بوق العدوان.. من التهديد والوعيد إلى البكاء والتشكي .
عاصفة حزم.. بهذا الإسم شنت السعودية بقيادة أمريكا عدوانها على الجمهورية اليمنية بتاريخ 26 مارس من العام 2015.
يوم بعد آخر انكشفت هشاشة وضعف العاصفة، التي لم تكن في أساسها عاصفة حزم وإنما عاصفة غرور وتكبر ورؤية قاصرة للشعب اليمني.
بعد أكثر من أربعة أعوام من العدوان أصبحت العاصفة تُدافع عن نفسها وتتباكى وتشكو من الحال الذي وصلت إليه، وفي الوقت الذي تذرف الدموع فيه تتوعد بعد أن أثبتت عجزها الكامل وهي في أوج قوتها.
عاصفة الحزم في شهرها الأول:
في الـ 21 من شهر أبريل عام 2015 عاش تحالف العدوان في أوهامه بتحقيق إنجازات عسكرية كاملة وأعلن عنها ولا زال الناطق أحمد عسيري وقام في ذلك التاريخ بتغيير اسم العاصفة إلى إعادة الأمل، وتحدث ناطق العدوان في مؤتمراته بتدمير الصواريخ الباليستية والقوات الجوية والبحرية والسيطرة الكاملة على الأجواء اليمنية.
أحمد عسيري ظهر في الأيام الأولى للعدوان وبلهجة المتعجرف والغرور ظاهر على ملامح وجهه ليُخبر المتابعين لمجريات الأحداث في اليمن بأن الأمر في اليمن تم حسمه، ودمرت كل مقومات القوة العسكرية اليمنية بنسبة 90% وما تبقى إلا نسبة 10% سيتم الإجهاز عليها خلال ساعات قليلة.
ومع الوقت تشتد المعارك في محاور القتال الداخلية والحدود مع السعودية، فالعدوان يطول شهر بعد شهر والصمود مستمر، وكان الرد الصاروخي لهُ حضور بين الفينة والأخرى إلى الأراضي الجنوبية للسعودية ومع استمرار العدوان تطور الرد ليشمل مناطق في العمق السعودي الرياض وما بعد الرياض.
وفي نهاية العام الأول من العدوان ودخول العام الثاني أنتج اليمن صواريخ قصيرة المدى وتضاعفت قوة الردع بإنتاج صواريخ باليستية وتطوير أخرى، وعلى مشارف أن يُشك اليمنيين ويطوون عامهم الثاني من الصمود في وجه العدوان إلا وهناك إعلان عن دخول أسلحة ردع جديدة محلية الصنع.
فيما دخلت أسلحة ردع في تدشين العام الثالث من الصمود منها طائرات مسيرة يمنية الصنع وصواريخ باليستية أكثر فتكا، وانقلب السحر على الساحر فالموازين تغيرت فاليمن أصبح ينتج أسلحته الرادعة في ظل الحصار المطبق ويتوعد بالمزيد.
لطالما تحدثت قوى العدوان عن تدمير القوة الصاروخية والجوية لليمن بالكامل في أول أشهر عدوانها دخل العام الرابع وخصص الشهيد الرئيس الصماد اسما لهُ ” العام الباليستي” وفعلا كان باليستيا فدُشن العام بدخول صواريخ باليستية وعمليات إطلاق واسعة النطاق داخليا وفي عمق السعودية.
بنفس طويل يخوض اليمنيون معركتهم مع دول عظمى مشاركة في العدوان سواء كانت المشاركة مباشرة أو غير مباشرة فأربعة أعوام وثلاثة أشهر أثبت تحالف العدوان فشلهِ على كل المستويات، فاليمن أصبحت قوة لا يستهان بها، وخاصةً في العام الخامس من العدوان.
تحالف العدوان وخلال الشهريين الماضيين وفي الوقت الذي يُمرغ اليمنيون أنفهُ في الوحل وضرب العمق السعودي بشكل شبه يومي يخرج ناطق تحالف العدوان يصرخ ويتباكى ويصدر الإدانات الواحدة تلو الأخرى ويستنجد بالعالم.
من الحزم إلى إعادة الأمل:
في الوهم يبني النظامان السعودي والإماراتي آمالهما أمام شعبً عصيٍ على الانكسار لأن الشعب اليمني بطبيعته يمقت الظلم والعنجهية فمن الطبيعي أن يكون صاحب أنفة وإصرار على التحدي فأربعة أعوام ونيف أثبتت شدة بأس الشعب اليمني وقائدةُ الشاب المؤمن في التمسك بالحرية والسيادة أمام صلف الاستكبار العالمي.
في المقابل أمام هذا الصمود والتحديد يبرز العدوان في وسائل إعلامه ليصنع إنجازات ليست في الواقع وإنما في الخيال، هذا ما شاهده وسمعه الجميع عندما يخرج ناطق العدوان في الأيام الأولى من العدوان في المرحلة الثانية إعادة الأمل يُكرر ما قاله في بداية العدوان في المرحلة الأولى من عاصفة الحزم دمرنا وتقدمنا وقتلنا أي لا تُعطي تصريحاته حقائق جديدة إنما كذبا قديما قالهُ سابقا.
وبهذه الإنجازات الواهية الفارغة أصبحت تُرهق كل من يشاهد ويستمع لناطق العدوان وقنواتهم الفضائية، حتى أنهم لا يطيقون السماع لها لأن لا جديد فيها سوى الكذب والتضليل، وكما أن المعادلة تغيرت ولم يعد أحد يُطيق سماع ناطق العدوان وهو يتحدث عن إخفاقاته.
في المقابل أصبحت قنوات مشهورة تُسارع في نقل مؤتمرات ناطق القوات المسلحة اليمنية أو في الحد الأدنى أجزاء منه وهو يتحدث عن إنجازات عسكرية بعد أكثر من أربعة أعوام من العدوان على اليمن.
وبعد أكثر من أربعة أعوام ارتدت على ناطق العدوان عليه وتغيرت الموازين وكلمة القول والفصل أصبحت لمن صمد بعنفوان لا يلين وتحد منقطع النظير، قائلا للعدوان المعركة الحقيقية معكم لم تبدأ بعد وبعد أن استخدم العدو كل قدراته العسكرية والتكنولوجية لا زال اليمن يفك النقاب رويدا رويدا عن قدراته العسكرية الرادعة فعلا.
متحدث جديد للعدوان:
27/07/2017 أعلنت قيادة قوات تحالف العدوان على اليمن تعيين تركي المالكي متحدثا رسميا لها، خلفًا لأحمد عسيري الذي تولى مهمة البطولات الفارغة منذ بدء عمليات العدوان العسكرية على اليمن، التي مثلت مهمته طوال فترة عمله أضحوكة على المستوى العالمي.
وفي بيان لقيادة التحالف أكدت عزمها مواصلة سياسة التواصل بشفافية وتوفير المعلومات الضرورية عن عمليات العدوان، تفاجأ من يُتابع مؤتمرات وتصريحات المالكي أن التحالف دخل مرحلة من الهوس والجنون ولا جديد فيما يقدمه من إنجازات فهي لا تقل شأنا عما تفاخر به عسيري في الأسابيع الأولى للعدوان بتدمير القوات الجوية والصاروخية اليمنية وشل قدرتها بالكامل.
وبعد أن بدأت القوات الجوية والصاروخية اليمنية وبالتحديد في شهر يونيو المنصرم في استهداف العمق السعودي بنجاح وبشكل شبه يومي لجأت السعودية بالبكاء والتشكي لتكسب تعاطف دول العالم المشتراة مواقفها أصلا، حيث تحولت موازين المعركة لصالح اليمن وبات يُشكل تهديدا بالفعل على المطارات والمنشآت الحيوية السعودية والإماراتية.
متحدث جديد للقوات المسلحة اليمنية:
دخل اليمن مرحلة جديدة من الرد ودخل ناطق جديد بالتباشير يُبشر الشعب اليمني والمتعاطفين معه في العالم بضربات مُنكلة وإنجازات عسكرية كبيرة، في مشهد وضع الصديق قبل العدو في حيرةٍ من أمرهما ليضعوا التساؤل ما سر وصولهم إلى هذه القوة والبأس والعدوان عليهم منذ أكثر من أربعة أعوام.
السابع عشر من أكتوبر 2018 صدر قرار رئاسي بتعيين العميد يحيى سريع متحدثا رسميا للقوات المسلحة اليمنية، حيث تغيرت المعادلة اليمنية لتكشف عن قواتها تدريجيا وعلى لسان المتحدث الرسمي الجديد.
ظهر العميد سريع وتوالت معه أخبار وإنجازات رجال الله في ميدان القتال أو على مستوى ميدان التصنيع العسكري، التي تحقق على أيديها بعون الله ما جعل اليمن تملك أسلحة فاعلة محلية الصنع وهي في بدايات نهوضها العسكري وفي ظل عدوان كوني، الأمر الذي أجبر العدو بأن يحسب لهُ ألف حساب.
وفي ظل التطور النوعي لقسم الصناعات العسكرية اليمنية خرج ناطق العدوان بتاريخ 22 مايو الفائت ليحاول تبرير فشلهم الذريع والترويج أن الحرس الثوري الإيراني زود الجيش واللجان بقدرات عسكرية نوعية، تتمثل في صواريخ باليستية وطائرات من دون طيار.
وأمام تزايد الانتاج للأسلحة الرادعة وتوالي الضربات النوعية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية يهرول العدوان كيف يُغطي ويبرر هذا التطور والتقدم النوعي في القدرات اليمنية، الأمر الذي جعل منه أضحوكة ليس على المستوى الداخلي السعودي وإنما على مستوى العالم.
علاوة على ذلك، فقد أصبحت مؤتمرات ناطق العدوان للتشكي والتبرير وتوحي بإحباط كبير في حديثه مما وصلوا إليه من ورطة وانتكاسة ونذكر على سبيل المثال، كلام تركي المالكي أن التحالف يعمل على تحييد القدرات العسكرية لمن أسماهم الحوثيين، وذلك كان بتاريخ 13 يونيو 2019.
ومضى المالكي في حديثه أن الجيش واللجان حصلوا على أسلحة متطورة وقدرات نوعية من الخارج، وأن التحقيقات جارية لمعرفة السلاح الذي استخدم في عمليات على مطار أبها.
متناسيا أو مستغبيا متابعيه لاسيما أن الجميع يعرف الحصار المفروض على اليمن برا وبحرا وجوا لا شيء يدخل إلى اليمن أو يخرج إلا وتحالف العدوان يرصده ما بالك بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة كيف لها أن تدخل وتصل إلى اليمن.
ما يثير الضحك هو أن ناطق العدوان السابق أحمد عسيري صرح خلال الأسابيع الأولى من العدوان في عام 2015 أن التحالف حيد القدرات العسكرية لمن أسماهم الحوثيين، ويالها من مصادفة غريبة أو بالأصح من فشل ذريع الناطق الخلف للعدوان المالكي يُصرح في عام 2019 بالقول نعمل على تحييد القدرات العسكرية للحوثيين.
من الملاحظ أن مؤتمرات ومداخلات المالكي في فترتها الأخيرة ومع تصاعد الرد اليمني لا تقدم سواء الحديث عن اعتراض طائرات مسيرة وصواريخ باليستية، مرفقًا مع حديثه وعيد لم يكن إلا لتغطية ذلك الفشل المدوي.
واستعرض المالكي في مؤتمر بتاريخ 24يونيو الماضي عن اعتراض وتدمير طائرة مسيرة في أجواء محافظة صعدة، حسب قوله وللملاحظ في سياق حديثه وهو يشرح كيف تمت عملية الاعتراض فجأة تحول مسار كلامه بالقول والتي تم تدميرها في محافظة عمران، تناقض عجيب وهلوسة كحجم الانتكاسة التي أصبحوا فيها.
المالكي خرج عن سياقهِ كناطق عسكري إلى الحديث إن من أسماهم الحوثيين عززوا من وجود تنظيم القاعدة في اليمن، قائلا وجود علاقة وطيدة بين تنظيم داعش والحوثيين”، وتناسا المالكي دعمهم السخي للقاعدة وداعش في اليمن بعد أن كانت على وشك الانقراض على أيدي الجيش واللجان، والتي اعترفت القاعدة أنها تقاتل في أحد عشر جبهة ضد الجيش واللجان.
باهتا بات يظهر متحدث العدوان، ولذلك خف ظهوره لاسيما في الآونة الأخيرة ومع تطور القدرات العسكرية اليمنية، كما أن التغطية الإعلامية لم تعد بالشكل الذي كانت عليه في السنوات الأولى للعدوان بل أصبحت ركيكة وفي حالة إفلاس لأن لا جديد يقدمه سوى الفشل والانتكاسة.
المسيرة نت – أحمد الهادي: