حربٌ وطنية ضد محتلّ.. لا حرب أهلية .
عبدالجبار الحاج
الحربُ التي نريدُ هي نقلُ المعركة إلى أرض العدوّ جواً وبراً وبحراً، وبهذا التحقيق الممارَس ميدانياً للمعركة تصبح الحربُ حرباً وطنية بكل معنى الكلمة والعكسُ كلنا غرقنا في الداخل وأمنت أرض العدوّ نكونُ قد وقعنا في فخِّ الاحتراب اليمني اليمني..
والعملياتُ النوعيةُ التي دشنها سلاحُ الجو المسيّر اعتباراً من عملية التاسع من رمضان وتواليها دون توقف مثّلت في الواقع مرحلةً جديدةً في الحرب؛ كَونها حرباً وطنية ونقلت المعركة إلى كَونها -أي الحرب- حرباً وطنية..
رغم كُـــلّ ما يقال عن تسريبات عن مبادرات سلام فرنسية وَغربية وطلبات بريطانية يراد منها إيقاف الضربات الجوية فَإنَّ الرد الميداني وحدَه كفيلٌ بالنفي وليس الرد الإعلامي..
جاءت الضربةُ الصاروخية التي استهدفت خميس مشيط مساء الاثنين الماضي بقاصف 2k لتبدد ما ذهبت إليه جملةٌ من الأخبار التي أرادت أن تصور أن تفاهمات تفضي إلى الوصول إلى صيغ اتّفاق بموجبه يتوقفُ العدوان الخارجي لضمان إبقاء الحرب يمنية يمنية..
والحقيقةُ أن الردَّ الميداني اليمني في عملية خميس مشيط وتوالي العمليات النوعية التي تلتزمُ خيارَ نقل المعركة إلى أرض ومنشآت العدوّ ليس في العمق السعودي فحسب وإنما توجيهها وتوسيعها لمنشآت الإمارات كحَقٍّ في الرد على الحرب والاحتلال التي تعد الإماراتُ فيها العدوَّ المباشرَ الذي لا يقلُّ خطراً في أهدافه التوسعية خاصةً وأن الإمارات لا تزال تحتلُّ جزءاً كَبيراً من الجنوب والجزر والمياه..
ربما تنفسنا مساء الاثنين الماضي الصعداء وتخلصنا من كابوس الأخبار التي توحي باتّفاقات هدفها يمننة الحرب.
فبعد مضي عدة أيام على توقف الضربات الصاروخية أثارت لدينا تساؤلاتٍ خاصةً مع ما تردد عن مبادرات فرنسية تطالب إيران بالضغط على أنصار الله لإيقاف ضربات الطيران المسيّر ثم ما أشيع عن انسحاب إماراتي بإيحاء أنه نتاج دور إيراني بُذِلَ مع الإمارات بهذا الصدد وهذا ليس تصديقاً منا ولكن نقلاً لما أرادته تلك التسريبات التي تريد في ختام القول أن تذهبَ إلى أن اليمن أَو الأنصار ليسوا سوى أدوات خاضعة لإيران، وهو قولٌ يريدُ الذهابَ إلى القول إن إيران هي من تنفّـذ الهجمات الصاروخية، في محاولة للتقليل من القدرات اليمنية والتهوين منها..
وهنا على اليمنيين وحدَهم برهانُهم القاطعُ باستمرار ضرباتهم الموجعة لعمق العدوّ حتى تستعيدَ اليمنُ سيادتَها على كُـــلّ شبر في البر والبحر وحتى رحيل آخر جندي محتلّ.
وبهذا النوع من العمليات يتطلع اليمنيون إلى معركة استرداد الأرض والكرامة إلى معركة وطنية نحوها تتشابك أيديهم ضد العدوّ الخارجي..
منذ صبيحة يوم الثلاثاء التاسع من رمضان 14 مايو 2019 م وإطلاق سلاح الجو اليمني سبعَ طائرات مسيّرة نحو هدفها المرسوم وحقّقت هدفَها منفّـذةً بدقة عالية عمليةً نوعية ناجحة في قصف إحدى منشآت أرامكو النفطية في قلب مملكة الشر السعودية.
ومنذ تلك العملية النوعية توالت العملياتُ النوعية في استهداف المطارات ومرابض الطائرات الحربية ومنشآت الكهرباء وغيرها من المنشآت الحيوية..
وبحق شكلت تلك العمليات إرباكاً للعدوّ بقدر ما توسعت نقاط ضعف العدوّ أمام قوة السلاح المسيّر اليمني المتواضع الكلفة أمام ضخامة الترسانة الدفاعية السعودية التي بدت مشلولةً بالمطلق..
هذه العملياتُ واستمرارُها تشكلُ حقاً نقلاً للمعركة من أرضنا إلى أرض العدوّ وهنا تحوُّلٌ كبيرٌ في الاستراتيجية لصالح المقاتل اليمني.
على أن استمراريتَها دونَ توقف ينهكُ العدوّ نفسياً ومعنوياً ومادياً ومهما طال الوقت فَإنَّ المبادرة انتقلت كلياً إلى يد المقاتل اليمني، وأقول هنا المبادرة بمعنى المبادءة العسكرية دوما وتوجيه ميزان القوة لصالح الجانب اليمني.
وبهذا النوع من العمليات ننقل المعركة من أرضنا إلى أرض العدوّ.. وبهذه العمليات نرُدُّ على تلك التسريبات التي تتحدث عن مبادرات لا محلَّ لها الآن في تفكير المقاتل والمفاوض اليمني معاً اللذَين ينشدان استردادَ الحَــقّ والكرامة والأرض والمياه وحتى تحرير آخر شبر من اليمن الطبيعية..