عبدالباري عطوان: هل انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني بسبب “عقدة” أوباما..
إب نيوز ١٤ يوليو
عبدالباري عطوان:
هل انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني بسبب “عقدة” أوباما.. مثلما كشفت وثائق بريطانية سرية أخيرا؟ وكيف يفسر هذا التسريب الترحيب الحار بالرئيس الأمريكي الحالي في الرياض وتل ابيب؟ ولماذا نتمنى ان تتعمق هذه “العقدة” العنصرية؟
لا نختلف كثيرا مع السفير البريطاني المقال كيم داروس فيما ورد في البرقية السرية المسربة التي نشرتها صحيفة “ميل اون صنداي” اليوم في ان العداء الشخصي من قبل الرئيس دونالد ترامب لسلفه باراك أوباما هو أحد ابرز الأسباب التي دفعته الى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، لان الرئيس السابق هو الذي وقف خلف هذا الاتفاق لأنه الأفضل لاحتواء ايران، والحيلولة دون امتلاكها أسلحة نووية، وتجنب اللجوء للخيار العسكري.
ما يجعلنا نميل الى هذا الاعتقاد في هذه الصحيفة “رأي اليوم” ان معظم، ان لم يكن، جميع السياسات التي تتبعها ادارة الرئيس ترامب حاليا في منطقة “الشرق الأوسط” تبدو متناقضة في معظمها مع نظيراتها التي اتبعتها إدارة الرئيس أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، ابتداء من العداء الشرس للإسلام والمسلمين ومرورا بدعم الحرب في اليمن، وانتهاء بنقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة، وضم هضبة الجولان، وتصفية القضية الفلسطينية عبر مشروع صفقة القرن، وفرض عقوبات وحصار على طهران كمقدمة لتغيير النظام فيها.
ترامب يكره أوباما، وينظر اليه بعنصرية، لان هناك جينات إسلامية في عروقه، ووالده مسلم من كينيا، حتى انه ادعى في حملته الانتخابية ان الرئيس السابق، صاحب البشرة الافريقية السمراء، لم يولد على الأرض الامريكية وطالبه اكثر من مرة بنشر وثيقة ميلاده، ومن المنطلق نفسه يمكن ان نفهم عداءه للإسلام والمسلمين، وقرعه طبول الحرب ضد ايران، وعلاقاته التحالفية القوية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ورضوخه بالكامل لكل املاءاتها، واملاءات اللوبي اليهودي الممثل القوي لمصالحها في الولايات المتحدة الامريكية.
فلم يكن غريبا ان يكون اول قرار اتخذه الرئيس ترامب فور وصوله الى البيت الأبيض منع مواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وإخضاع الزوار المسلمين من دول أخرى لإجراءات تفتيشية مهينة في المطارات الامريكية.
السفير البريطاني داروش الذي جرى اجباره على الاستقالة من موقعه لان الرئيس ترامب اعلن تجميده، ورفض أي تعامل معه، لم يجاف الحقيقية عندما وصف الأخير بأنه “احمق”، و”مختل”، و”غير كفؤ”، ويجر العالم بأسره الى حافة الحرب وعدم الاستقرار بالتالي.
“عقدة” أوباما هذه لا تقتصر على الرئيس ترامب وحده، وانما تمتد أيضا الى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال الاسرائيلي، وبعض قيادات الشرق الأوسط، وخاصة في المملكة العربية السعودية التي لم تكن أي ود للرئيس الأمريكي السابق، وتعمدت اهانته ع%