كاتب أردني : تطوُّرُ التفوق العسكري اليمني .
إب نيوز ١٣ يوليو
لن تقتصرَ المواجهةُ اليمنيةُ السعوديّة على اقتحام عمق العدو السعودي الإماراتي بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية التي تسرح وتمرح وتمتلك بنكاً للأهداف يزيد على ٣٠٠ هدف استراتيجي سوقي، والمدهش أنها تصل أهدافها دون أن تعترضها منظومات الباتريوت والدفاعات الجوية التي استنزفت مئات المليارات السعودية والإماراتية، دون أن يتمكن ترامب من تقديم الحماية اللازمة كما يدعي، بل ستواكبها معاركُ بريةٌ تنتقل لعمق السعودية نظراً للمزايا التي يتحلى بها المقاتل اليمني والجيش واللجان الشعبيّة.
إن العقلَ العسكري اليمني الفذّ استطاع موائمةَ ومزج الحرب التقليدية الكلاسيكية للجيش اليمني واللجان الشعبيّة التي تخوض حرب تحرير شعبيّة طويلة الأمد وتنجح في جر العدو لمعركة استنزاف بأبسط الوسائل المبتكرة واقلها كلفة مادية وعسكرية وبشرية، أن هذا العقل العسكري عقل يصعب كسره والتنبؤ بخطوته التالية والمفاجآت التي يدخرها والأضرار التي سيلحقها بالخصم.
لم تقتصر ميادينُ المواجهة اليمنية السعودية على سلاح وحسب، بل تعدد ذلك لمواجهة أقرب ما تكون للشاملة، فقد انتقل الجيشُ واللجان الشعبيّة من الدفاع الإيجابي، للتعرض، ثم الهجوم وامتلاك زمام المبادرة، فقد نفذ الجيش واللجان خلال الشهرين الماضيين أكثر من ٣٤٧ عملية هجومية في العمق السعودي، فالعمليات العسكرية تتسع وتتطور من، حَيْثُ العدد والعدة، وقد تم الدفع بقوات جديدة تتسم بالكفاءة والإعداد الجيد واستيعاب أسلحة ومعدات حديثه قلبت معادلات المواجهة والمفاهيم العسكرية التقليدية استعصى على العدو ادراك كنهها وديناميتها وتقدير مدى خطورتها ليس على المستوى الميداني التكتيكي وحسب بل والاستراتيجي ذي التأثير على مسرح العمليات، والمستوى الإقليمي، والدولي، إضَافَة للتحلي بقيادة عسكرية تواكب تطورات المعركة وتعد الخطط الملائمة للتطورات مقابل عقلية بدائية همجية تعتقد أن المال ووقوف المرتزِقة وقوة عظمى خلفها عناصر تحقيق النصر.
إن المواجهةَ العسكرية اليمنية السعودية البرية محكومةٌ حتماً بهزيمة سعودية مبرمة، وقد أنذرت أمريكا السعودية بانها في حال المواجهة البرية ستواجه هزيمة قاسية؛ نظراً لقدرات الجيش واللجان الشعبيّة على المواجهة والحسم، فالجيش السعودي المدججُ بالمال والسلاح والمرتزِقة فاقدين الحافز والعقيدة القتالية والمعنوية وروح القتال وانعدام الثقة بالقيادة الهزيلة المثقلة بالهزائم، إزاء مقاتلين يمنيين يملكون الحق والإعداد العسكري المتطور المتكيف مع دينامية المعركة ومجرياتها يجترحون المعجزات والإبداعات الذاتية وإرَادَة القتال والحاضنة الشعبيّة والمد البشري والقيادة الفذة.
لن يستطيعَ المالُ مجابهة الحق مهما بلغت كمياته، ويفقد السلاح قيمته حين لا تملك السواعد التي تحمله الإرَادَة والعزيمة والإعداد والحق والقيادة المؤهلة.
يتسم المقاتل اليمني بالوازع الذاتي للدفاع عن وطنه وحريته وأرضه وعرضه بينما، يتخم الجندي السعودي المترهل بالمال والرفاه، ويزج رغماً عنه بمعركة ليس له مصلحة وقناعة بها، وَيستورد قادته التقنية دون القدرة على استيعابها، مقابل مقاتلين يمنيين تتطور معرفتهم ومهاراتهم العسكرية القتالية واستيعابهم لمنظومات الأسلحة الحديثة وفقا لمجريات المعركة، وصفحات الحرب وتجربتهم الميدانية.
لقد عرض الجيشُ واللجانُ الشعبيّة في معرِضِهم العسكري طائرات الاستطلاع المسيرة ذات مدى ٥٠٠ كم كصماد ١ وصماد ٣ المقاتلة القاذفة بمدى من ١٥٠٠ لـ ١٧٠٠كم، وقاصف ك٢ التي قصفت قاعدة العند السنة الماضية ومنظومة راصد الاستطلاعية.
والجيل الأول والثاني من صواريخ بركان بعيدة المدى ولم يكشف عن الجيل الثالث برغم دخوله الخدمة.
إضَافَة لمنظومة صواريخ بدر وقاهر متوسطة المدى بثلاثة أجيال.
وصواريخُ القدس الدقيقة المجنحة بعيدة المدى التي استخدمت في جيزان ومطار أبها وهي عدة أجيال تخضع للتطوير المستمر وتسميتها بالقدس دلالة على تمسك شعبنا اليمني وقيادته بالموقف الثابت الداعم للقضية الفلسطينية.
كما أن هناك منظومات دخلت الخدمة ولم يكشف عنها.
إضَافَة لإنتاج القذائف والقناصات وامتلاك مخزون استراتيجي من الصواريخ المجنحة والبلاستية والطائرات المسيرة.
إن ما بعد عملية الطائرات السبعة التي استهدفت انابيب ومحطات ضخ نفط أرامكو وعملية إسقاط قلوبال هوك الطائرة الأمريكية المسيّرة الأكثر تطوراً في العالم ليس كما قبل.
* الكاتب الأردني
العميد الركن المتقاعد ناجي الزعبي*