التصدع يضرب حزب العدالة والتنمية.. أوغلو وأردوغان يفترقان
التصدع يضرب حزب العدالة والتنمية.. أوغلو وأردوغان يفترقان
إسطنبول ـ وسائل إعلام ووكالات: إب نيوز 5مايو 2016
التماسك الذي فاخر به حزب العدالة والتنمية منذ وصوله إلى السلطة في طريقه إلى أن يصبح جزءا من الماضي على الأرجح عقب تفاقم الخلاف بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو الذي لوح بالتنحي عن منصبه ردا على اتهامات بالخيانة أطلقها مقربون من أردوغان طفت ومن المنتظر أن أن رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو سيعقد مؤتمرا صحفيا الخميس، عقب أن يترأس اجتماعا لمجلس إدارة حزب “العدالة والتنمية”.
إلى هذا من المرجح أن يعقد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مؤتمرا طارئا في الاسابيع المقبلة، بحسب ما ذكرت قناتا “سي أن أن تورك” و”أن تي في” الأربعاء، وذلك بعد ساعات من نشر تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو يفكر في الاستقالة في ظل وجود صراع على السلطة مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وخلافات بشأن تعديلات مقررة على الدستور يعطي الرئيس التركي صلاحيات اضافية.
واجتمع داود أوغلو مساء الاربعاء بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتسعين دقيقة وسط معلومات عن تباين بين الزعيمين، وسيعقد مؤتمرا صحافيا الخميس بعيد اجتماع اللجنة المركزية التنفيذية للحزب، بحسب ما اوردت وكالة انباء الأناضول الرسمية.
وهناك عرف في حزب العدالة والتنمية، بأن منصبي رئيس الحزب ورئيس الحكومة يذهبان للشخص نفسه.
وأفادت تقارير بأن اللجنة التنفيذية ستتخذ قرارا رسميا بشأن عقد المؤتمر الاستثنائي الذي من شأنه أن يؤدي إلى اختيار رئيس جديد للحزب.
وقال المعلق التركي البارز عبد القادر سيلفي، الذي يكتب في صحيفة “حرييت”، في حديث لقناة “سي أن أن تورك” إنه وفقا لمعلوماته فإن داود أوغلو لن يكون مرشحا لقيادة الحزب في المؤتمر.
وفي حال أصبح الأمر واقعا، فإن ذلك يعني أن تركيا تتجه إلى تغيير رئيس الوزراء في وقت تنفذ فيه أنقرة اتفاقا رئيسيا حول اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي وتقاتل الأكراد والمتشددن الإسلاميين في الوقت نفسه.
وقد دافع رئيس الوزراء عن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق اللاجئين، في حين أن أردوغان لم يبد اهتماما كبيرا بالاتفاق.
وكان داود أوغلو قد قال إنه ليس هناك حاجة للتسرع في حملة أردوغان لإنشاء نظام رئاسي في تركيا.
وقد اختلف داود أوغلو مع أردوغان أيضا حول ما إذا كان ينبغي احتجاز صحافيين قبل المحاكمة.
كما رأى معلقون أن قرار اللجنة التنفيذية في حزب العدالة والتنمية الأسبوع الماضي بإلغاء صلاحية داود أوغلو تعيين مسؤولي الحزب في الأقاليم، بمثابة ضربة قاسية لسلطة رئيس الوزراء.
والخليفتان المحتملان لداود أوغلو مقربان من أردوغان منذ فترة طويلة، وهما وزير النقل بينالي يلديريم، ووزير الطاقة الشاب بيرات البيرق (38 عاما) المتزوج من إسراء الابنة الكبرى للرئيس.
ويمسك الرئيس رجب طيب اردوغان ورئيس وزرائه احمد داود اوغلو بزمام الامور في تركيا التي تشهد اوضاعا صعبة لكن الانقسامات بدات تظهر في صفوف هذا الثنائي الذي يبدو ان مستقبله بات غير مؤكد.
عندما انتخب رئيسا للبلاد في اب/اغسطس 2014 بعد ثلاث ولايات رئيسا للوزراء، عين اردوغان خلفا له المواظب داود اوغلو وزير الخارجية السابق، ما دفع بكثيرين الى الرهان على سلاسة انقياده.
لكن هذا الاكاديمي اكتسب تدريجيا مكانة على الساحة السياسية التركية، وتحول الى خطيب مفوه ومفاوض في الاسابيع الاخيرة على اتفاق مع بروكسل حول المهاجرين ينبغي ان يحقق لتركيا مكسبا تاريخيا يعفي مواطنيها من تأشيرة دخول الى فضاء شنغن.
والاسبوع الماضي، قررت قيادة حزب العدالة والتنمية ان تسحب من رئيسها داود اوغلو صلاحيات تعيين مسؤولي الحزب في المحافظات والمناطق. وينظر الى هذا القرار باعتباره اول ضربة في حملة هدفها تجريده من سلطاته.
وداود اوغلو الرئيس الرسمي لحزب العدالة والتنمية لكن اردوغان الذي من المفترض ان يكون فوق اي طرف كرئيس للدولة، لديه الكثير من الاتباع في هذا الحزب الذي اسسه العام 2001.
وقال التر توران، استاذ العلوم السياسية في جامعة بيلجي في اسطنبول “هناك احتمالات تصادم قد تكون بدات فعلا” مضيفا لفرانس برس “من الواضح انهما سياسيان طموحان. وبالتالي، فان هناك سببا كافيا للاعتقاد بوجود صراع كبير على السلطة داخل الحزب الحاكم”.
هناك كثير من الخلفاء المحتملين لداود اوغلو بينهم اسمان تذكرهما الصحافة بشكل منتظم هما بينالي يلديريم الرفيق القديم لاردوغان ووزير النقل حاليا، وبيرات البيرق وزير الطاقة وصهر رئيس الدولة.
قرار تقليص صلاحيات داود اوغلو الذي اتخذته في 29 نيسان/أبريل اللجنة التنفيذية في حزب العدالة والتنمية يشكل، بالنسبة للعديد من المراقبين، نقطة تحول في تاريخ الحزب الذي يتباهى بتماسكه ووحدته منذ وصوله الى السلطة في عام 2002.
وتابع توران ان “الحزب نجح حتى الآن في عدم السماح لخلافات داخلية ان تتحول الى صراع على السلطة” مشيرا الى ان لتركيا تاريخ طويل من الصراع بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء منذ رئاسة تورغوت اوزال عام 1989.
ومن الممكن ان تؤدي زعزعة حزب العدالة والتنمية الذي يحكم دون شريك منذ عام 2002، الى عواقب اوسع نطاقا في تركيا التي تواجه عدة ازمات مثل تهديدات الجهاديين واستئناف النزاع الكردي والحرب في سوريا وتدفق اللاجئين.
وكتب عبد القادر سيلوي الخبير في شؤون حزب العدالة والتنمية في صحيفة حرييت ان “التطورات داخل حزب العدالة والتنمية تؤثر بشكل مؤكد في مستقبل البلاد”.
لكن مسؤولين اتراكا يرفضون الحديث حتى الان عن اي توتر بين اردوغان وداود اوغلو. ونفى المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جيليك ان تكون هناك “ازمة”، مؤكدا ان قرار اللجنة التنفيذية هو خطوة “تقنية” بموافقة رئيس الحكومة.
ومنذ انتخابه رئيسا للبلاد في اب/اغسطس 2014، لا يخفي اردوغان طموحه لتغيير الدستور لاستحداث نظام رئاسي. ويؤيد داود اوغلو المشروع علنا لكنه لا يبدو مستعجلا لتنفيذه.
والثلاثاء، قال داود اوغلو للمرة الاولى ردا على مزاعم حول توتر بين الرجلين “مهما كان الشقاق الذي يحاول البعض بثه، وبغض النظر عما يكتبه البعض، فانا لا اخاف سوى الله”.
وكان اسماعيل كهرمان رئيس البرلمان المقرب من اردوغان، قال مؤخرا ان “سيارة يقودها سائقان لا يمكن ان تتحرك الى الامام من دون اصطدام. سيقع الحادث حتما”.