أزمة انعدام الثقة بين التحالف وحلفائه.. ونوايا خليجية لجعل اليمن منزوع الأنياب والمخالب .
إب نيوز ١٦ يوايو
قرار إقالة مدير دائرة التوجيه السياسي والمعنوي للجيش اليمني اللواء “محسن خصروف” الذي أصدره الرئيس “منصور هادي” قبل أيام، يعبّــر عن عمق الأزمة واستفحالها بين:التحالف” السعودية والإمارات” وبين السلطة اليمنية المسماة بالشرعية.. فهذا القرار الذي أصدره هادي أو بالأحرى الذي أصدره التحالف بحق اللواء خصروف الذي كان قد وجّــه قبل خمسة أيام على الهواء مباشرة عبر إحدى فضائيات التابعة للرئيس لهادي نقدا للتحالف، كان القصد منه – أي قرار الإقالة – بعث رسالة ردع بوجه كل من ينتقد هذا التحالف أو حتى مَــن يطالب بتصويب العلاقة بين الطرفين : ” التحالف والسلطة اليمنية”.. مع العلم أن هذا القرار- والذي هو قرارا سعوديا بامتياز حتى وأن ذُيّــلَ باسم الرئيس هادي- لم يُــقصد به بدرجة أساسية إقالة اللواء خصروف من منصبه , فهو أي خصروف كان قد أعلن على الهواء بذات المداخلة عن تقديم استقالته احتجاجا على هكذا تعاطي خليجي مع الوضع باليمن,وبالتالي فهو قرار تحصيل حاصل، لم يكن الرئيس ولا التحالف بحاجة الى هكذا قرار جمهوري يُــذاع على شكل خبر عاجل بشاشات التلفزة التابعة لهادي وللتحالف إلّا إذا كان الغرض منه هو بعث رسالة لكل مسئولي هذا السلطة، مضمونها الترويع والزجر لمَــن يفكّــر بنقد التحالف أو التعريض به حتى وأن كان نقدا موضوعيا وبناءً.
. فاللواء “خصروف” المحسوب على نائب الرئيس الفريق\ علي محسن الأحمر المقرّب من التيار الإسلامي حزب الإصلاح ذراع جماعة” الإخوان باليمن” كان قد وجّــهَ انتقادات صريحة لما أعتبره تقاعسا التحالف بدعم الجيش الموالي لهذه السلطة ،والمعروف بالجيش الوطني، متهما هذا التحالف بأن له مآرب من إحجامه عن تزويد هذا الجيش بالأسلحة الثقيلة والطيران وغيرها من الإمدادات الضرورية الأخرى – بحسب خصروف -.
وعلى ما تقدم نستشف أمرين أثنين على الأقل:
-أولاً: عمق الأزمة المستفحلة بين التحالف وأكبر شركائها بالسلطة الموالية له, ونقصد الشريك الإصلاحي” إخوان اليمن”.. كما أن هذه الإقالة تعبّـــر عن تبرم التحالف من تثاقل القوات الموالية للشرعية التي يغلب عليها حزب الإصلاح والمعروفة بالجيش الوطني بالتوجه صوب صنعاء، في وقت تعثرت جهود التحالف باستمالة قوى فاعلة بالشمال تسد الفراغ الناشئ مستقبلاً لئلا تصير الأمور هناك مستقبلا إلى يد إخوان اليمن أو تكرّس فيه الحركة الحوثية حضورها الجماهيري.. وفي وقت تعالت فيه أصواتٌ كُــثر داخل الحزب ضد ما باتت تصفهم بالاحتلال الخليجي والإماراتي على وجه الخصوص، وبأطماع هذا التحالف بثروات اليمن وأرضه ومنافذه البحرية والبرية بل والجوية أيضاً، وبسبب ما يعتبره الحزب توجها خليجيا نحو منح الجنوب استقلاله عن الشمال. كما يخشى هذا التحالف وبالذات السعودية من تصاعد حِــدة السخط اليمني بالشمال من سياسية التحالف بالتوازي مع سحب الإمارات لقواتها من محافظات شمال اليمن,مما قد يسبب هكذا سخط وانسحاب متاعبا كثيرة للسعودية التي تجد نفسها وحيدة في ورطتها التي طال أمدها باليمن بعد أن قررت أبو ظبي أن تنأى بنفسها عن الحرب بالعمق اليمني، مكتفية بحضورها القوي الجنوب.
ثانياً: ما قاله اللواء خصروف من أن التحالف لا يزود الجيش بأسلحة ثقيلة هو حقيقة لا يستطيع التحالف أن ينكرها, وهذا البُــخل مردّه أولاً لسوء العلاقة بين الطرفين وتصاعد انعدام عامل الثقة بينهما يوما إثر يوم، خصوصا بعد اندلاع الآزمة الخليجية التي مثّــلت دولة قطر الداعم السياسي والإعلامي الرئيس للحزب الإصلاح احد طرفيها..وثانياً إلى التوجه الخليجي مستقبلا لجعل اليمن منزوع السلاح الثقيل ليس فقط من يد القوى التي يحاربها التحالف اليوم ومنها الحركة الحوثية” أنصار الله” بل من يدِ كل القوى السياسية والعسكرية والقبلية والدينية، شمالاً وجنوبا بمَــن فيها القوى الشريكة مع التحالف، سواء كان يمن أو يمنين أو أكثر, وهذا التوجه لم يعد يخفيه الخليجيون بل يجهرون به على رؤوس الإشهاد تحت مبرر الخطر الحوثي الإيران تارة, والخطر الإخواني تارة أخرى… فهذه الحرب التي تمر اليوم بعامها الخامس قد أوجدت لدى التحالف وبالذات السعودية قناعة أن يمن الغد يجب أن يكون منزوع الأنياب والمخالب، ليس فقط ليُــسهل إخضاعه وشفط ثرواته وكل مقدراته، ولا لسلبه إرادته السياسية والسيادية وحسب , بل كي لا يكون اليمن مصدر تهديد مستقبلي على الأمن القومي السعودي، خصوصا وأن السعودية باتت تدرك جيداً أن هذه الحرب قد غرست في قلوب الملايين من اليمنيين وبالذات في الشمال حالة من النقمة والضغينة بوجهها جرّا تبعات هذه الحرب وأوزارها المريعة.!
صلاح السقلدي