الشيخ أحمد مجيديع محافظ مَأرب: دأبُ الغزاة ومرتزقتهم الغدر والخيانة، والجيش واللجان أصابُعهم على الزناد وَفي أعلى الجاهزية.
إب نيوز 30 إبريل
رسالتي هي لرجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية أن يكونوا على أهبة الاستعداد وفي حال جهوزية عالية كما عهدناهم
في حال فشلت المفاوضاتُ الجارية في الكويت، فلا طريق أمامنا سوى تحرير ما تبقى من أرضنا من الغزاة ومرتزقتهم وطردهم خارج الحدود
الشعب اليَمَني قادر على الصمود والمواجهة لسنوات وسنوات حتى تتحقق أهدافه مهما بلغت التضحيات
فشل العدوان وظل محصوراً في مديرتين من أربعَ عشرَةَ مديرية هي قوام المحافظة
أجرت “النبأ اليقين” حواراً ضافياً مع الشيخ أحمد عبدالله مجيديع محافظ محافظة مَأرب، أكد فيه أن لفيفاً من مختلف المحافظات وبينهم قلةٌ من أبناء مَأرب هم من يساندون العدوان في مأرب وبعضهم مغرر بهم، قائلاً: نفتح لهم قلوبنا وصدورنا بالتوبة والعودة للصف الوطني، والتَأريخ لن يرحم.. وهاكم الحوار:
الشيخ أحمد عبدالله مجيديع محافظ محافظة مَأرب
سيادة المحافظ بدايةً أهلاً وسهلاً في “النبأ اليقين”. .ونتشرَّفُ بك ضيفاً عزيزاً؟
أهلاً وسهلاً بالنبأ اليقين، وبكل الصحافة والإعلام الوطني الشريف في محافظة مَأرب التَأريخ والحضارة، البلدة الطيّبة التي سجَّـلَ لها الخالقُ جَلَّ شأنُه في كتابه العزيز النبأَ اليقينَ، الذي حمله الهُدهُــدُ كصحفي وإعلامي ورسولٍ بين ملكة سبأ الشهيرة بلقيس في مَأرب اليَمَن وبين نبي الله سليمان بن داوود في القدس بفلسطين.
أهلاً وسهلاً ومرحباً.. وأنا سعيدٌ باستضافتكم في محافظة مَأرب وباستضافتنا لديكم في “النبأ اليقين” على صدر صفحات صحيفتكم الغراء.
ما يحصلُ منذُ عامٍ وأَكْثَــرَ على اليَمَن من عدولن همَجي لا مبرر لهُ وليس بخافٍ على أَحَد.. كيف ترى هذا العدوان وما دوافعُه؟
العدوانُ السعودي الصهيوأَمريكي على اليَمَن منذ عام ونيّف جريمةٌ غيرُ مسبوقة في تَأريخ الأُمَــم والشعوب، وسَطَ تواطأ دولي وصمت أُمَــمي، لمرحلة شراكة في جرائم العدوان التي طالت البشر والشجر والحجر، والتي استخدم فيها العدوان كافة الأسلحة المحرّمة دولياً وارتكب جرائمَ إبادة تفوقُ جرائم النازي والفاشي في الحروب العالمية، بل تفوق عُدوانَ التتار والمغول الذين أهلكوا الحرث والنسل في العالم الإسلامي في العصور الوسطى، أما بالنسبة لدوافع العدوان فليست خافية على أحد، فهي إخضاعُ الشعب اليَمَني العظيم مجدداً وإعادة قوى النفوذ والهيمنة من مرتزقة العدوان الفارين إلَى الرياض وعمان واسطنبول من أجل حكم اليَمَن وفق الأجندة السعودية الأَمريكية الصهيونية، كما كانت عليه الأوضاع قبل ثورة ٢١ سبتمبر، لكن هذا مستحيل وغير ممكن والشعب اليَمَني الصامد وقيادته الحكيمة قَــرَّرَ خلع الوصاية وتحرير القرار الوطني مهما كانت التضحيات.
من خلال متابعتكم للأحداث عن كثب ومن خلال اطلاعكم على كل ما يجري على الساحة الوطنية.. كيف تثمّن صمود وثبات هذا الشعب رغم التحالف الدولي والحصار الجائر؟
كُلُّ الشكرِ والتقدير والعرفان لشعبنا اليَمَني العظيم في مَأرب وكل محافظات الجمهورية الذين صمدوا في وجه العدوانِ، وقاموا الحصار الجائر، ووقفوا صفاً واحداً خلفَ الجيش واللجان الشعبية «رجال الرجال» الذين لقنوا العدو دروساً في القتال والمواجهة، وكسروا شوكةَ العدوان وقرن الشيطان على مدى أَكْثَــر من ثلاثةَ عشَرَ شهراً.
والشعب اليَمَني قادر على الصمود والمواجهة لسنوات وسنوات حتى تتحقق أهدافه مهما بلغت التضحيات، وهذا ما ثبت خلال العام الأول من العدوان الذي انكسر عسكرياً واقتصادياً وتفكّكت حلقاتُه، في حين تحمَّلَ الشعب اليَمَني وصمد صمودَ جباله التي عجزت ريح العدوان عن هزها.
في هذه الأيام مشاوراتٌ تجري فالكويت وخروقاتُ العدوان مستمرة.. بما تصف مثل ذلك وبإمْكَـانك تصف لنا جهوزية اللجان والجيش في حال فشلت المشاورات لا سمح الله؟
الوفدُ الوطنيُّ ممثلاً بقيادات المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله المتواجد حالياً في الكويت محط ثقة سبعة وعشرين مليون يمني صامدون في وجه العدوان والمسئولية الوطنية اقتضت ذهابَ الوفد إلَى الكويت «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها»، ومع ذلك تستمر خروقات العدوان ومرتزقته في كُلّ الجبهات وبالطيران رغم توقيع الاتفاقيات، وهذا دأبهم في الغدر والخيانة، ومع ذلك فالجيش واللجان الشعبية أصابُعهم على الزناد، وهم في أعلى الجاهزية في الدفاع عن الوطن في كُلّ الأحوال.
وفي حال فشلت المفاوضاتُ الجارية في الكويت، فلا طريق أمامنا سوى تحرير ما تبقى من أرضنا وبلادنا من الغزاة ومرتزقتهم، وطردهم خارج الحدود، ولا شك أن تطهير وتحرير مدينة مَأرب كانت قابَ قوسين أَوْ أدنى قبل الدخول في اتفاقات وقف إطلاق النار، ومع ذلك عجزت أَكْثَــرُ من اثنين وعشرين ألف غارة، وأَكْثَــرُ من مائة زحف تم كسرُه من الوصول إلَى صرواح التي تلقت أضعافَ عدد سكانها من الصواريخ خلال الشهور الماضية، وقد لقّنت قوى العدوان دروساً في الصمود والتحدي، وكشفت فشلَ القوة الغاشمة في التقدُّم على الأرض ولو أمتاراً محدودةً.
بصفتك محافظاً لمَأرب.. ما التطوُّراتُ الأخيرة في مَأرب من جميع الاتجاهات الأمنية والاقتصادية والسياسية وغيرها؟
مَأرب كانت هدفاً للعدوان منذ البداية وجعلها المعتدون والمرتزقة أحد نقاط انطلاقهم لاحتلال اليَمَن وكسر صموده، لما لهذه المحافظة من أهمية استراتيجية جغرافية واقتصادية وأمنية وعسكرية؛ كون المحافظة المزوِّدَ الرئيسي للعاصمة وبقية المحافظات بالطاقةِ من كهرباء ومشتقات نفطية وغازية، ولذلك رمى العدوانُ بثقله لاحتلال محافظة مَأرب، ومع مرور عام للعدوان ومع معارك هي الأشرس فشل العدوان وظل محصوراً في مديرتين من أربعَ عشرَةَ مديرية هي قوام المحافظة، وكنا قاب قوسين من تحرير مدينة مَأرب، وطرد مرتزقة العدوان من عاصمة المحافظة التي ما زالت في إطارِ القوة النارية للجيش واللجان الشعبية، ولدينا خطة استراتيجية لتأمين وتطوير المحافظة في كُلّ المجالات وتنميتها رغم ما يقوم به العدوان ومرتزقته من نهب لموارد المحافظة، وتحويلها إلَى ساحة حرب واستقطاب لكل العناصر الإرهابية التي يمولها العدوان، ومع ذلك نؤكد مَأرب بخير وستكون بخير؛ لأنها تلفُظُ المرتزقة، وقبائلُ مَأرب تقف صفاً واحداً لمواجهة العدوان ودحر مرتزقته.
ما رسالتك لمَشَايخ ووجهاء مَأرب الذين الصامتين والواقفين موقف المتفرج وكذلك المَشَايخ الذين مع الوطن ولم يقوموا بدورهم فالمواجهة ضد العدوان وعملائه؟!
أعتقد أن الغالبية العظمى من مَشَايخ ووجهاء وقبائل مَأرب يقفون في صف الوطن مع بقية أبناء الشعب في مواجهة العدوان ومرتزقته الذين ابتلعتهم صحاري مَأرب وأوديته وجباله، وهناك القلة القليلة من ضعفاء النفوس أَوْ ممن أرهبهم العدوان وهدد مصالحهم صامتون أَوْ في صف مرتزقة العدوان، وهذه حالة طبيعية، لكن الأكيدَ أن أبناءَ مَأرب هم من يسطرون البطولات في مواجهة العدوان، وإن لفيفاً من مختلف المحافظات وبينهم قلةٌ من أبناء مَأرب هم من يساندون العدوان، وبعضهم مغرر بهم، نفتح لهم قلوبنا وصدورنا بالتوبة والعودة للصف الوطني، والتَأريخ لن يرحم، وعلى هؤلاء أن يرحموا أبناءَهم وأحفادَهم من العار والشنار الذي سيلحقُ بهم.
رسالتك للمروّجين إعلامياً والمثيرين للخلاف والدسائس بين القوى الوطنية الواقفة ضد العدوان وما تصفهم ومن يخدمون بذلك؟
من يروج للخلاف في أوساط الصف الوطني هم طابور خامس للعدوان، وهم مرتزقة مندسون وباطنيون لا يفرقون عن الفارين للرياض من الخونة، ولا شك أنهم يخدمون العدوان، وادعوهم إلَى الصف الوطني وحضن اليَمَن والذي يتسع للجميع، وعلى الجميع الذود عنه سواءٌ أكانوا ساسةً أَوْ إعلاميين أَوْ مثقفين أَوْ رجال قبائل أَوْ أياً كانت شريحتهم وانتماءاتُهم، فالوطنُ أكبر.
ما هي نظرتك لمشاورات الكويت. وهل تتوقع نجاحها في ظل العراقيل من قبل وفد الرياض وحلفائهم؟
أتمنى نجاح المشاورات أَوْ المفاوضات الجارية في دولة الكويت والتي لن تنجح حتى يتم تثبيت وقف إطلاق النار للدخول في المفاوضات وإحلال الأمن والسلام في اليَمَن، لكن من الواضح أن الأيام الماضية شهدت عراقيلَ وضعتها دولُ العدوان ومرتزقته في وجه هذه المفاوضات، والتي لو فشلت-لا سمح الله- فإن البديلَ هي الحرب التي هي مفروضة علينا والتي لا بُــدَّ من حسمها، والمؤشراتُ تقود لتحقيق هذه المفاوضات بعض النجاح؛ بسبب الموقف الدولي من جرائم العدوان، وبسبب الفشل المستمر لمعركة العدوان طوال العام الماضي.
رسالة أخيرة لمن تريد توجيهها؟
رسالتي هي لرجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية أن يكونوا على أهبة الاستعداد وفي حال جهوزية عالية كما عهدناهم، فهم من أرغم العدوان على التفاوض في سويسرا مرتين والآن في الكويت، وإنجازاتهم هي الضامن الوحيد للشعب اليَمَني وثورته وتضحياته، ولا شك إننا جميعاً مستعدون للشهادة في سبيل الله والوطن في أيَّةِ لحظة، ونقول لهم ثقتنا بكم كبيرة فأنتم من ترسمون حاضر ومستقبل اليَمَن، وأنتم الصخرة التي تفتت على صلابتها مؤامرات العدوان ومرتزقته والنصر قريب، والله لا يضيع أجر من أحسَنَ عملاً.