كيف نكون منصفين لشعارَي الصرخة والمقاطعة؟
إب نيوز ١٥ يوليو
منصور البكالي
المقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية ليست مجرد شعار نرفعه في المناسبات والفعاليات الجماهيرية، والوقفات الاحتجاجية، بل هي هدف سامٍ وسلاح فعال لمواجهة الحرب الاقتصادية على شعبنا اليمني المستمرة منذ عقود، التي ساعد في نفوذها غياب الكثير من العوامل والاستراتيجيات، الممكن توفرها في خطط وبرامج مؤسّسات الدولة ذات العلاقة.
وتفعيل المقاطعة لهذه المنتجات، أصبح اليوم أسهل من أية فترة سابقةً، لتوفر العوامل المساعدة من هرم الدولة ومؤسّساتها إلى القاعدة الشعبيّة وشرائحه الاجتماعية المتنوعة.
ومن أهم هذه العوامل المتاحة ليست وسائل الإعلام فحسب، بل يوجد اليوم إلى جانبها مصلحتا الجمارك والضرائب التي في متناولها اتّخاذ بعض الإجراءات الممكنة، ومنها مضاعفة الجمارك والضرائب على الكثير من هذه البضائع والمنتجات غير الأساسية، مقابل تشجيع المنتجات المحلية المنافسة لها، وتخفيض الجمارك والضرائب على المنتجات والبضائع المستوردة من الدول غير المشاركة في العدوان على شعبنا اليمني، وهناك الكثير من العوامل التي في متناولنا كدولة وسلطة انبثقت من رحم ثورة الـ21 من سبتمبر المتسلحة بالوعي والبصيرة.
ومن هذا المنطلق نحثُّ وزارة الصناعة والتجارة برصد كافة السلع والمنتجات والأدوية، التي تدخل في قائمة المقاطعة، وتبني خطط واستراتيجيات لتشجيع الاستثمار الصناعي لكل الاحتياجات الضرورية وعلى رأسها الأدوية والمستلزمات الطبية، والحلائب والأجبان، وإعادة تنشيط قطاعات المؤسّسة الاقتصادية اليمنية التي تمتلك الكثير من المقومات للإسهام الفعال في إنجاح سلاح المقاطعة الاقتصادية.
كما ننوّه بأهميّة إنقاذ الحرب الاقتصادية وموجهتها في قائمة الأولويات لحكومة الإنقاذ الوطني، وتفعيل البنود ذات الصلة في الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، ومضاعفة الجهود لتحقيق نجاحات ممثلة لجهود وحدة الصناعات الحربية بمنظوماتها المتعددة، لنكون بذلك منصفين لشعاري الصرخة والمقاطعة التي أطلقهما معاً الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ-، وأوفياء لمشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد “يدٌ تبني ويدٌ تحمي” وصادقين أمام شعبنا الصامد في مواجهة العدوان والحصار والحرب الاقتصادية وتبعاتها منذ قرابة الخمسة أعوام.