شرعية التهجير والاحتلال الحقير ..

 

إب نيوز ٤ اغسطس

كتبت / بلقيس علي السلطان

لا يختلف اثنان في كون اليمن وطن واحد رغم المحاولات الأزلية لتشطيره وتقسيم أوصاله ، إلا أن وحدة الشعب وتآخيهم كانت أقوى من تلكم المحاولات الفاشلة .

إنه وطن واحد متناسق في أجواءه وشؤونه فإذا جاء الصيف فعليك بصنعاء ذات الأجواء المعتدلة والعاصمة السياسية والتاريخية ، وإذا أردت حمامات طبيعية للعلاج فعليك بالحديدة وللعيد فيها طعمٌ أخر، وإذا جاء الشتاء فعليك بعدن ثغر اليمن ودرته الثمينة ، وإذا أردت المنظر البديع والإخضرار الجميل فعليك بإب ، وعليك بحضرموت والمهرة وغيرها كلٌ له طابع يشدك ويأسرك لزيارته وهكذا هي بلادنا الموحدة .

كانت عدن تدعى بثغر اليمن الباسم ، لكن البعض لم يرق له ذلك فعمل جاهدا على سلب ابتسامتها ؛ بل وسلب ابتسامة من يقطن فيها ، لأن من عاش في الجنوب لم يكترث للاتجاهات بأن هذا وذلك شمال ، وماكان يهمه هو أنه في وطنه وبين أهله فأسس له حياة وبيت وأسرة على ترابها دون أن يعلم ما تخفيه له الأيام؛ بل ماتخفيه قوى الإحتلال البغيظة .

لقد كان ديدن قوى الإحتلال ومرتزقتهم عندما يتلقون ضربة موجعة أن يصبوا غضبهم على المواطنيين المستضعفين والبحث عن أحقر الوسائل لإطفاء نار حقدهم وهزيمتهم ، سواءً كان ذلك بقصف الأبرياء وسفك دماءهم ، أم بالوسيلة الأخيرة التي قاموا بها بعد أن تلقوا ضربة موجعة من القوة الصاروخية في معسكر الجلاء وكذلك الكشف عن الصاروخ الجديد بركان 3 ، وهذه الوسيلة هي التهجير القصري لأبناء الشمال وسلب ممتلكاتهم دون أي ذنب اقترفوه سوى أنهم ينتمون إلى الأماكن التي يتلقى منها العدوان الصفعات الموجعة .

لا يخفى على المتتبع لأسلوب التهجير في عدن لأبناء المناطق الشمالية ، بأنها نفس السياسة الصهوينية التي تعمل على تهجير الفلسطينيين من بيوتهم وجرفها بالجرافات عندما يتلقون ضربة موجعه من أبناءهم المجاهدين والمقاومين للإحتلال الصهيوني .
نعم إنها نفس الوسيلة من نفس العملاء طالما وأن سياستهم واحدة وبأنهم يدينون بالولاء للشيطان الأكبر وربيبتها إسرائيل ، كيف لا وأولئك الذين يدينون بالولاء للصهاينة وعملاءهم من ملوك الخليج هم في أنفسهم مهاجرين ووجب على ملوك الرمال تهجيرهم قصريا لكي يلقوا عقابهم العادل من أبناء شعبهم الذين يعانون الأمّرين بسبب غباءهم وعمالتهم وشرعيتهم الهشة .

بقي القول لأبناء اليمن المهجرين قصرا بأن لا تخافوا ولاتحزنوا ، وبأنكم ستعودون إلى بيوتكم معززين فاتحين منصورين ، وبأن هذه الأعمال التي يقوم بها المحتلون ومرتزقتهم ستعود بالوبال عليهم ، وبأنها الحيلة الأخيرة لمن لا حيلة له سوى التسلط على الأبرياء وإبراز قوته عليهم، ولو كانوا رجال حقيقيين لبرزوا في الجبهات ، لكن الحقارة الصهيونية تجري في دمائهم ووجب قطع أوردتهم لكي تخرج تلك الحقارة ويعودون إلى رشدهم ، والنصر قادم لا محالة وماذلك على الله بعزيز

You might also like