ماذا حدث بعد ذلك ؟!
إب نيوز ٢٨ يوليو
أمل المطهر
عام مر على تلك المجزرة المروعة التي أستهدف فيها العدو السعودي الأمريكي أطفال صغار في مدينة ضحيان لم تكتمل أحلامهم ولم تنمو أجسادهم ليتحملوا كل ماصب عليهم من حقد وغل أسود .
استهدفوا بقنبلة محرمة قطعتهم أشلاء متناثرة في الهواء .
أجساد ضعيفة غضة لم تكن بحاجة لذلك الحجم من الإستهداف الخبيث .
مازالت تلك المشاهد المؤلمة عالقة بذهني مازالت أصوات الأباء المفجوعين في فلذات أكبادهم تتردد على مسامعي.
(يوسف ياايوسف) صوت أب ممزوج بحرقة وفجيعة وألم تعجز عن حملها الجبال فكيف بالقلوب التي هي من لحم ودم .
لكن ماذا بعد كل هذا الوجع؟!! وهذه المجزرة ماذا بعدذلك هل توقفنا وظللنا نكابد أوجاعنا كما أراد لنا عدونا ؟
هل انكسرنا أو دفنا عزائمنا مع أجساد أولئك الصغار ؟
ماذا حدث بعد ذلك أيها العالم المنافق؟ !!!
أعتقد أن عدونا هو أكثر من يعلم ماذا حدث بعدها !!!
الذي حدث بعدها
هو أن تلك الأشلاء الصغيرة المتناثرة في الأرجاء وتلك الدماء التي سفكت ظلما وعدوانا صارت سيولاً جارفة وحمم متوقدة تلتهم الطغاة وتشحذ همم الرجال والنساء لأقتلاع ذلك الطغيان من جذوره بلا تهاون.
و بحجم ذلك الوجع و بكبر تلك الفاجعة صارت كل أرضنا متارس وكل خطوة جهاد وكل نظرة هدف وكل شهقة وزفرة وعيد وثبور.
الذي حدث أن تلك الدماء أصبحت وقوداً للصواريخ تقودها تطير معها بقوة حقها متجاوزة كل دفاعاتهم وتتفجر غضبا وإنتقام .
الذي حدث أن أرواحهم حلقت في سمائهم ومع كل طائرة مسيرة ترصدهم وترميهم بحجم فاجعة الرحيل والوجع ومع تعالي ضحكاتهم البريئة التي أصبحت ترافق الغيوم .
الذي حدث أن مفاجآتنا أصبحت تزورهم بين الحين والأخر لتذكرهم بجرمهم وتتوعدهم بالمزيد من الضربات الموجعة في عقر دارهم بكل أصرار وتحدي .
هذا ماحدث ومايحدث وما سيحدث بعد مجزرة ضحيان وبعد كل المجازر التي يرتكبونها وسيرتكبونها في حق أبناء الشعب اليمني البطل .
فلن يجدوا في قاموسنا مصطلح الأنكسار أو مجال لليأس أبدا .
فنحن شعب لاننام ولا يغمض لنا جفن وثأرنا مازال معلقا في رقابنا حتى ننتزع روح المعتدي من بين أضلاعه انتزاعا.
وهذا مايتجرعونه الأن من ضربات المسير والمجنح ومازلنا في بداية الطريق وصراخهم وعويلهم يزداد يوما بعد الآخر.
أما أطفال ضحيان فأصبحوا أيقونة التحدي والصمود وشموع تضيئ دربنا لنعرف كيف ومن أين نرميهم ونوجعهم ومازال لدينا المزيد .
والعاقبة للمتقين.