مخاضات ما قبل النصر ؟
إب نيوز ٣١ يوليو
عبدالفتاح علي البنوس
تشير كل المعطيات والمستجدات الميدانية والسجالات السياسية والتحركات والمواقف الدولية تجاه الأزمة اليمنية والعدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني برا وبحرا وجوا إلى أن الفرج بات وشيكا جدا وأن قوى العدوان وصلت إلى حالة من اليأس والإحباط بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، أربع سنوات من الخراب والدمار والقتل والتنكيل، أربع سنوات من الخسائر البشرية والمادية التي تكبدوها وأهدروها في حربهم العبثية وإجرامهم الوحشي تجاه الشعب اليمني، وصاروا على قناعة بأنهم لن يخرجوا من مستنقع اليم بأي انتصار أو إنجاز يذكر ، خصوصا بعد أن تغيرت موازين القوى ومعادلة الصراع وبات أبطال الجيش واللجان الشعبية أصحاب المبادرة في شن العمليات الهجومية ضد المطارات والمنشآت الحيوية السعودية بواسطة الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة ..
الإمارات أعلنت بصورة غير مباشرة انسحابها من عدد من الجبهات في الساحل الغربي وذهبت لتحريك أذنابها لإكمال المهمة وذلك حفاظا على اقتصادهم الهش ودولتهم الزجاجية المهددة بالانهيار والسقوط مع سقوط أول صاروخ أو شن الطيران المسيَّر غاراته على دبي وأبو ظبي،حيث وجد حاكم دبي محمد بن راشد نفسه مضطرا للحديث عن ضرورة ايقاف الحماقة الإماراتية في اليمن، و إعلان الانسحاب من التحالف السلولي اليوم قبل الغد، لتفادي البأس اليماني الشديد الذي يحوم حولهم خصوصا بعد أن شاهدوا التطور النوعي لسلاح الجو المسيَّر والعمليات المكثفة التي يقوم بها في أبها وعسير ونجران وجيزان ، وزادهم معرض الرئيس الشهيد صالح الصماد رعبا وخوفا، حيث أدركوا أن الدائرة تدور عليهم وأن قاصف 2k وصماد 3 ومعهما البالستي قدس 1باتت على شوق ولهفة لزيارة دبي وأبوظبي ، فكان الخيار المناورة بالانسحاب من أجل حماية مصالحهم والحيلولة دون سقوط دولتهم وانهيار اقتصادهم، وبات الإماراتيون يبحثون عن وسطاء للخروج من هذا المستنقع الذي أقحموا أنفسهم فيه بكل سخف و غباء..
وعلى الطرف الآخر لا يزال المهفوف السعودي يتظاهر بالقوة والغطرسة رافضا الاعتراف بفشله الذريع وهزيمته الساحقة الماحقة التي تكبدوها طيلة السنوات والأيام والشهور التي مضت من عمر العدوان، ويحاول بائسا التغطية على الضربات الموجعة التي ينفذها سلاح الجو المسير اليمني ، والتي لم يعد يمتلك القدرة على انكارها في ظل وجود الأقمار الصناعية التي توثق هذه العمليات وتفضح كذب ودجل آل سعود، وبالرغم من الكِبر والعنجهية السعودية إلا أن تواصل العمليات داخل العمق السعودي البرية منها والجوية دفعت بهم للذهاب للاستنجاد بروسيا للتدخل ولعب دور الوسيط ، بهدف إخراجهم من المأزق اليمني الذي أوقعوا أنفسهم فيه، على اعتبار أن روسيا طرف غير مشارك في العدوان وأن أي وساطة أو مبادرة تأتي عبرها ستحظى بالنقاش والأخذ والرد من قبل القوى الوطنية، وقد تحظى بالموافقة ، خصوصا إذا ما اتسمت بالعقلانية والمنطقية..
ويبدو أن زيارة رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبدالسلام لروسيا تلبية لدعوة تلقاها من الخارجية الروسية تندرج في هذا السياق، وهي خطوة إيجابية حتى ولو جاءت متأخرة ، فنحن في اليمن لم نذهب للحرب، ولسنا معها ولا نحبذها ولا نريدها وليست في مصلحتنا على الإطلاق، ولكنها للأسف فرضت علينا قسرا ولم نجد من سبيل غير الرد على العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني، دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة، ورغم كل التنازلات التي قدمها المجلس السياسي والحكومة والبرلمان عبر الوفد الوطني المفاوض في مختلف جولات المفاوضات إلا أن قوى العدوان أصرت على التأزيم وتمسكت بخيار الحسم العسكري معتمدة على أمريكا وترسانتها المسلحة وثروتها المالية والنفطية، لكن مشيئة الله كانت الغالبة ، فنكَّس رايتهم وكسر شوكتهم وأذاقهم الخزي والهزيمة، فعادوا يستجدون السلام ويبحثون عن وساطات تحفظ لهم ما تبقى من ماء وجوههم ..
بالمختصر المفيد: هذه المخاضات تؤكد وبما لا يدع أي مجال للشك أن النصر بات وشيكا وأن العدو المتغطرس المغرور على وشك أن يعلن استسلامه ويعترف بهزيمته ويستعد لجمع أغراضه وحزم حقائبه استعدادا للرحيل من اليمن ، بعد أن يتعهد بإصلاح ما أفسده ، وتعمير ما هدمه ، وجبر ضرر كل من طالهم ضرره ، ولن يكون اليمن إلا لليمنيين، ولن يقبلوا بالوصاية والتبعية لأحد ، وحينها سيعمل كل الشرفاء والمخلصين على تجاوز ملفات الماضي والشروع في بناء الدولة وفق الرؤية الوطنية والمشروع الوطني الذي أعلن عنه الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.