فايننشال تايمز” تفضح مخططات ابن سلمان وتكشف عن نيته تغيير أمر أثناء الصلاة والفتوى جاهزة .
“
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا عما أسماه تفكير المملكة العربية السعودية السماح لمراكز التسوق مواصلة أعمالها أثناء أوقات الصلاة، مشيرا إلى إعلانات المحال التجارية الكبرى أثناء النهار والليل عن إغلاق أبوابها أثناء أوقات الصلاة.
ويقول مراسل الصحيفة في الرياض أحمد العمران إن الممارسة المعروفة في البلاد ومنذ وقت طويل أصبحت محلا للنقاش. ففي الوقت الذي يدفع فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد باتجاه جعل المملكة المحافظة جذابة للاستثمار والمستثمرين يبدو أن ساعات التسوق أصبحت هدفه المقبل.
وقالت الصحيفة إن المملكة صادقت على خطة تسمح بفتح المحال التجارية أبوابها لمدة 24 ساعة ولكن على المحل الذي يريد مواصلة عمله على مدار الساعة عليه دفع أجر لم تحدده الخطة بعد. ولكن القرار أثار نوعا من الارتباك حول فيما إن كانت المحال ستظل مفتوحة طوال الوقت ودون إغلاقها ساعة الصلاة.
وفي تغريدة لقناة العربية التي تملكها الحكومة السعودية جاء فيها أن القرار يشمل أوقات الصلاة. وذلك بعدما قال وكيل وزارة إن قرار فتح المحال التجارية لا علاقة له بفتح أو إغلاق المحلات أثناء الصلاة. ورغم النفي إلا أن صحيفة “عكاظ” الحكومية نقلت عن “مصدر موثوق” قالت فيه إن قرار فتح المتاجر أثناء وقت الصلاة “قريب”.
ويتباين السعوديون في التزامهم بالصلوات اليومية، إلا أن الأذان يرفع خمس مرات في اليوم من المساجد، أولاها أذان الفجر حيث لا تفتح إلا متاجر قليلة أبوابها وفي الفترة الصباحية حتى الظهيرة يبقى السعوديون في بيوتهم تجنبا للحر، حتى صلاة الظهر ووقت الغذاء. وتتم الصلوات والمحال مغلقة لمدة نصف ساعة. وتغلق في الساعات التالية: 3 مساء و6.30 مساء و8 ليلا مما يؤدي لإحباط المشترين الذين يحاولون شراء ما يريدون وعادة ما يصلون إلى المحال بعد إغلاقها.
هذه الأوقات هي التي تزداد فيها الحركة والزحام ولهذا يشعر الكثيرون بالإحباط عندما يجدون المحال مغلقة. ولو بقيت المحال مفتوحة طوال اليوم، فسيمارس السعوديون حياتهم اليومية أسوة بما يقوم به جيرانهم في الإمارات العربية المتحدة حيث لا يوجد للشرطة الدينية سلطة على الحياة التجارية. كما سيزيد من حجم المبيعات لأصحاب المحال التجارية التي تحاول جذب المشترين في وقت ينمو فيه الاقتصاد ببطء ويفضل المستهلكون على شراء ما يريدون عبر الإنترنت.
وفي بيان لوزير التجارة السعودي ماجد القصبي، جاء فيه أن السماح للمحال التجارية ممارسة أعمالها طوال اليوم بدون انقطاع “سيساعد على توفير البضائع والخدمات للسكان على مدار الساعة وتحسين نوعية الحياة في المدن ويفتح آفاقا واسعة للقطاع الخاص للاستثمار وخلق فرص عمل”. وبالنسبة للمواطنين المحافظين، سينظرون إلى الخطوة الجديدة على أنها آخر هجوم على هوية البلد الإسلامية. فالصلاة من أركان الإسلام الخمسة وهي عادة ما توصف بأنها الصلة المباشرة بين العبد وربه.
وطالما ناقش رجال الدين أن فتح المحلات التجارية أثناء الصلاة غير جائز. وانتقدوا محاولات السماح بفتحها أثناء الصلاة على أنها محاولات لتغريب المجتمع السعودي. وقال الشيخ سعد الخثلان، المحاضر في الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: “يجب إغلاق المحال التجارية أثناء الصلاة” وذلك “لأن أصحاب هذه المحلات والزبائن عليهم الذهاب للصلاة في المسجد مع بقية المسلمين”.
ومع أن تأثير رجال الدين شهد تراجعا خلال العامين الماضيين حيث دفع محمد بن سلمان باتجاه تحرير المجتمع والإقتصاد وسمح للمرأة بقيادة السيارة ولدورالسينما. لكن إصلاح الإقتصاد وتحرير المجتمع حدثا جنبا إلى جنب مع تحول استبدادي بدا واضحا من عملية قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول العام الماضي.
وقال المحامي السعودي عبد الرحمن اللاحم في تغريدة “لا يوجد نص قانوني في السعودية يجبر المحال على إغلاق أبوابها أثناء الصلاة”. وتم تطبيق هذا من خلال الشرطة الدينية التي كانت تراقب تصرفات المرأة وزيها، إلا أن تأثيرها تراجع عندما جردها الملك سلمان من سلطتها عام 2015. وظلت معظم المحال تحترم المنع أثناء الصلاة مع أنها توقفت عن إخبار الزبائن على الاستعجال قبل إغلاق المحال للصلاة.
وطالما عبّر الناشطون والمعلقون وبحياء عن مواقف من إغلاق المحال أثناء الصلاة إلا أن الحديث زاد زخمه في الأشهر الأخيرة.
وقال مجلس الشورى الذي يعين الملك أعضاءه في آذار (مارس) إنهم يدرسون الفكرة. وقال القاضي السابق عيسى الغيث وعضو المجلس إن مقترحا لفتح تدريجي يسمح فيه للمحلات الأساسية مثل الصيدليات ومحطات الوقود أثناء الصلاة. ويمنح الإرتباك في السياسة لأصحاب المحال الفرصة للتجربة.