات السعودية الأمريكية للأهداف المدنية كمدرسة ومستشفى وبئر وصالة فرحٍ أو عزاء، وهي تضرب الضربة الأولى، حتى إذا ما اجتمع الناس للإنقاذ جاءت الضربة الثانية..ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فلابُد من تذكير العفافيش بضربة الصالة الكبرى، والتي لا يزال بعض جرحاها يتلقون حتى اللحظة الرعاية والمتابعة في عمان من قِبل أنصار الله، فيما لم يقُم بزيارتهم أحدٌ من أبناء عفاش أو أبناء أخيه، والوحيد الذي زارهم هو كهلان(أبو شكليت)، وكانت هديته (شكليت)!
احترق مطار أبها للمرة الثانية، فيما عيال ناقص يرتعدون خوفًا على مطار العين، ودبي، وأبوظبي، ويعلمون أن المُسير أو المجنح قادمٌ لا محالة…
وفيما يمضغون رعبهُم في غرفهم المغلقة؛ كان ابن راشد يُحدثهم بقلقٍ آخر، وهوعن افتتاح شركة وايت الأمريكية فرعًا لها بجدة، ويُعلنُ عن قلقه الشديد؛ خاصةً وأن ديسكو وايت بجدة سيكون أكثر تميزًا عن ديسكو وايت بدبي؛ فالمملكة قادرة على جلب الراقصات والمطربات والنادلات المحليات، وهذا سيجلب الكثير من الزبائن، فيما دبي تجلب راقصاتها ونادلاتها من كل أصقاع العالم.. ويُعلقُ والدَّمعُ بعينيه قائلاً”ولا تنسوا أن 90% من زبائن ديسكوهات وبارات دبي في (الويك إند) هم سعوديون، وافتتاح هذا الديسكو والبار سيخسرنا تمامًا…ضربَ الناقة بيده على كتف ابن راشد وقال له “نحنُ في ورطة كبيرة وأنتَ مشغولٌ بخسارة المراقص والبارات” وتابع ابن ناقص حديثه يقول:
“لقد سحبنا معظم الباتريوهات من عدن؛ لكي نحمي مطاراتنا؛ مع أني أصبحت أشك في مفعولها” ويعلقُ آخر عند زاوية الطاولة المستطيلة “يا شيوخنا لا تنسوا ما يفعله الحوثي في الجنوبيين في قعطبة، لقد أصبحوا يشتكون بأن نصف مدرعاتهم وأطقمهم أحرقت أو نُهبت من قِبل الحوثيين”
يمسكُ الناقة على مقدمة رأسه بأصابعه ويقول
“لقد كان إحراق الناقلتين هي الفرصة الأخيرة لنا للخروج من هذه المآزق كلها..لكنها فشلت ويبدو أنها ترتد علينا”
ويأتي الصوتُ اليماني الواضحُ والصريح من قبل قائدٍ يُشار إليه بالبنان، ومن رجاله العُظماء، لدول الخليج الحلاَّبة، ولمن خلفهم من النهَّابة؛
أوقفوا حربكم وحصاركم عن اليمن تتوقفُ صواريخنا وطائراتنا وهجماتنا
وإلا فانتظروا ما تعلمون وما لا تعلمون!