صعدة .. عاصمة الرثاء !!

إب نيوز ٣١ يوليو
———————-
بقلم/ عفاف البعداني

يالا……هولي من شبح الظلام في لون أسحمي بطليعة ضوء النهار،
لاترويه إلا الدماء ،
ولا تشبع مروءته
إلا أجساد متفحمة في صالة الحساء .

يحسده إبليس لتطوره ويستودعه زخات حربية يضعها في كؤوس شعوب العرب .

يالا…..هولي من وحوش كاسرة تقذف بطرق الآمنين ،العابرين
صواريخ تشقق الطرقات إلى نصفين ، نصف يجتحف الجسد والنصف الآخر معه الرأس.

والعالم مستمتع لهذه المشاهد التي تبعث لمشاعر الكبار ومعهم الصغار الف مشنقة.

مستمتع في ذائقة رعبية قاسية.
وكأننا في مسرحية ستنتهي بعد دقائق ويخرج ممثليها أحياء وتنتهي مأساتنا الحاصلة بالبث المباشر كما سمعناهم يقولون
“أفعى تقتل سمكة لتنقذها من الغرق”

كم طال عناءك
ياوطني !
وكم توالت الضربات ليتم
تسقيف وتصعيد الحرب والعناء في صعدة “عاصمة الرثاء ”
فمن مجزرة إلى مجزرة تساق بلطف سرابي..
ومن اسم لمسمى
تقصف لغرض عدائي…
عجبي كم طال صبرك
وكم لاح ذكرك
في سيرة العابرين أنتي المقصدوة،
وفي حديث المجاهدين أنتي المعنية
وفي عيون المشردين أنتي الموعودة .

لم أعرفك ولم اعرف تضاريسك الجمالية
ولم أزورك وإنما سمعت تراتيلك من المارين ومن الصحف والكاتبين .
ولكني أقف الان
وقفة متلهف بأفكار شاغرة لا أعرف جبالك وجسورك وشعوبك وحصونك.
أود أن أطل على مدارسك التي كانت وأصبحت….
أعرف” سقوفات متراكمة” .

أود أن أعرف أي قلب تمتلكين
ياصعدة الثائرة
حتى طغى عليك
هذا التكالب بكله !
أي كتب تمتليكها
حتى يدفنك النسيان!
بأي قلم تكتبين !
وبأي بنان تمسكين!

أريد أن أعرف
ماذنبك!
ألأنك تملكين جبال شاهقة قوية !

أم لأن أهاليكي يمحملون نسل العقول الفذة التي غيرت مسار النهر من الفرات إلى دجلة.

مالذي يجوب في خاطرك حتى يستهلك الكبت من أوسع أبوابه.

تحدثي ياصعدة وحلقي من عمق الكسور وأعلمي أننا سنتقاسم بالأجنحة.
تحدثي:
لاتصمتك
العداءات
تحدثي:
وأخبرينا فنحن لسنا من الغرباء المتسلقين،
نحن نستظل بمظلة واحدة تزينها كلمة
وطن.
سنتقاسم الوجع
ياصعدة
وياتعز
ويامأرب
وياعدن
وياكل أنحاء الوطن
أما أنتي :
ياصعدة حتمًا
سيصل وجعك لدكتور أمين لدية خبرة في مواجهة المجرمين.

لذا صبراً
ولوذي بالصبر مرارًا وتكراراً باعاصمة الرثاء.
اكتسي
من فنون الراضين
حمداً تواجهين به قدر السمآء
ضمدي الجراح ياصعدة واخرجي بزي بيضاوي يعكس اسمرار حزنك الأسود ، لاتبدي خفوقاتك فنحن تعودنا أن تكون بوجه الشحوب ثائرة.

ودعي ضحاياك بابتسامة تكسر شوق المنتظرين لدموعك الغساقة .
ودي ضحايك
في أليم بثقة وداع
أم موسى لوليدها.

وليفعل العالم
ماشاء ستظلي ثائرة
ولو كثرت بعيونك
معازيم الرثاء وأحزانك دعيها جانباً في الخفاء.

You might also like