حكاية شهيد !!
إب نيوز ٨ يوليو
يعيش في روسيا حيث درس ، وقد تزوّج روسيّة و له طفلان ، و وضعه المادي في رغد من عيشه ، لكنّه اليوم ليثا ضيغما و مقاتلا شرسا دون أرضه و عرضه ،
رجل لم تثخنه إغراءات الدّنيا عن الالتحاق بجبهات العزّة و الشّرف و الكرامة ،،
الحكاية : رأى العدوان على بلاده و رأى الظلم و الخبث و اللؤم يُصبّ صبّا على رؤوس أهل بلاده ، فكان رجلا ذا قرار لا يقبل المساومة و المهادنة و المناورة ،،
كانت زوجه الرّوسية قد أسلمت بدعوته لها للإسلام قبل زواجه منها ، و هذا شأن من أنار اللّه بصيرته للهدى و دين الحقّ ،
زوجه الرّوسيّة التي لم تمنعه من أن يهبّ ليدافع عن أرضه و عرضه ، و هي تعرف أنّ الذّود عن الأرض و العرض شرع و قانون ، تعرف أنّ كلّ قادر على حمل السّلاح يجب أن يقاتل في سبيل اللّه ،،
كانت هذه الزّوج الروسيّة أوعى من منافقات اليمن و المحايدات و اللاتي غاب عنهن أنّ في كلّ قوانين دول العالم لو تعرّض الوطن لمحاولة غزو أو احتلال من أي دولة أخرى فقد وجب على كلّ رجل أن يقاتل دون نقاش و جدال و مطال ، و في القرآن قبل قوانين الدّول قال الكبير المتعال ( عزّ و جلّ ) :
” انفروا خفافا و ثقالا “، و
“كتب عليكم القتال “، و
” و من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ” ،
و غيرها من من آيات اللّه المحرّضة على مواجهة المعتدي ، و هنا أكثر من ثماني عشرة دولة تحالفت على اليمن ، و لازالت المثقّفة المتعلّمة قارئة القرآن اليمنيّة حفيدة بلقيس و أروى لم تعرف الحق من الباطل ، و حين تحادثها عن العدوان تغالط في الكلام، و تفعل كما فعل قوم نوح ؛ فتضع أصابعها في آذانها حتّى لا تسمع بمبرّر أنّ ما يحصل فتنة فمسلم ( نتنياهو و ترامب ) يقتل مسلم ( أحفاد عمار بن ياسر و سعد بن معاذ و…الخ ) ، تتغابى غافلة العقل ، غلِفة القلب عن تضحيات رجال اللّه رغم أنّها تذهب لتعزّي جارتها التي استشهد ولدها ، و لكنّ التّعزيّة روتين اجتماعي و ( عيب ) لو لم تذهب ، و تتفضّل بالقول لأمّ الشّهيد : ” اللّه يرحمه ” ، هذا لو كانت مرهفة المشاعر ، و إلّا فهي فظّة ، غليظة القلب ستتشدّق قائلة لأمّ الشّهيد : ” ما سار به الجبهة مع الحوثة ، كان عيصلّي على النّبي ، و يجلس عند مرته و جهاله ، جعلي مكسر على مرته عاد هي صغيرة ، و رمّل بها و يتّم جهاله ؛ ما كلّفه اللّه لهذا كلّه ؟! ” ، و لنضع خطين تحت : ما كلّفه اللّه ؛ لأنّ قولتها هذه ستحاسب عليها يوم القيامة فقد رفضت و كفرت بما كلّف اللّه الرّجال الذين قال لهم ربّ العالمين : ” انفروا خفافا و ثقالا ” و دون أعذار و سواء كنتم خفاف المسؤولية ، أو معكم ثقل مسؤوليات ، فالأمر يسبق الخفّة و الثّقل فهو أمر صريح : ” انفروا ” ، نامت المغفلة عن القرآن ، و زعمت عدم معرفتها به لتعود ، و تقول لو لغب لسانك و تعب قلبك نقاشا معها لإفهامها آيات دعوة اللّه الرّجال للقتال في سبيله ، فبعد كلّ نقاش تتفضّل بالقول : ” الله يحق الحقّ أينما كان و يبطل الباطل أينما كان ” !!!!!!)
لازالت عمياء القلب لا تدري أين الحق من الباطل بعد خمس سنوات عدوان كوني على أرضها و عرضها ، بينما قالت الروسيّة حديثة الإسلام لزوجها اليمني : ” افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين ” ، و فعلا فقد أتى شهيدنا من روسيا متحمّلا عذاب السّفر ، و لم يأتِ وحده هذه المرّة فقد أتى بزوجه الروسيّة و طفليه ؛ ليرى أهلُه زوجه و طفليه و يروهم ،،
خيّرها : لكن ليس بين أن تسمح له بالقتال أو لا تسمح ؛ فقد آمنت بما جاء في القرآن و لا خيار لأي رجل بين اللّه و بين البشر ، لكنّه خيّرها بين أن تبقى بين أهله أو بين أهلها ، أمّا هو فقد اتخذ قراره أن لامكان له بينهم جميعا ، و نداء الواجب يدعوه و هو الشّاب المرفّه الميسور ، و لكنّه الغيور الثّابت على قيم الإيمان و الرّجولة ،
عاد ( جمال اليناعي ) بزوجه التي اختارت البقاء عند أهلها ، فأعادها إلى روسيا معزّزة مكرّمة كعزّة مبدئها و ثباتها و هي حديثة العهد بالقرآن لكنّها حفظته سلوكا و كانت أفضل من أيّ مسلمة و مؤمنة بآيات الصلاة و الصيام المنكِرة و الجاحدة بآيات القتال ،،
هجر ( جمال اليناعي ) جمال زوجه الأخّاذ ، و هاجر إلى اللّه و رسوله و عاد لليمن و التحق بجبهات البطولة فقاتل و تنقّل في الجبهات كرارا غير فرار ، و قد صدق عهده فنالها من اللّه منحة و شهادة في سبيله ،،
نلتها يا جمال ، و انتصرت الجنة ، و ربحت بالتحاقك بها مع أصحابك من رجال صدقوا ماعاهدوا اللّه عليه ،،
نلتها يا شهيد الحريّة ، نلتها ففزت و ربّ الكعبة ،
(ّجمال اليناعي ) : مدرسة الرّجولة و البطولة و من نوع فريد جدا ،
جمال : هاجرت إلى فردوسك ، و لاشك أنّك زدت تلك الفردوس جمالا ؛ فجمال روحك في قيمك و مبادئك التي لم يفتنها جمال امرأة في الدّنيا و لا بحبوحة عيش ، و جمال طبيعة في الأرض،،
جمال : و أنت سيد الرّجال ، و لو كنت مذبذبا شبه رجل كانت ستحادثك نفسك فتثبّطك كالخانعين قائلة لك :
” سأبقى في روسيا بين طفلي وزوجي ، و سأبعث كمشاركة، و إنفاق للجبهات ، و دعما للمجاهدين بالمال “، و لكنّك فضّلت الدّرجة التي يفصل اللّه بها بين القاعدين المتخاذلين المثبطين و بين الرجال الصّادقين ،،،
جمال : لقد تمثّلت القرآن تمثّلا كاملا فبعت للّه، و قبل الله منك هذا البيع ؛ فهنيئا لك هذا الوسام و هذا الشّرف يا شرف الرّجولة و زين شبابها .
أشواق مهدي دومان