موازين المعارك العسكرية بين الهجوم والدفاع .
إب نيوز ١٩ يونيو
كتبت / سعاد الشامي
يأتي الهجوم غالباً في أي مجال نتيجة ردة فعل لدوافع داخلية وعوامل خارجية تحز في ثكنات النفس وتضطرب بين لفائف الصدور وتجول داخل خلايا العقول وتجعل الشخص عاجزاً عن تجاهلها فتتولد الرغبة وتندفع المشاعر ويحدث الهجوم .
دعونا نعطي لعقولنا حق التأمل ونقلب صفحات المعركة العسكرية القائمة في اليمن للعام الخامس كالآتي:
أولاً_ في بداية المعركة كان الهجوم لدول العدوان فجائياً ومباغتاً بحيث إن اليمنيين حينها لم يكونوا مستعدين لخوض مثل هذه المعركة. فلم تكن توجد هناك مبررات حقيقية وواقعية قد تجعلهم يفكروا بشن مثل هذه الحرب العدوانية عليهم . بينما تلك الدول قد دفعت بها غريزة الحقد والغل على يمن الإيمان المتجذرة في جدران أفئدتها إلى تنفيذ رغبة أمريكية إسرائيلية تهدف إلى السيطرة على هذا الوطن ذو الموقع الاستراتيجي الهام والثروات المتعددة والوفيرة.
ثانياً_ هجمت دول العدوان على اليمن وهي على ثقة مطلقة بأن النصر حليفها في غضون أيام.. معتمدة في ذلك على ثقلها العكسري الكبير ذات التقنية المتطورة التي لا يقوى على التصدي لها مثل هذا الشعب الضعيف عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.
ثالثاً_ تم الإعلان بعد فترة محدودة من هذه المعركة بأنه تم تدمير كل الصواريخ اليمنية البالسيتة وأن الجوانب العكسرية تمت السيطرة عليها كاملة؛ وحسمت تماماً لصالح دول العدوان وأن بقائها في اليمن ليس إلا لإعادة الأمل المفقود !!!
اليوم وفي العام الخامس يكتب على شريط الأخبار في قناة الحدث : دول التحالف تقرر بأن من حق السعودية الدفاع عن نفسها !!
عجيب فعلا !! كيف تدافع السعودية عن نفسها من اليمن وهي التي لطالما تَغنّت بإنجازاتها وبطولاتها هناك ؟!
أوليس الدفاع هو عملية حماية اضطرارية نتيجة خطر قادم من جهة معينة ينظر إليها المدافع بعين الخوف والقلق ؟!
ألم تكون السعودية سابقاً في موقع الهجوم على اليمن؟! فما الذي جعلها اليوم في موقع الدفاع عن نفسها ؟!
لماذا لا تستطيع السعودية اليوم صد ضربات طائرات الجو المسير والصواريخ اليمنية وحماية منشآتها ومطاراتها ؟!
كيف يستطيع اليمنيون تسجيل أهدافهم بدقة متناهية وقد تلاشت أمامهم كل الموانع ؟!
ما الذي قلب موازين المعركة؟ وبماذا يسمى هذا الطارئ المذهل في قواعد الحروب ؟!
فيا سادة يا كرام .. إنها علامات الهزيمة النكراء لمن باع مبادئ الدين وتخلى عن قيم العروبة ورضى لنفسه أن يكون دمية بيد الصهاينة والأمريكان وهجم على الأبرياء من أبناء جلدته ظلماً واستكباراً ليجعلهم أهدافاً عسكرية في هذه المعركة الخاسرة !!
والأعظم منها أنها بشائر النصر المبين لمن ظلموا وأعتدي عليهم بلا وجه حق، فسلكوا درب الدفاع عن المستضعفين بلا خوف ولا استسلام .. معتمدون على القوي المعتال الذي أوجب عليهم حق الهجوم في هذه الحالة العدائية وعندما أستجابوا لأوامر ربهم أيدهم بعونه وقوته ورفع شأنهم وسدد لهم ضربات النصر والتمكين ولو كره المنافقون .
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال-10)