تقرير اسرائيلي: لهذه الأسباب انسحبت الإمارات من اليمن..
إب نيوز ٥ اغسطس
خلال شهر تموز/ يوليو الفائت، أعلنت الإمارات عملية اعادة انتشار لقواتها في اليمن، وسحبت ما يقارب 75% من قواتها في الأماكن التي تتمركز فيها في هذا البلد، ما فتح باب التكهنات حول وجود خلافات مع السعودية، الحليف الرئيسي في العدوان على الشعب اليمني.
وبحسب تقرير بحثي “إسرائيلي”، فإن هناك ثلاثة دوافع رئيسية خلف قرار الإمارات بسحب قواتها من اليمن، في مقدمتها تقليص الانعكاسات السلبية لأية مواجهة عسكرية يمكن أن تندلع بين أمريكا وإيران، والدافع الثاني هو وجود خلافات مع السعودية، أما الدافع الثالث فهو محاولة وقف تدهور سمعة الإمارات التي تراجعت نتيجة تدخلها في ليبيا واليمن والسودان.
وأشار التقرير الذي أعدّه الباحث “جيمس دوسر” ونشره “مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية”، التابع لجامعة “بارإيلان”، ثاني أكبر الجامعات الصهيونية، إلى أن حكام الإمارات انطلقوا في قراراهم من فرضية بأن السعودية وبلادهم ستكون ساحة مواجهة رئيسية لأي حرب محتملة بين واشنطن وطهران.
وأوضح التقرير أن هناك تباينا واضحا في سلم الأولويات بين السعودية والإمارات في كل ما يتعلق بالسياسة تجاه اليمن؛ ففيما تركز السعودية على مواجهة حركة أنصار الله في الشمال، ومحاولة ردعها عن مواصلة استهداف عمقها انطلاقا من الحدود، فإن الإمارات تسعي بشكل واضح إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، وتعمل على استهداف المجموعات المرتبطة بـ”الإخوان المسلمين” في الجنوب.
التقرير لفت إلى أن أوضح مظاهر الخلاف بين الرياض وأبوظبي يتمثل في رفض الأخيرة انتقاد إيران وتحميلها المسؤولية عن استهداف حاملات النفط، التي تعرضت لاعتداءات في الخليج خلال الشهرين الأخيرين.
ولفت التقرير إلى أن الانسحاب الإماراتي جعل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الأكثر تحمسا لمواصلة الحرب في اليمن، وبات مكشوفا أمام المجتمع الدولي، واستحضر في هذا السياق، مراسلات سفير الإمارات النافذ في واشنطن “يوسف العتيبة”، المسربة، التي تحدّثت عن أن الإمارات تعمد إلى استغلال نفوذها داخل السعودية في تحقيق مصالحها الإقليمية، موضحاً أن “العتيبة” وصف القيادة السعودية بـ”البلهاء”.
المركز أشار إلى أنه على الرغم من أن الانسحاب من اليمن دفع بالخلاف بين الإمارات والسعودية إلى السطح، إلا أن نظامي الحكم في أبوظبي والرياض مضطران للعمل سويا، وهذا ما سيوجب عليهما إدارة هذه الخلافات.
وأكد أن أهم العوامل التي تضمن بقاء التحالف الإماراتي السعودي تتمثل في هدفهما المشترك في محاولة الحفاظ على الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، ولا سيما في ظل الثورات الشعبية المدنية، التي تعكس احتجاج الجماهير العربية على الواقع السياسي القائم.
وأضاف أن قيادة كل من محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، تيار الثورة المضادة، يرجع إلى رغبتهما في تصميم المنطقة وفق مزاجيهما.
قرار الانسحاب ارتبط أيضا بإدراك حكام الإمارات أن دعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليس كافيا لتحصينهم من الانتقادات، بشأن استهداف مدنيين في اليمن، والتي أفضت إلى تدمير سمعة نظام حكمهم. ومن ثم، فإن القرار ربما جاء للإفلات من المطالب بفرض حظر دولي على تزويد السلاح للدول المشاركة في الحرب على اليمن، وفي مقدمتهم الإمارات والسعودية.
الإمارات دعمت قوات خليفة حفتر في ليبيا بأسلحة اشترتها من واشنطن
ويتابع التقرير: “ما فاقم الوضع، أن قوات الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، المدعومة إماراتياً، مسؤولة عن قصف مأوى للمهاجرين الأفارقة، والذي أسفر عن مقتل 40 شخصا وجرح 80 آخرين؛ بالإضافة إلى حصول واشنطن على أدلة تؤكد أن هذه القوات مزودة بأسلحة استوردتها الإمارات من أمريكا، وهذا ما دفع السيناتور الديموقراطي سيد روبرت، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، للمطالبة بالتوقف عن تزويد الإمارات بالسلاح، في حال ثبت أنها بالفعل قامت بتزويد حفتر بسلاح أمريكي”.
وأوضح التقرير أن قرار الانسحاب لا يعد انقلابا على توجهات الإمارات، موضحا أنها حرصت على الانسحاب بعد أن قامت بتدريب وإعداد قوات محلية مستعدة لتنفيذ تعليماتها.
ولفت إلى أن الإمارات لم تسحب كل قواتها، فهي ما زالت تحتفظ بقاعدة كبيرة في مدينة المكلا.