الوقاية من الفساد خير من علاجه بالمضاد والثقافة القرآنية هي الوسيلة والزناد

 

إب نيوز ٢٩ يونيو
بقلم | منير الشامي

الفساد في مؤسسات الدولة هو جزء من الفساد في الأرض والفساد في الأرض هو حرب لله ولرسوله وبالتالي فإن القضاء على الفساد بمختلف انواعه واشكاله هي مسؤولية الجميع ولا يعفى منها أي فرد من أفراد المجتمع إلا أن المسؤولية تختلف من شخص إلى آخر تبعا لقدرات كل شخص وصلاحياته ووظيفته وموقعه من بؤرة الفساد قرباً أَو بعدا وكذلك على نوعية الفساد ايضا.

والقضاء على الفساد بمختلف انواعه يبدأ بمعالجة أسبابه سواءً كانت اسباب تراكمية أو اسباب آنية او طارئة أفرزتها ظروف الواقع المعاش
ومن أهم أساليب معالجة الفساد والحد منه وتقليص مساحة انتشاره هو الأسلوب الوقائي الذي يهدف إلى منع وقوع الفساد ويحول دون حدوثه، من خلال معالجة الأسباب التي تؤدي إلى ارتكابه ، والقضاء عليها وكبح الدوافع التي في نفسية المفسد إلى إدنى مستوى.
لهذا فإن هذا الأسلوب يعتمد على التوعية الكاملة بكل ما يترتب على الفساد بأنواعه المختلفة من نتائج كارثية على الفرد والمجتمع وما تفضي إليه من أضرار لا حدود لها قد تفضي إلى إنهيار المجتمع وهلاكه ، ويعتبر المنهج القرآني هو الأقوى والأسرع نجاحا والأقل كلفة في معالجة الفساد والقضاء عليه وهو الركن الأساسي للاسلوب الوقائي في المشروع القرآني .

ويرجع السبب في ذلك كون الثقافة القرآنية تهدف أساسا إلى تربية النفس البشرية وتزكيتها وتطعيمها بمبادئ وقيم راقية تكبح جماحها عن السعي نحو إشباع شهواتها الذي لا يتحقق للنفس إطلاقا وتحد من الدوافع التي تحركها نحو اشباع تلك الشهوات وتضع أمامها حدودا وحواجز تعيقها عن تجاوزها فترضى بالواقع وبما هو متاح بطرق سوية وسليمة

كما أن الثقافة القرآنية تسعى إلى تزكية النفس من جانب آخر مؤثر على النفس البشرية بدرجة كبيرة فهي لا تكتفي بجانب الردع فقط بل وتوفر البدائل الراقية عن إشباع شهوات النفس البشرية والمتمثلة باشباع حاجات الروح الإنسانية وهي حاجات أساسية وجوهرية للروح لا تستغني عنها تماما مثل شهوات النفس ودوافعها ومثلما تحرك النفس البشرية الإنسان نحو إشباع شهواتها فالروح ايضا تحرك الأنسان لإشباع تلك الحاجات وهي تفوق في نعيمها نعيم الشهوات التي تسعى النفس البشرية إلى اشباعها إلا أنه لا يتلذذ بهذا النعيم إلا من قدم اشباع حاجات الروح على اشباع شهوات النفس .

وهنا يكمن سر المشروع القرآني في معالجة الفساد من خلال تزكية النفس بالتوعية الإيمانية وتوجيهها نحو الأرتباط بربها فإذا ما تحققت هذه العلاقة بين النفس وبارئها وقويت هذه العلاقة فإن النفس البشرية تنصاع وتكتفي بالحد الأدنى من شهواتها ومن مصادر حلال تزيد من إشباع حاجات الروح وغاياتها .

ولذلك نجد أن السيد القائد كان رهانه في صلاح المجتمع وما يزال مرتكزا على المشروع القرآني وأنه وجه كثيرا وما زال يوجه بالإهتمام في نشر هدي الله وتوعية المجتمع بالثقافة القرآنية بإعتبار أن هذه الثقافة هي السبيل الوحيد للإرتقاء بالمجتمع ومعالجته من كل الأمراض التي تفشت فيه فجميعها تندرج تحت عنوان الفساد وتشمل كل أنواعه .

وهذا ما يفسر ويؤكد أن مسؤولية محاربة الفساد بكل انواعه وطرقه هي مسؤولية كل أفراد المجتمع وأن نشر الثقافة القرٱنية مسؤولية جماعية تشمل الفرد والجماعة واجهزة الدولة وفي ومؤسساتها

وما أعلن السيد القائد عبدالملك سلام الله عليه عن استخدام المضادات الحيوية لمعالجة الفساد في مؤسسات الدولة إلا لسببين أولهما التفريط والقصور في نشر الثقافة القرآنية من قبل المعنيين والمجتمع افرادا ومؤسسات وثانيهما كون المضادات الحيوية هو الطريقة الوحيدة لوقف فساد المعرضين عن هدى الله وعن الثقافة القرآنية والمخالفين لها ممن يتربعون على كراسي المسؤولية .

فالوقاية كانت وما تزال خير من العلاج والوقاية من الفساد خير من علاجه بالمضاد وهذا الأمر هو مايجب أن يدركه الجميع وهو ما يوضحه السيد القائد عبدالملك للجميع ويبينه لهم ويدعو إليه والذي يتمثل بحقيقة أن المشروع القرآني هو الحل الأكيد الذي حوى كل الحلول لكل المشاكل الإنسانية فردية كانت او مجتمعية وهو السبيل الوحيد والأوحد للإرتقاء بحياة البشر إلى أعلى مستويات القوة والعزة والكرامة والفلاح والفوز بنعيم الدنيا ونعيم الآخرة .

You might also like