عباس يعاني من “البطالة السياسية” وانحسار الاهتمام العربي والدولي فيلجأ مجددا الى “فزاعة” وقف التنسيق الامني ويعقد اجتماعا لبحثها ومراجعة العلاقات مع “اسرائيل”.. فهل يجرؤ هذه المرة؟ وهل سيوقف هذا التنسيق؟ وهل سينقل اسرائيل الى خانة العدو؟
إب نيوز 4 مايو
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يشعر بحالة من “البطالة” السياسية، وانحسار الاهتمام به والسلطة التي يتزعمها، ولذلك يلجأ بين الحين والآخر الى الاقدام على خطوات لجذب الاضواء، خاصة هذه الايام التي تشهد انهيار آخر حبل امل تعلق به، وهو المبادرة الفرنسية، التي لم يتردد بنيامن نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي في رفضها، وقبل ان تتبلور بنودها.
موضوع هذه الافتتاحية ليس المبادرة الفرنسية وتفاصيلها، ولاننا ندرك جيدا ان القضية الفلسطينية، وبفضل سياسات الرئيس عباس ومواقفه الرخوة جدا، خرجت من سلم الاولويات الدولية، وان بقيت ففي قاعه، وانما الاجتماع الذي عقده في مدينة رام الله مساء اليوم للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لبحث “اتخاذ اجراءات لاعادة تحديد العلاقات مع اسرائيل ووقف التنسيق الامني معها”.
العنوان “غريب”، و”مريب”، وغير مفهوم في الوقت نفسه، فما هو المقصود باعادة “تحديد” العلاقات مع “اسرائيل”؟ هل يعني نقلها من خانة “الصديق” او “الشريك” للسلطة الى خانة “العدو” المحتل على سبيل المثال؟ ثم هل يجرؤ الرئيس عباس على اعادة تعريف العلاقة من جديد، وهو الذي “يتحرق شوقا” لاستئناف المفاوضات؟
النقطة الاخرى تتعلق بـ”فزاعة” التنسيق الامني هذه، لا نعرف كم مرة سيعقد الرئيس عباس اجتماعات لوقف هذا التنسيق؟ فهناك اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني انعقد قبل ما يقرب من العام في رام الله ومن قبل اعضاء اختارهم من مريديه، واكد في قراراته على وقفه فورا، وهناك عدة اجتماعات للجنة التنفيذية، التي يرأسها، تنص على الشيء نفسه وتعطيه الضوء الاخضر لاتخاذ هذا القرار، فلماذا “التمحك” بهذه الفزاعة بين الحين والآخر؟
الرئيس عباس لن يوقف التنسيق الامني الذي يعتبره “مقدسا”، وهدية من الاسرائيليين للشعب الفلسطيني لا بد من شكرها واصحابها ليل نهار، وفي كل الصلوات، لانها تصب في “مصلحة هذا الشعب”، وهو، اي التنسيق، مطلب فلسطيني قبل ان يكون مطلبا اسرائيليا، وتصريحاته في هذا الخصوص موثقة لا تريد من يذّكر بها.
لا نلوم الرئيس عباس لدعوته الى مثل هذه الاجتماعات، واستخدامه هذه “الفزاعة” التي اسمها وقف التهديد الامني، وانما نلوم اعضاء اللجنة التنفيذية الذين يلبون هذه الدعوة، ويشاركون في هذه المسرحية المهزلة، التي بات الشعب الفلسطيني يصاب بالغثيان مجرد سماع اسمها، خاصة بعض الاعضاء الذين يملكون رصيدا وطنيا لا يمكن نكرانه او التشكيك فيه.
هناك مثل شعبي فلسطيني يلخص كل ذلك يقول “فالج لا تعالج”.
“راي اليوم”