((مافائدة العقال والرأس على حواف الإنهيار ))

إب نيوز ٣٠ يوليو
بقلم/عفاف البعداني

كل الدلائل كانت تنص على أن العدوان لديه فيزيائية ماكرة تسقط الإنسانية في زاوية الدعم المادي،

وكل المقاييس الإعلامية واللوجستية والحربية والعالمية تدون أن العدوان السعودي يمتلك زئير الأسد في غابة متوحشة لايسكنها ذوي البشر ،
وكل الموازين رجحت كفة تلبيس الحرب بالتطبيع والدعم الخارجي.

وكل المعلومات دشنت أن اليمن سيحارب ويناضل لوحده وسيترك كما ترك يوسف في غياهب الجب.
” نسوا أن الجب هو من جعل من نبينا يوسف أميرا”ً.

ًوفعلاً ترك اليمن وبقى يحارب عام ويتليه ثلاث أعوام ولا من داعم ولامن متحدث.
ولكن في تزاحم الأعوام خالفنا المعلومات،
ونقضنا الموازيين واخترقنا المقاييس،
وكشفناعن مضمون الدلائل.

وفي الضفة الاخرى من الأحداث استمر العدوان واكتهل ظلاماً وزداد عمره في أرضنا أعواما .
ومضى نحبه في وطننا عابثاً وماشيا يتغنى على تسفيق التمويل والحلب الخارجي.

توهم أنه سيتحقق حلمه مع ضخامة العدة والعتاد
نسى أن الوهم أكبر صديق للرماد .
لم يدعو شيء إلا ودمروه وألحقو به مايلحقه فيضان بقرية ءامنة
وارخصوا الضحايا بأعزوفة الموت القاسية ، وبقيت هناك وهنا
أصوات تتفجر عيونا وتصرخ
بصوت مرتفع
ماذنبي!
وماجرمي !

ترتفع لتبحث عن محور العدالة في فراغات المجرمين
والعالم ومنظاماته
في ضخم الصمت
يبتلع الحقائق ويطوي مظلوميتنا في دقائق.

فالعالم في سبات الصمت،
والمنظمات في تنويم مغناطسي ،
والقوانين الدولية
أوردت في سجون الأشباح،
واستمر العدوان متكلاً على ذلك العالم والتمويل الأغبش .

ولكن ماذا عن اليمن هل بقي مقيد في تزاحم الوقائع ؟ أم أنه من
سيغير سير المعركة ؟

سأقول لكم:
مع بزوغ عقول عبقرية يمنية ، وتلاحم داخلي،
وثقافات تنسف الذل وتنبذ الضعف.

جافى اليمن العالم الصامت ولم يعد يركن إلى محطات المعونة في قطارات وسفن الإنتظار بل انتظر معونة إلهية تنزل من فيض السمآء .
وقرر أن يشتد عوده ويدرك حقيقة من حوله فالقريب خانه والبعيد باعه بثمن بخس.

قرر أن ينهض التاريخ ليخبر العالم مجددا أنه مقبرة للغزاة
وحديقة زهراء للعابرين الطيبين المشاة.
فبدأت أيامه الجليلية
فصنع وتطورت إمكانيته العسكرية، وتوسعت دائرة البحث عن خلايا المفسدين ،
وظهر بتصنيع حربي مغاير ،
ويقظة عتادية مفاجئة .

فما كان من العدوان إلا أن يفتح عينيه ملياً ويصحى على كابوس
” اليمن تشن صواريخ في عمق أراضي العدوان ”
فزع خائفًا
وقام مرتجفاً
وبات ناطقاً
ولاح مستبعداً
من شدة الهلع
أتدرون لماذا؟
لأنه فعلاً لم يكُ كابوس بل حقيقة على جناح الواقع .
فالصواريخ اليمنية
بدأت تزورهم ، وقوة عسكرية باتت ترصدهم ، وطائرات جوية وصلتهم
مخترقةً نظام النموسية الأباتروتية التي ظنوا أنها ستحميهم من الدفاع اليمني .

صحو بعد أن اكتهل حربهم وصار شيبًا يفتقد القدرة على المواصلة، ولكنه يابى الإعتراف بأنه أصبح عجوزا ظالمًا يرتجف خوفا باحثًا عن عكازة قوية من الدول والمنظمات والإعلام لاتكسر عودها اليمن ،
ليكمل طريق مشققًا ليس معبدا
لا يمشِ عليه إلا بطل يمني،
ولايخيط تشققاته إلا مفكر يمني.
ولكن أسفي على ذلك العجوز الذي ناله الإعوجاج ، وأشبعت فيه غرائز الخرف.
أسفي عليه وعلى ملكه الهاوي الذي ضحى به مقابل لحظة طائشة.

أسفي على شعبه الذين اولوه صلاحية الحكم.

أسفي عليه لأنه لم يعلم و يدرك بعد أن العكازة التي تحرك سير المعركة لاتستورد لامن بريطانيا ولا من الأمريكان .
لم يفقه أن العكازة التي تحدد سير المعركة هي
هي عكازة
الحقيقة ،والعدالة، والمظلومية،
وإلا فما فائدة العقال والرأس على حواف الإنهيار .
———————
#اتحاد كاتبات اليمن
#ضرب الطيران المسير

You might also like