انسحاب أمريكا من الإتفاق النووي وعدم إلتزام أوروبا ببنود الإتفاق هما سبب الأزمة الحالية المتفاقمة ..
إب نيوز ١٠ يوليو
كتب/ *عدنان علامه
*لقد خاضت أمريكا وأوروبا مخاضاً عسيراً مع إيران حتى تم توقيع الإتفاق النووي وأعلنت المفوضة العليا للسياسة الأوروبية الخارجية والأمنية فيديريكا موغريني أن المتفاوضين بشأن البرنامج النووي الإيراني توصلوا إلى إتفاق خلال الإجتماع الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا يوم 14 يوليو/تموز 2015.
*وأكدت أن الاتفاق وملاحقه سيقدم لمجلس الأمن الدولي للتصديق عليه، موضحة أنه سينفذ بالتنسيق والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
*وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن الاتفاق ينص على الإفراج عن جزء من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.
*ومن ضمن البنود بند رفع العقوبات وآمل التدقيق جيداً في مضمونه الذي يمنع أمريكا وأوروبا من فرض أي حظر على إيران طالما أنها ملتزمة بالبنود وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية:-
*رفع العقوبات
*- مقابل إلتزامات إيران تتعهد الأطراف الأخرى، برفع كافة العقوبات عن إيران بما فيها العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة وبشكل موازٍ مع تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتتعهد الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد الأوروبي بعدم فرض أي حظر جديد على إيران.
*- تتعهد كافة الأطراف باحترام نصوص الإتفاق وعدم الإقدام على أي خطوة تسيء للاتفاق وأهدافه.
*شهد العالم إنفراجاً كبيراً في السيايدسة وازدهر التبادل التجاري بين أوروبا وإيران. وبدأت الصفقات التجارية الأوروبية بمئات الملايين من الدولارات إلى جانب إنشاء مصانع أوروبية في إيران . واستمرت الحال حتى إنتخاب ترامب رئيسا لأمريكا . وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثامن من مايو/آيار 2018 إنسحاب الولايات المتحدة الأميركية منه.
*إلى جانب إنسحاب ترامب من الإتفاق فقد فرض عقوبات جائرة دون وجه حق وخارج إطار القانون والشرعية الدولية على إيران. وبجانب هذه الغطرسة والديكتاتورية، فقد هدد أيضاً بفرض عقوبات على كافة الدول التي تتعامل مع إيران. ونظرا للخوف الأوروبي من الديكتاتورية الأمريكية؛ فقد أذعنت أوروبا لتهديدات أمريكا غير القانونية بدلاً من حماية مصالحها ومصالح رعاياها بقوة القانون . الأمر الذي أضطر كبار المستثمرين بفسخ العقود مع إيران بعد دفع البنود الجزائية.
*وأعلن ترامب زيادة الضغوطات على إيران لجرها إلى مفاوضات لا تقبل بها معه لأنه غير جدير بالثقة ولا يحترم الإتفاقات الدولية.وفي المقابل بقيت الدول الأوروبية تقف موقف المتفرج بدلا من تطبيق بنود الإتفاق. وقد أعطت إيران لأوروبا مهلة ستين يوما حتى العودة للإلتزام بالإتفاق النووي والحفاظ على حقوقها. وعندما فشل الأوروبيون في مواجهة أمريكا أو إيجاد حل للإلتفاف على العقوبات الأمريكية الأحادية الجائرة. أعلنت إيران أنها ستبدأ تدريجياً برفع التفلت من البنود المقيدة لها . فتخطت قليلا مخزونها إلی أكثر من 300 كلغ من اليورانيم قليل التخصيب . وأعلنت إيران اليوم في مؤتمر صحفي حاشد كما وعدت بأنها ستبدأ بالخطوة الثانية من تصعيدها؛ فأعلنت أنها ستزيد نسبة التخصيب المسموح بها من 3.67% إلى النسبة التي تلبي حاجاتها دون تحديد أي سقف .
*وتؤكد طهران أنها تتحرك “في إطار الإتفاق” الذي تتيح مادتان فيه لأي طرف أن يكون بحل من التقيد ببعض التزاماته لفترة معينة، في حال اعتبر أن الطرف الثاني لا يفي بها.
*وتعالت الأصوات اليوم من الكيان الغاصب والمانيا والوسيط غير النزيه ماكرون لإدانة تصرف إيران متناسين أن الدول الموقعة على الإتفاق لم تلتزم أصلاً ببنوده خلال فترة الإنذار الإيرانية والتي امتدت 60 يوماً؛ وهي ضعف المدة التي حددها الإتفاق في بعض بنوده في حل الخلافات :-
*في حال الاختلاف أثناء تطبيق الاتفاق
تنظر اللجنة المشتركة المكونة من جميع الأطراف في أي خلاف يطرأ في مرحلة تطبيق الاتفاق لمدة 15 يوما، وإن عجزت اللجنة عن حلها تحال المشكلة إلى وزراء الخارجية، وفي حال لم تحل خلال 15 يوما، تحال المشكلة إلى لجنة استشارية مؤلفة من ثلاثة أشخاص بينهم عضو مستقل.
*وفي حال استمر الخلاف، تحال المسألة إلى مجلس الأمن، الذي سيصوت بدوره على رفع أو استمرار الحظر المفروض على إيران.
*وفي حال فشل مجلس الأمن في استصدار أي قرار، يعاد فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، من جديد.
*فبدلاً من معاقبة أمريكا وترامب تحديداً. تتهيأ الدول الموقعة على الإتفاق إلى معاقبة إيران التي التزمت إلتزاماً كاملاً بالإتفاق النووي بشهادة آخر تقرير للجهة المخولة بذلك :-
أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام إيران بخطة العمل الشاملة المشتركة حول برنامجها النووي، على الرغم من الاتهامات الأمريكية المتكررة للجمهورية الإسلامية بخرق الاتفاق.
وأصدرت الوكالة الدولية، يوم الجمعة 31 مايو، تقريرا أشارت فيه إلى أن إيران لا تتجاوز القيود المتفق عليها لإنتاج اليورانيوم ومستوى تخصيبه، كما تمنح المنظمة إمكانية الوصول إلى كل المنشآت النووية التي يجب تفقدها.
*وبناء عليه فإن إيران ملتزمة ببنود الإتفاق النووي ولكن أمريكا فرضت عقوبات جائرة ودون أي وجه حق؛ وأوروبا أعنت صاغرة ولم تلتزم ببنود الإتفاق النووي أو تجبر الشرعية الدولية إلى إرجاع الأمور إلى نصابها قبل إنسحاب ترامب من الإتفاق النووي. وهذا هو الحل الوحيد وإلا فترقبوا المزيد من الخطوات الإيرانية للحفاظ على مصالح شعبها .
*وإن غدا لناظره قريب