تنومة جرح غائر في الذاكرة اليمنية.
إب نيوز ٢١ يوليو
بقلم / عفاف محمد
كنا نسمع اصوات خفيضة تتحدث عن قتل حجاج يمنيين في وقت مضى لكن لم نكن نعرف التفاصيل.
ومن بعد العدوان تكرر اسم مجزرة تنومة على مسامعنا وتقاطرت بعض الأحداث ودفعني الفضول لأن ابحث عنها وحصلت على مادة حديثة جاهزة دسمة مليئة بالحقائق فكان لي الشرف ان وصل لبين يدي كنز ثمين لباحث للباحث والكاتب أ/حمود عبدالله الأهنومي درة ثمينة وهي كتاب بعنوان “مجزرة الحجاج الكبرى ” مذبحة حجاج اليمن في تنومة وسدوان على يد عصابات ابن سعود عام 1923م وقد وصل هذا الكتاب المليء بالفائدة والمعرفة في زمن كشف الحقائق والذي يعد أرث فكري انتجه الباحث واجتهد في جمع معلوماته القيمة والمنطقية والمدعمة بالوثائق الغير مكذوبة.
وهذا العمل القيم جاء في وقت طفى فيه الحق على الباطل بعد ان كان الحق غارق وغائب عن الواجهة اليمنية لتاريخ آل سعود الذين تلبسوا بعبائة الدين وزيفوا تاريخهم الهش والرخيص وطلوه بالذهب.. وكما ذكر المؤلف مجزرة تنومة لم تكن سوى جرس مبكر للمدرسة النجدية الشيطانية.
وقد مر علينا وقت ليس بالبعيد لم يكن احد يجروء على ذكر مساوئ وفضائح مملكة بني سعود إلا ماندر من الثائرين ضد ظلمهم وبشاعتهم واستبدادهم حيث وكان يُقمع كل من تجرأ على هذه كشف فضائحهم والتي انقشع عنها الستار بفضل الله ومن ثم المسيرة القرآنية الشريفة ولعل حادثة الفنانة ذكرى التونسية هي اقرب دليل في وقتنا المعاصر حيث تم اغتيالها على خلفية اغنية “انتجتها بعنوان من يجرى يقول “للشاعر علي الكيلاني تتحدث عن منع بني سعود الناس من حج بيت الله الحرام.
وما اشبه اليلة بالبارحة وكما ذكر الكاتب الجليل في صفحته” 28 “ستستمر هذه المملكة في المضي في طريقها الشيطاني في الصد عن الحج وتسيس الحرمين الشريفين وتوظيف قداسيتها في الترويج للمشروع التمزيقي التدميري للأمة الذي يتسق والمشروع الأمريكي في المنطقة. وفي إفراغ الحج من محتواه ولكن عقاب الله آت لا محالة قال جل شأنه “إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد يرد فيه بإلحاد بظالم نذقه من عذاب أليم “سورة الحج /25.
وتبين من خلال الكتاب ان تلك المجزرة البشعة اثبتت ان حقدهم على اليمن كان قديم ووحشيتهم وفضاعتهم التي عهدناها منذ اربعة اعوام ونيف كانت هي ذاتها التي ارتكبوها عام 1923 تاريخ وقوع المجزرة البشعة لحجاج البيت الحرام!!
وما ابشع ان يغدر بضيوف الله وفي ساحة بلاد الحرمين الشريفين!!
والمتابع لتفاصيل المجزرة من خلال الكتاب وتلك الحقائق المدونة من قبل الكاتب والمفصلة بدقة يجد ان التاريخ يكرر نفسه ويطل الوجه القبيح لملوك الشر من جديد في التاريخ اليمني حيث والوقائع التي تحدث عنها الكاتب لم تخالف مانعاصره اليوم من عدوان ممنهج خبيث .
ونجد ان الكاتب صاغ لنا هذا الأرث الفكري الذي عجز غيره عن لملمة شتاته ليكون لنا مادة فكرية سليمة متكاملة الأجزاء واظهر لنا معالم جريمة تاريخة لاتغتفر عمد لإخفاؤها كل خائن وذليل وفي حقيقة الأمر هي قضية ثأر تاريخية عار السكوت عنها.
ومن خلال هذا الكتاب القيم اتضحت معالم القضية بل انها بانت لمن كان يجهلها حيث وهي مغيبة تماماً عن الذاكرة اليمنية ولا يعرف عنها هذا الجيل إلا من بعد العدوان وتحديدا بعد إصدار هذا الكتاب والفلم الوثائقي الذي كان ثمرة جهود هذا الباحث والكاتب القدير .
وقد بدأ هذا المؤرخ والباحث الاهنومي كتابه بفصله الأول والذي هو بعنوان (الاوضاع السياسية في اليمن ونجد والحجاز قبل المجرزة ) بشرح مفصل وسلس ومن ثم فصله الثاني بعنوان
(مجزرة تنومة.. الزمان والمكان والاسباب ) والفصل الثالث عنونه ب (وقائع المجزرة ) والرابع (مواقف مختلفة من المجزرة ) الخامس (الشهداء والناجون ) السادس (النتائج والآثار والتطورات المترتبة على المجزرة ) السابع (الأدب اليمني للمجزرة )
وقد جمع الباحث بحثه والذي استمده من المنهج التاريخي الوصفي القائم على جمع المعلومات وتفكيكها وتصنيفها وتحليلها وكشف ملابساتها وعرض نتائجها الموضوعية.
وبالرغم من شحة وندرة المصادر حيث وعملت مملكة قرن الشيطان على تزييف الحقائق وبث الروايات النجدية الكاذبة فيما يتعلق بالمجزرة ،حيث وكما ذكر الباحث ان اليد النجدية عبثت بالمصادر واستولت على الوثائق الرسمية وبالتالي تم اهمال توثيق الروايات والشهادات الشفوية من شهود العيان الذي نجو من المجزرة وتم خنق الاصوات المتمردة.
وكما ذكر الباحث في سطوره انه وجد معلومات قيمة ولعل ابرزها مخطوط مكون من ورقتين ورقتين ورد في مجموع أشعار ورسائل السيد العلامة يحيى بن علي الذاري عثر عليه في دار المخطوطات حيث وعثر فيه على معلومات قيمة منها أرقام محددة للشهداء والناجين وقيمة منهوباتهم.
وكما ذكرت اسطر الكتاب بشاعة مرتكبي الجريمة والذي لاتختلف اساليبهم عن اساليب القاعدة وداعش وبين البحث ان جذور القاعدة وداعش كانت متصلة بالواهابية بل انها منبعهم الاساسي وافاد الباحث ان البدو النجديون اعتنقوا الوهابية عن طريق الوعظ الديني وبمساعدة ابن سعود المادية تركوا حياتهم البدوية وعاشوا في هجر بناها ابن سعود لهم وتجمعت مجاميعهم في تجمعات سكنية سميت ب “الهجر ” وبلغ عددهم حدا كبيرا واهم تلك الهجر هجرة الأرطاوية وهجرة الغطغط والتي وصل تعدادها عام 1912م حوالي “12000 “نسمة ..!! وقد عرفوا بالتوحش والفضاعة فلا خلق لهم ولا وثوق يعملون على الإبادة الجماعية دون شفقة او رحمة يعمدون في منهجهم للوحشية والبشاعة كما
يفعلون اليوم في مجازرهم العدوانية بصواريخهم الفتاكة والتي تقتل بوحشية دون مراعاة لقوانين سماوية او إنسانية او اي قيم او ثوابت نصها ديننا الحنيف.
وقد ذكر المؤلف بشكل منظم كيف كانت نشأة الفكر الواهبي وكما عهدناهم يبثون سموم افكارهم العدوانية والهدامة كما تبين من اساليب بني سعود وجماعتهم التكفيرية والتي لاتتسم بالخصال الحميدة ولا باللين والرفق تجاة بني البشر.
وتبين من خلال بحث الباحث ان هجر الاخوان التكفريين وبالأخص هجرة الغطغط هي التي تورط اتباعها في قتل حجاج تنومة وسدوان
حيث ويوم ظهر الأحد 17 ذي القعدة الموافق 1 يوليو 1923 نزل الحجاج على ثلاث فرق الاولى في تنومة والثانية والثالثة في سدوان وتم الانقضاض على الحجاج بوحشية غير معهودة رموهم بوابل من الرصاص في رؤوسهم وتم ذبح 900 منهم. بالسكاكيين منهم نساء واطفال!! ولم ينج منهم الا من تظاهر بالموت ،وكان عدد الشهداء اكثر من 3000 شهيد ولم ينجو منهم سوى 500 حاج كما تقول المصادر 150منهم صمموا مع امير الحج على مواصلة السفر برغم فضاعة ماحدث لهم لكن روحهم المتعلقة ببيت الله كانت اقوى من كيد آل سعود وواصلوا سفرهم عبر طريق تهامة.
وهذا هو التاريخ الأسود لمملكة قرن الشيطان التي تدعي اليوم انها حمامة سلام وهي في حقيقة الأمر شيطان متمرد خبيث مرتبط باليهود والنصارى ومشاريعهم الإستعمارية.
كانت وستظل مجزرة تنومة نقطة سوداء لاتنمحي من تاريخ مملكة الشر وهي في قائمة جرائمهم الشنيعة التي تبين حقيقتهم وان شاء الله مملكتهم الى زوال والتاريخ لن يرحم زلاتهم وسيكون لأهل اليمن دور كبير في هلاكهم بأذن واحد احد.
*ملاحظة.* اعملوا على توعية الناس وعرفوهم كيف كانت مجزرة تنومة وكما وصفتها جريدة القبلة المكية انذاك بأنها “الفاجعة الفضيعة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ “.