المونيتور: عودة القوات الأمريكية مؤشر لقلق السعودية من تصعيد إيران .
اعتبر موقع المونيتور الأمريكي، الثلاثاء، أن عودة القوات الأمريكية إلى الأراضي السعودية مؤشر على مدى القلق الذي ينتاب الملك “سلمان بن عبدالعزيز” من التصعيد الإيراني بالمنطقة.
ونقل الموقع عن الزميل الباحث في معهد بروكينغز “بروس ريدل” أن عودة القوات الأمريكية إلى السعودية بعد 16 عاما من خروجها جاء ببيان صدر، السبت، وتحدث عن نشر مئات من الجنود الأمريكيين في قاعدة الأمير “سلطان بن عبدالعزيز” الجوية شرق العاصمة الرياض.
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق “فرانكلين روزفلت” رتب عملية بناء أول قاعدة عسكرية جوية في الظهران بالمنطقة الشرقية، أثناء الحرب العالمية الثانية، فيما أمر خلفه “جون كيندي” بنشر الطائرات القتالية الأمريكية إلى الظهران لمنع الطيران المصري من ضرب السعودية أثناء الحرب الأهلية في اليمن بداية الستينيات من القرن الماضي.
أما “جورج بوش الأب”، فأرسل نصف مليون جندي إلى المملكة عام 1990، فيما عرف بعملية “عاصفة الصحراء” لإخراج قوات نظام الرئيس العراقي آنذاك (صدام حسين) من الكويت، ليبقى الطيارون الأمريكيون بعد وقف إطلاق النار عام 1991، كي يراقبوا منطقة الحظر الجوي في جنوب العراق.
وعندما دعمت إيران هجوم عدد من الشيعة السعوديين على أبراج الخبر عام 1996، التي كان يقيم فيها الجنود الأمريكيون، قرر وزير الدفاع في حينه “ويليام بيري” نقلهم إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية، التي منحت الجنود حراسة أمنية مشددة.
وبخلاف القاعدة الجوية في الظهران، التي كانت وسط منطقة حضرية وذات غالبية شيعية، تقع قاعدة الأمير سلطان الجوية في وسط الصحراء ومغلفة بمحاور عازلة من كل الاتجاهات، حيث ابتعد الجنود الأمريكيون عن أنظار السكان، فيما تظاهرت المملكة علنا بأنهم خرجوا من البلاد.
وفي عام 2003، خرج الأمريكيون من السعودية فعلا، بعد إسقاط نظام “صدام حسين”، وبالتالي لم تعد هناك حاجة لعملية مراقبة الجنوب.
لذا فإن عودة الجنود الأمريكيين مجددا إلى السعودية تشير إلى حالة التصعيد التي اندلعت منذ إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” انسحابا أحاديا من الاتفاقية النووية الموقعة مع إيران عام 2015، وهو ما مهد الطريق أمام صدام محتمل بين الولايات المتحدة وإيران.
وفيما دعت الصحافة، التي تتحكم بها الحكومة السعودية إلى عملية عسكرية ردا على هجمات إيران على ناقلات النفط، تحولت الحرب في اليمن إلى مستنقع مكلف جدا؛ بعدما ضربت صواريخ الحوثيين مناطق عدة في العاصمة الرياض وأبها في الجنوب.
واعتبر “ريدل” أن الولايات المتحدة ستصبح مشاركا رئيسا في الحرب اليمنية لو تم استخدام صواريخ باتريوت للدفاع ضد الحوثيين، كما أن مخاطر سوء التقدير والتصعيد متزايدة في المنطقة، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” ربما يعتقد أنه قادر على الهروب من التداعيات المسمومة لتصرفاته المتهورة عبر نزاع إقليمي.
والسبت الماضي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن قوات أمريكية قوامها 500 جندي أُعيد نشرها في قاعدة الأمير سلطان الجوية، التي تقع على بعد 150 ميلا جنوب غرب العاصمة الرياض، وسط مواجهة بين إدارة الرئيس “دونالد ترامب “والكونغرس بشأن بيع الأسلحة إلى السعودية ودعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية التي تقودها المملكة باليمن.