ما وراء تكتيك الإنسحاب !!
إب نيوز ١٨ يوليو
د. مهيوب الحسام
إن الولوج لمر زبع شائعات بدء سحب دويلة الأمّارات بالسوء لقواتها أو بعض قواتها المعتدية على اليمن، وتداول تلك الشائعة، هو نوع من استغفال الذات أولاً، وهو عبارة عن بدء انسحاب وعينا من عقولنا، وليس بدء انسحاب العدوان، والتعاطي معها باعتبارها أمراً جدياً هو نوع من الغباء غير المبرر، أما الترويج لها فهو أمر في غاية الخطورة باعتباره تسويقاً لما يريده الصهيوأمريكي أصيل العدوان سيد الأدوات من إعفاء أدواته من تبعات عدوانها، وقتلها للشعب اليمني، ناهيك عن أنها شائعة لأنها لم تعلن رسمياً، والمروج للشائعات كذاب، ما بالك والعدوان مستمر بعدوانه واحتلاله لأجزاء من الأرض اليمنية
إن هذا الخبرالذي أوردته مجلة “The Economist”
البريطانية، ونشرته في تقرير لها في الـ5 من شهر يوليو الجاري، وتناولت فيه بدء دولة الإمارات سحب قواتها من اليمن، هذا التقرير مصدره مطبخ المخابرات البريطانية الداخلة في العدوان على اليمن، والمشاركة بأكثر من 6500 جندي بريطاني على الأرض، لا داعمة فقط،وقد ساق التقرير بعض التبريرات الواهية لبدء ذلك الانسحاب المزعوم.
إن أية دويلة أو كيان شارك ويشارك بالعدوان المباشر على الشعب اليمني للعام الـ5، سواء كان كيان بني سعود أو الإمارات، لا يمكنه الانسحاب من تلك الحرب العدوانية بهذه الطريقة، لأسباب متعددة منها:
1) إن الإمارات وبني سعود كليهما أداتان تابعتان للصهيوأمريكي لا يمتلكان قراراً ولا استقلالاً ولا سيادة على ثروات شعوبهما، ناهيك عن أن سيدهما لا يريد وقف الحرب من أجل مزيد من إدرار الحليب حتى هلاكهما حرصاً على مصالحه لا مصالحهما.
2) إن انسحاباً كهذا عبارة عن هزيمة مدوية للعدوان، لا، ولن يستطيع تحمل تبعاته الأصيل، ما بال الأدوات.
3) إذا أراد العدوان الانسحاب فإن الأحرى به الدخول في تفاوض مباشر مع قيادة الشعب اليمني المواجهة للعدوان، والخروج ببعض المكاسب تحفظ له وليس لأدواته بعضاً من ماء وجه.
4) إذا كانوا يريدون انسحاباً فما الحاجة لاستقدام مزيد من المرتزقة ومليشيات الجنجويد إلى اليمن!
5) إذا كان انسحابه وارداً فلماذا يرفض تنفيذ اتفاق ستوكهولم حتى الآن؟
وأخيراً، هل لكيان كالإمارات التي تعجز عن تقرير مصير زوجة وابنة نائب رئيس الدولة نائب القائد الأعلى، وسلمان العاجز عن تقرير مصير زوجته وابنته، يستطيعان أن يقررا مصير حرب عدوانية على اليمن أعلنت من واشنطن ولم تعلن من أبوظبي أو الرياض؟
يتضح من كل ما سبق أن إعلان بدء انسحاب الإمارات هو إعلان بريطاني لتنفيذ مشروع استعماري في اليمن، وللتغطية على نقل القوات نحو الساحل الغربي لليمن، والتحضير للهجوم على الحديدة ودعم داعش والقاعدة والمجاميع الإرهابية الأخرى في المحافظات الجنوبية، ودعم انفصال الجنوب، بل تشظيه ضمن مشروع التفتيت الذي يراد للأمة واليمن أصلها، ما يسهل لبريطانيا وأمريكا، وكيان بني صهيون، السيطرة على الساحل الغربي وباب المندب، وبسط نفوذها على تلك الأجزاء من اليمن للأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية للتحكم بالممرات المائية، وبالتالي التحكم بالعالم.
إن تلك الشائعات وغيرها ما هي إلاّ حرب إعلامية تجاوزناها منذ بداية العدوان، وانتصرنا عليها كما ننتصر على العدوان في كل الميادين.
ملتقى الكتاب اليمنيين