أعراس يمانية..
إب نيوز ٢٤ يونيو
كتبت :جهاد اليماني
كعادتهم في كل عيد يحرص اليمنيون في المدن والقرى على إقامة حفلات الأعراس ؛تيمّناَ َ بأيام العيد المباركة واستغلالاَ َلاجتماع الأهل والأقارب.
وللاعراس في القرى والأرياف نكهةُ ُخاصة؛ فبعيدا عن الصخب والضجيج والتباهي والتفاخر والإسراف والتبذير تُقام أعراس الريف، فتتزين بالطقوس والعادات اللطيفة الهادئة، وتتحلى بحلية الحياء والحشمة ،ويسودها التكافل التراحم والتآخي ،وينثر عليها ورورد الأمن والسكينة والإطمئنان رجال الرجال في المتارس والثغور.
وفي هذا العام تزامن العيد مع أعراس من نوع آخر:أعراس الارض الزارعية، التي تُقام في الفضاء الطلق، وأعراس الفتوحات والانتصارات التي يقيمها رجال الرجال في جبهات القتال.
وما أجمل وأبهى أعراس الأرض؛فبعد أن استقبلت هدايا السماء طوال الشهر الكريم ارتدت في العيد ثوبها السندسي الأخضر لتستقبل وفود المزارعين مع أسرهم ؛وقد جاؤوا في غبطة وانشراح؛ يغدقون عليها من وابل قلوبهم حباَ َووفاء، وينثرون بذور الصبر والعزيمة والإباء ،ويجددون العهد على المضي بعزيمة وإصرار في استغلال الموسم الزراعي أحسن استغلال ؛لكسر حصار العدو الظالم المتعجرف؛ فتبادلهم الأرض الطيبة الوفاء بالوفاء والحب بالحب ،ويجنون محصولها عزةَ َوكرامةَ َ وانتصارا
لنختطف لحظة من عمر الزمن نتفيأ خلالها مع مزارعينا الأباة ظلال ذلك الجمال الرباني؛حيث الشمس المشرقة، والسواقي المنسابة، والبساط الأخضر، والنسائم المعطرة بأنفاس قطرات المطر وهي تداعب ورد البنفسج المرصع بأشعة الشمس ؛فتتوارى الورود خلف الأوراق، ووتتعرق وجناتها بحبات الندى اللؤلؤية حياء وخجلاَ
واحتفاءَ َبذاك المشهد الآسر؛ تعزفت الطيور ألحانها العذبة الشجية على وقع خرير الجداول والشلالات التي تتخلل المزارع والمدرجات ، وترفرف مزهوة وقد عكست المرايا المائية أجنحتها الملونة.
فسلامُ ُ على بلدة طيبة ميزيها الله بهذ السحر الذي يأسر الألباب ،وسلامُ ُ على أرض اختصها الله برجال عبروا المستحيل وكسروا قوانين الطبيعة ووصلوا إلى قمة السمو والرفعة بصبرهم وعزيمتهم وشدة بأسهم وتأييد الله لهم.
وإلى أعراس الجبهات نتجه حيث الحديث الشيق الممتع الذي يشنفُ الآذان ويشف صدور قوم مؤمنين حيث يقيم فعالياتها رجالُ الرجال على منصات المجنّح وأجنحة المسير!!
يا الله ما أعظم مواكب البالسيات وما أبهى قوافل المسيرات وقد حملتها أجنحة الملائكة ووزفتها دعوات الثكالى والمكلومين ،إلى مطارات أبها وجيزان ونجران حاملة معها هدايا عيدية لترد الجميل بالجميل.
لَكمْ يسعدنا كشعب مظلوم معتدى عليه ونحن نشاهد أفعى الشر وهي تتلوى ،ويترنح رأسُها المخمور بالكبر والغرور باحثة عن مأوى؛ فيأتيها الجواب لاعاصم اليوم من البأس اليماني لاعاصم اليوم من شرارة الثأر ونار الانتقام التي تطاير شررها؛ ليطال كل ظالم ومجرم ومستكبر؛ حتى يؤمن الملحدون بأن الله حق ووعده صدق وإرادته ماضية ومشيئته نافذة في نصرة المظلومين الثابتين الصاددقين الذين توكلوا عليه وراهنوا عليه فكسبوا الرهان نصرا وعزا وتأييدا.
لَكم يطربُ آذاننا ويشنف مسامعنا نواح وصراخ الأفعى وهي تتوسل وتستغيث وتستجدي الرحمة والاستعطاف تارة من العرب والمسلمين وأخرى تذهب؛ لتحتمي بمكة وتتعلق بأستار الكعبة! وكثيرا ما يلجأ المهافيف لفتح مراقص الديسكو الحلال،ليرضون سيدتهم أمريكا ويخدرون شعبهم التائه الضائع المغلوب على أمره.
نعم
لقد خفتَ صوت الحزم والعزم وتعالى صوت الاستغاثة والشكوى ونطق الصامتون دهرا كفراَ َوبهتانا وإفكا؛إثر الضربات الحيدرية اليمانية التي تتوالى على رأس مملكة الشر.
نقول لمملكة الإجرام وأسيادها وأذيالها: ماعليكم إلا أن تحزموا أمتعتكم وتنفذوا بجلودكم وتجمعوا ماتبقى من الأمل الذي أمسى فتاتاَ َ تبعثره العواصف اليمانية الثائرة لشعبِِ أحرقتموه وأدميتموه ودمرتم ماضيه وحاضره ومستقبله! لكنه انتفض من بين الركام عزيزا شامخا مستعينا بالله القوي المتين؛لينتقم من زمرة الكفر والنفاق…
ولكم أن تنتظروا المزيد من الضربات القاصمة ؛فمعادلة السن بالسن التي أطلقها قائد الثورة -سلام الله عليه- لم تبدأ بعد فلازلنا نطبق قاعدة المطار بالمطار والقاعدة بالقاعدة أما أطفالنا ونسائنا ورجالنا الذين أحرقتهم طائراتكم وبوارجكم فلم يحن القصاص بعد! وهو آت لا محالة حين نقتطف رؤوس الشر والإجرام فأينما كانوا سيدركهم انتقامنا ولو كانوا في قصور منيفة وأبراج مشيدة.
اتحاد كاتبات اليمن