للكبار فقط .. تساؤلاتٌ على طاولة الأخوة الفرقاء .
إب نيوز ٢١ يونيو
بقلم الشيخ عبدالمنان السُنبلي.
ماذا لو أدار اليمنيون للحرب ظهورهم وعادوا وتصالحوا واشتغلوا لبناء وطنهم وانتشاله من هذه الفوضى بنفس الهمة والحماسة التي أداروا فيها لعبة الحرب والعداء ؟
ماذا لو توقفوا جميعاً عن بث خطابات الحرب والتحريض والكراهية والحقد والاستعداء للآخر واستبدلوها بخطابات الحب والتسامح والسلام ؟
هل كان بمقدور الأمريكي مثلاً أو السعودي أو الإماراتي أو الإيراني أو حتى الموزمبيقي أن يتدخل في شئوننا أو يقرر في مصيرنا ومصير بلادنا ؟
هل كان بمقدور نسيجنا الإجتماعي أن يستمر في هذا التهتك والتمزق الحاد والآخذة فجوته في الإتساع يوماً بعد يوم لولا تفشي هذا الوباء العنصري والمناطقي المقيت؟
أزمتنا يا إخواني لم تعد بصراحة أزمة إدارية أوسياسية أو اقتصادية أو أو ..
أزمتنا للأسف الشديد أصبحت أزمة (قيم) !
فقط ما عليك إلا أن تدخل وتتصفح أيَّاً من وسائل التواصل الإجتماعي وسترى العجب !
ستجد هذا يقدح في هذا وهذا يسخر من هذا وهذا يُخوِّن هذا وهذا يُكفر هذا وهذا يلعن هذا وهذا يشتم هذا وووو .. وهلم جرا !
لا والمصيبة الكبرى أن كل واحد يعتقد أنه بهذا السلوك إنما يدافع عن الدين والوطن وأنه الأكثر حرصاً وخوفاً عليهما !
يا حبيبي الدين والوطن لا يحتاجان منك إلى كل هذا التعامل السلبي والتطرف في المواقف وخطابات العداء والسخرية والكراهية والقدح والتخوين . الدين والوطن يدعوانك إلى التسامح والإخاء والتآلف والمحبة والسلام .
فإلى متى نظل هكذا على هذا الحال مطيةً للأوهام والأفكار الجوفاء المتبلدة ؟
إلى متى نقدم مصالحنا الفئوية الضيقة ومصالح الأجنبي المتربص بنا جميعاً على مصلحة اليمن ؟
ماذا قدم لنا الأجنبي طوال هذه السنوات من التدخل السافر في شئوننا غير المزيد من الفوضى وايغال الصدور بالأحقاد وبث سموم الفرقة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد والجسد الواحد ؟
أجيبوني أيها الفرقاء ..
ألا تستحق اليمن منا جميعاً اليوم بعد كل سنوات الشقاء والإقتتال هذه أن نلتقي ونجلس حول طاولةٍ واحدةٍ بعيداً عن أي إملاءتٍ أو تدخلاتٍ أجنبية لإنهاء هذا الصراع وإخراج اليمن من هذه البوتقة الخانقة اللعينة ؟
تعلمون جميعاً أنه لابد لنا يوماً من الجلوس حول هذه الطاولة، فلماذا هذا التباطؤ والتلكؤ والمماطلة في هذا الأمر مادمنا نقر ونعترف بحتمية هذه اللحظة؟
يا إخواني ليس عيباً أو ضعفاً أو انقلاباً على المبادئ أن نلتقي ونتصالح، وإنما العيب هو أن نظل هكذا نتصارع ونتقاتل ونمعن في البغي والخصومة والحقد والإنتقام وعلى حساب من؟! على حساب حاضر ومستقبل اليمن للأسف الشديد.
أعلم يقيناً أن كلامي هذا قد يزعج البعض من هنا أوهناك ممن يجدون في استمرارية هذه الحرب سبباً ومرتكزاً لبقاءهم وسطوع أنجمهم تحت مبررات وأسباب مختلفة حتى أنه قد يقول قائلٌ منهم خبثاً : وماذا عن التضحيات ودم الشهداء والأبرياء ووو .. في محاولةٍ منه طبعاً لعرقلة ورفض أي جهودٍ أو مساعٍ للتصالح والتسامح ؟
وهل هناك تضحيةٌ أيها الإنتهازيون أسمى وأجل من أن نتسامى على جراحاتنا ونكبر على آلامنا وآهاتنا ونتصالح من أجل اليمن ؟
وهل نحن أقل إحساساً بالوطنية واستشعاراً بالمسئولية من الإوروبيين الذين تصالحوا وتسامحوا من أجل مستقبل أوطانهم بعد أن تقاتلوا في الحرب العالمية الثانية مخلفين ورائهم أكثر من خمسين مليون قتيل ؟!
لم تمضِ في الحقيقة عليهم سنةٌ واحدةٌ إلا وتساموا على جراحاتهم وآلامهم وتصالحوا حتى غدوا على اختلاف أعراقهم وطوائفهم كما نراهم اليوم أشبه بدولة وأمة واحدة !
إخوتي الفرقاء،
لم يعد أمامنا جميعاً اليوم من خيارٍ ثالث، فإما أن ننتصر جميعاً أو نخسر جميعاً، إما أن نتصالح ونتسامح وننتصر لليمن وإما أن نمضي فيما أغرانا وأغوانا الشيطان به فنهوي جميعاً وتهوي اليمن في قعرٍ سحيق .
عفواً ..
ثمة سؤالٌ أخير، هل تعلمون من سيكون أول المنتصرين ؟
أول المنتصرين يا أخوة هو من سيبادر أولاً لمد يديه لأخيه للسلام بصدقٍ وإخلاصٍ وأمانةٍ ووفاء . فأيٌّ منا جميعاً سيكون أول المنتصرين يا تُرى ؟!
صورة مع التحية لكل من :
– هرم بن سنان
– الحارث بن عوف.
#معركة_القواصم