من فضلك خالفني ولكن لاتصارعني .
إب نيوز ٢٤ يونيو
بقلم /عفاف البعداني
يندبني الحديث ويتبعه الإعتراف
ويعز علي أن أحط الرحال تحت ظلال وأقعية،
في رحلة سفرقصدت بها زمن تحولت فيه إختلافاتنا الى صراعات لاتوثق أي علاقة تربطنا بالإنسانية
يلزمني أيضاً الحديث عنوةً ومرارة
ً ؛لانه أصبح زوبعة عصرناالمتضارب الذي غطى ناطحات سحاباتنا الاعتقادية باثآر عقيمة لاتنجب للدين ولا للوطن أي فصول زهورية تنبي بالإخضرار
نعم فالإختلاف أضحى بطبعه
قائم
قائم بين الخير والشر
قائم ما طلعت شمس من مشرقها وغابت من مغربها
نعم
سيبقى الإختلاف بين الحق والباطل
وبين الحقيقة والوهم
سيبقى ايضاً بين أعمدة اللهب وأعمدة الجليد
سيبقى بين عاصفة الهواء و تلطف الاجواء
سيبقى بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء
سيبقى بين دويس الظلام وسطوع الضوء
مع الأنوار
سيبقى بين اكاليل الورود ودخان الوقود
سيبقى بين أمطار الإستواء
وجفاف رافق الصحراء
سيبقى بين بيض الحمام وسود الغمام
سيبقى ويبيت معنا
هذا الاختلاف ولكنه بأخلاقه لايتحول إلى صراع فهو يتعايش مع بعضه
ويبقى جماله في تداخله مع بعضه ليمكل الجزء الكل ويحتضن الكل الجزء
يبقى جماله في إعطاء كل ذي طيف وطقس ولون حقه ومستحقه ووقته لنصل بعد ذالك إلى منظومة التوازن وعدم التعدي والاختراق
فهل مرة
سمعنا أيها القارئين
أن الشمس صفعت القمرمع نسائمه اليلية لأنهم أتو وغيبوها عن سماءها!
أو قدوصلنا خبر
أن الجليد خاض معركةً مع الحرارة لانهاحركت عراقة وصلابة وقوفة الامع إلى جزيئات سائلة وفي نفس الحين سائرة!
أو لربما وصلنا
أن الورود خاصمت الأمطار لأنها تأخرت بهطولها في فصول الخريف وأيبست أوراقها وغصونها الربيعية!
أو جاء في الاحتمال أن الجبال أرسلت شكوى بعلو السحابات عليه
أو لمحنا في الإعتقاد أن النيران تنافست لتحرق بلهيبها أكبر قدر من الحقول اليابسة
لا
كل هذا لن يكن ولم يحدث
لاوالف لا
هذا يعد ضرباً من الخيال ولايتفيئ ظلاله إلا المجانين
اتعرفون لماذا؟؟
لأن اختلاف الطبيعة مؤدب وموزون
لان إختلاف الطبيعة رسالة وأضحة للبشر
كيف أن الاختلاف يصنع وطناً وأرضاً وكوكباً
ومن ثم مجرة
كيف أن الاختلاف
يأسس مدن من التوازن وينجب فيها مواليد الحضارات
و لكن ببرهة زمنية إن إنتقلنا الى لآختلاف البشر سندرك انه اختضب عذبه مع ملحه
وفراته مع أجاجه
سنرى أنه تحول الى صراع في حلبة اسمها
من الأقوى
فمن يخلتف في رأي اومقولة قالوا عنه ذائق الفكر
وإن إختلف بمنظوراته العقلية وبادر بطرح رأيه
قالوا عنه يريد أن يظهر أمامنا فيلسوف زمانه ويشتهريريد أن يكون الأفضل ليلفت الأنظار
ومن اختلف في تعبده لله بدعاء أو ماشابه صاح القوم ((بدعة ))
ومن تأخر عن ركب الصالحين لضعف او بخطيئة
قالوا فلان
للنار وكان الجنة في يديه
ومن قال حدثوني عن رحمة الله
بدوو بالحديث عن ناره وعقابه
ومن اخطى في تعليمه أوتدريسه حكموا عليه بسرعة البرق و قالوا عنه
انت فاشل ولاتصلح لأن تكون في هذا المكان مع أنه قد يكون المنقض لإخراج جيل يعيد للوطن أبجديته المفقودة
وإن رأو شخصاً اشعث ذا شعر أسود يحمل مكنسة يجوب بها الشوارع
لا يلتفتوا إليه ولو بطيب السلام
وإن رأوو شخصاً ذا مكان ورفعة وجمال
يمشي
أو يخرج من سيارة فاخرة أوقفوا كل رحلاتهم السلامية رحابة وسعة
تجاهلو الجوهر وانسابو نحو المظهر
وإن تحدثنا عن بؤسنا للوطن بشتى جوانبه وجهاته وجوانحه واستياءنا للحالة التي وصل اليها
قالوا أنت
حوثي! أم سني! أم شيعي!
تعددت الاحزاب وتزايدت الألقاب وشيع الوطن في مراسم العنصرية
نعم هذاهو إختلاف البشر لايندبه رحمة ولاتحتوية سعة ولايتوجه تعايش وتكامل
اختلافاتنا صارت توذينا للحد الذي لانقبله
ولا نعترف بتفشيه
وهذه ليست دعوة بأننا نكون في سير الحياة وعابريتها متوافقين
لا
أنا ماخلقت لأهز لك رأسي.
وأنت ماخلقت لتهز لي رأسك
وإنما نحن خلقنا لأن نكمل بعضنابعضاً
لأجل أن نتكامل ونتحاور فماهو عندي ليس بعندك وماهوعندك قد يفوق ماعندي
لذا لأبد أن نأتلف ورفقاً والف ترفقاً بإختلافاتنا سواء اكنا مسلمين ام غير ذلك
علينا أن نضمد اخطاءنا الإختلافية بالتعايش وباللين والتراحم ونعيد للاسلام اصوله المفقدوة بين جنباتنا الحياتية
ولنتذكر أن الله عز وجل قال لنبيه
((وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين))
فسبحان من ارسل لنا نبينا قاد االغني والفقيرالصغير والكبير الإشراف والرعية اليهودي والمسيحي والنصارني
وارشدنا وجعلنا نعتنق الإسلام وجعلنا نحبه،قبل أن نراه
ليس بقوته ولابسلطته ولا بشدته وانما برحمته ورأفته وحسن قياداته لجل وكل الاختلافات الزمانية
والمكانية
والحياتية
بأخلاق ذاعت وتناقلت وتواترت بأنها فعلاً
محمدية محمدية
فسلام من الله وخلقه عليك يانبيي ماطلعت شمس من مشرقها وغابت من مغربها