إقتحــــامُ العمالقة كذبةُ أبريل.. ذرائعُ مفضوحةٌ لقوى العُـدْوَان للهروب من استحقاق السلام.

 

إب نيوز 5 مايو

بعدَ أن فشل وفدُ قوى العُـدْوَان المشارِكُ في محادثات الكويت في التعاطي الإيْجَابي مع خيارات السلام لا الاستسلام، كما كان يتوقع، ووجد نفسه أَمَــام مواجهة نداً يحمل رؤيةَ سلام أصابته بالارتباك، فاستعان بالزيف الملفّق والذرائع المفضوحة لتعليق مشاركته في المحادثات، مدعياً تعرض لواء العمالقة للاقتحام في محافظة عمران الذي تعيش استقراراً أمنياً وعسكرياً غير مسبوق في تَأريخها.. إِلَـى التفاصيل: ـ

اصطدم وفد الرياض بصواب وعقلانية ومرونة الرؤية المقدمة من قبل وفد القوى الوطنية في محادثات الكويت للحل السياسي، فسارع إِلَـى البحث عن الذرائع والحجج الواهية بقصد إعاقة المحادثات، ولكن وفد الرياض الفاقد لأي قرار سياسي أثبت للجولة الثالثة من محادثات السلام في الكويت بعد بيان وجنيف أنه مجرد أداة من أَدْوَات العُـدْوَان، اختلق كذبة ابريل للتهرب من المحادثات معلقاً مشاركته في المحادثات التي تجري برعاية الأُمَــم المتحدة احتجاجاً وفق زعمِه على تعرُّض لواء العمالقة الواقع في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران للاقتحام، معتبراً ذلك خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، متناسياً أن عمران مستقرة ولا يوجد فيها أية عمليات عسكرية.

ادعاءات وفد الرياض وأَدْوَات العُـدْوَان في المحادثات سَرعانَ ما سقطت وانكشفت أَهْدَافها التي تؤكد الانهزامية السياسية لتلك الأَدْوَات فاللواء 29 ميكا “العمالقة” لم يتعرض لأي اقتحام من أي طرف على مدى الأيام الماضية ولا يزال مرابطاً في كافة مواقعِه التي استهدفها العُـدْوَان السعودي عدة مرات، رغم التزام اللواء بالحياد وإعْــلَانه عدم الانحياز لأي طرف من الأَطْـرَاف إلّا أن مرتزقة الرياض تسوق الوهم للعدو السعودي الأَمريكي بأنها لا تزال تحتفظ بالكثير من مصادر القوة وأن شرعية نزلاء الرياض لا تستمد من القرار الدولي 2216 بل إن لديها الكثيرَ من الأَنْصَـار في عدة محافظات.

دُعاةُ حربٍ لا سلام

وكون المحادثات التي تجريها الأُمَــم المتحدة من أجل إحلال السلام تحولت إِلَـى محطات انكشاف لأَدْوَات العُـدْوَان، فإن الجولة الحالية من المحادثات كشفت بوضوح مدى حالة التخبط والارتباك التي تعيشها تلك الأَدْوَات، فتارة تتظاهر بأنها الطرف المسئول عن تنفيذ وقف إطلاق النار في مختلف الجبهات لتَأكيد حضورها الوهمي على الأَرْض حتى في جبهات القتال التي تقودها التيارات المتطرفة والمتشددة، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه تلجأ إِلَـى الادعاء والزيف والتضليل وعكس الحقائق لإقناع الأَطْـرَاف الدولية بشرعيته من لاشرعية له، فقبل إعْــلَان وفد نزلاء فنادق الرياض تعليق المشاركة في المحادثات بعث الرئيس المستقيل والمنتهية ولايته عَبدربه منصور هادي رسالة احتجاجية إِلَـى الأُمَــم المتحدة اتهم الجيش واللجان الشعبية في محافظة تعز باختراق اتفاق وقف إطلاق النار، في محاولة لتغطية الخروقات التي تقوم به المليشيات المتطرفة التي تعيش حالة صراعية مع هادي وحكومته؛ بسبب الدعم المالي الموجه تجاه مليشيات حزب الإصلاح ومرتزقة العُـدْوَان التي تلقت كميات كبيرة من الأسلحة خلال الأسابيع الماضية من قبل طيران العدو السعودي الأَمريكي الذي نفذ عدة إنزالات جوية لدعم المرتزقة في حيفان وبني حمّاد والتربة وغيرها، بالإضَافَة إِلَـى وصول تعزيزات عسكرية براً قادمة من عدن لعدد من جبهات المرتزقة، بالإضَافَة إِلَـى انتشار عدد من البوارج والزوارق الحربية التابعة للتحالف المعادي خلال الأيام الماضية في المياه الإقليمية الـيَـمَـنية وإعَادَة تموضعها في سواحل منطقة المخاء غرب مدينة تعز وبالقرب من منطقة باب المندب والمناطق الغربية للسواحل الـيَـمَـنية.

تلك الاستعدادات وغيرها كوصول تعزيزات عسكرية إِلَـى مأرب قادمة من الوديعة وتعزيزات أُخْـرَى وصلت معسكر تداوين ومحاولات إعَادَة التموضع في عدد من جبهات القتال وفي حدود التماس تكشف عن عدم وجود نوايا إيْجَابية لمرتزقة الرياض في الجنوح للسلم وسعيهم تحت مظلة السلام إِلَـى إعَادَة ترتيب أَوْرَاقهم المبعثرة في الجبهات المختلفة واستعدادهم لجولة جديدة من الصراع.

 

أَكْــثَـرُ من فشلٍ

أَكْــثَـر من فشل دفع وفد قوى العُـدْوَان إِلَـى التهرب من استحقاقات السلام فإلى جانب الفشل العسكري وعدم امتلاكهم ورقة قوية تعرض الوفد لفشل ديبلوماسي كبير بعد أن نجح وفد القوى الوطنية بتصحيح المعلومات المغلوطة التي سوقها العُـدْوَان وأَدْوَاته لتجيير العالم ضد الشعب الـيَـمَـني من خلال لقاءاته النشطة مع سفراء مختلف دول العالم على هامش مشاركته في المحادثات وتَأكيد تمسك وفد القوى الوطنية بالسلام كخيار للحل الشامل ووقف نزيف الدم الـيَـمَـني.

أما الفشل الآخر وهو ميداني فأَدْوَات الرياض بعد أن فشلوا في تسجيل أي اختراق جديد في الجبهات في ظل تجاوز عدد خروقات اتفاق وقف إطلاق النار الـ 4 آلاف خرق وَالتنفيذ 33 محاولة تقدم “زحوفات”، ومهاجمة عدد من الجبهات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية وفق احصائية رسمية، كما حدث أثناء محادثات بيال السويسرية شرقي العاصمة صنعاء وفي الجوف في ظل إصْــرَار وفد القوى الوطنية على حتمية وقف إطلاق النار بشكل كامل للبدء بحوار جاد وفاعل لإخْرَاج الـيَـمَـن مما هو فيه ورفع الحصار والاتفاق على وطن يتسع للجميع وليس حكراً لأي طرف، عمدوا على إعاقة المحادثات التي كانوا يظنونها مسرحية استلام وتسليم على غرار ما حدث في مدينة المدينة محافظة حضرموت فلجأوا إِلَـى الشائعات السوداء لتسويقها دولياً متناسين أن العالم أَصْـبَح قريةً واحدة ولا يخفي فيها شيء.

وفد إعْـلَامي يزور العمالقة

بعد يومٍ واحدٍ من تعليق وفد نزلاء فنادق الرياض مشاركته في المحادثات زار وفد إعْـلَامي مكون من عدد من وسائل الإعْـلَام، ومنها قناتا الـيَـمَـن وقناة المسيرة مقر اللواء 29 ميكا العمالقة، وكشف في الصوت والصورة زيف وفد الرياض وعبّر منتسبو اللواء عن استغرابهم من الحملة الإعْـلَامية الكاذبة التي تداولتها وسائل إعْـلَام العُـدْوَان، مؤكدين ثباتهم في مواقعهم العسكرية للقيام بواجبهم الوطني، وحمل منتسبو لواء العمالقة من ضباط وصف وجنود حكومة فنادق الرياض من أي استهداف قد يتعرضون له من قبل طيران العُـدْوَان، معتبرين الحملة الكاذبة إساءةً بالغة للواء وكافة منسبيه ومحاولة إقحام اللواء في الصراع واستكمال عملية الاستهداف التي تعرض لها من قبل الطيران السعودي الغاشم منذ بدأ العُـدْوَان رغم حيادية اللواء وأدواره الوطنية المشهودة وتَأريخه العسكري الكبير.

مراقبون لم يستعدوا أن تكون الشائعات المفضوحة التي استهدفت لواء العمالقة في حرف سفيان محاولة انتقامية للمرتزقة الرياض من اللواء الذي التزم الحياد اثناء مواجهات حاشد عام 2013.

 

ناطقُ الجيش: مزاعمُ كاذبة

الناطق الرسمي للقوات المسلحة والأمن العميد الركن شرف غالب لقمان أكد في أول رد له على ادعاءات قوى العُـدْوَان أن هناك خروقاتٍ لوقف إطلاق النار في لواء العمالقة أن محافظة عمران ليست مسرحاً للعمليات العسكرية وعلى تلك القوى، واتهم لقمان قوى العُـدْوَان تَضليل العالم بمعلومات خاطئة ومضحكة، وأَشَار إِلَـى أن تلك الادعاءات تكشف النوايا المبيَّتة للعُـدْوَان وأَدْوَاته وحرص تلك الأَدْوَات على إطالة أمد الحرب والتهرب من المسئوليات القانونية والإنْسَـانية والأخلاقية والتَّأريخية المترتبة عن العُـدْوَان.

وَأَوْضَح الناطق الرسمي للجيش الـيَـمَـني في تصريح نقله موقع وزارة الدفاع أن استمرار تحالف العُـدْوَان في خروقاته للهدنة وبشكل يومي يؤكد عدم جديته في وقف الحرب وعدم الرغبة لديه في إيْجَـاد وطرح رؤى وحلول عملية تضمن وقف العُـدْوَان واستئناف العملية السياسية، وهو اليوم يعمل بشتى الطرق والأساليب من أجل إفْشَال مسار المحادثات الـيَـمَـنية.

وحول مزاعم تعرض للواء 29 ميكا “عمالقة” في الجبل الأسود بحرف سفيان للاقتحام نفى العميد لقمان تلك المزاعم وقال إن تلك الادعاءات التي يروّجها العُـدْوَان حول اقتحام قادة وضباط وأفراد اللواء والمحور للواء 29 ميكا عمالقة لا صحة لها، وأفاد بأن تلك الادعاءات جاءت نتيجةَ عودة منتسبي المحور واللواء إِلَـى مواقعهم عقبَ تلقيهم توجيهاتٍ عليا بالتوقف عن العمليات العسكرية القتالية إلّا في إطار الدفاع عن النفس، وأكد العميد لقمان أن القوات المسلحة بقدر ما تتعامل مع الموقف بإيْجَابية وتحرص على احترام الهدنة ومساندة أي حل سياسي يتم التوصل اليه لوقف العُـدْوَان وحقن دماء الـيَـمَـنيين.

ذرائعُ جديدةٌ للاستهداف

ما يكشف زيف وكيدَ قوى العُـدْوَان للواء العمالقة ومحاولاته إيْجَـاد الذرائع لاستهدافه، أن اللواء تعرض لعدد من الغارات من قبل طيران العُـدْوَان السعودي الأَمريكي ابتداء من العاشر من أبريل العام الماضي، حيث استهدف اللواء بست غارت ومن ثم تعرض اللواء لقصف عنيف.

في السابع من يوليو الماضي بخمس غارات وسقط إثر تلك الغارات المعادية عشرة جنود من منتسبي اللواء، وفي مطلع سبتمبر الماضي جدد طيران العُـدْوَان استهداف العمالقة بعدد 13 غارة تسببت بأضرار فادحة في مكونات اللواء، وفي الثاني والعشرين من مارس الماضي استهدف العُـدْوَان اللواء بثمان غارات جوية وتسببت تلك الغارات المعادية بتدمير هناجر ومقرات اللواء، وحتى مواقع اللواء الخارجية تعرضت هيا الأُخْـرَى لسلسلة غارات.

أَكْــثَـرُ من استهداف تعرَّضَ لها لواء العمالقة من قبل الطيران السعودي الأَمريكي وبضوء أخضر من مرتزقة الرياض في فترات زمنية متباعدة منذ بدأ العُـدْوَان تكشف سعي المرتزقة وأَدْوَاتهم وإعْـلَامهم ووفدهم المتهرب من المحادثات إِلَـى إيْجَـاد ذرائع جديدة لاستهداف اللواء وتدميره أسوة بمعسكرات الجيش الـيَـمَـني في مختلف المحافظات.

 

قواتُ العمالقة

يعود تأسيسُ الوية العمالقة إِلَـى مطلع سبعينيات القرن الماضي إِلَـى جانب قوات الصاعقة وألوية المظلات، وتم تشكيل قوات لواء المغاوير من مجموعة ألوية المغاوير وألوية العروبة واللواء العشرين كألوية قتال معروفة بخبرتها القتالية بعد 1962 بإشراف مباشر من الفريق حسن العمري وتم تعيين المقدم عبدالله الحمدي قائداً للمغاوير من قبل الرئيس القاضي عَبدالرحمن الإرياني، وَبعد اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه قائد العمالقة.

وانحسر الاهتمام بتلك القوات أواخر عقد السبعينيات وجرى نقل ما تبقى من ألوية العمالقة من مقرهم في محافظة ذمار إِلَـى السوادية في محافظة البيضاء، وفي أَزْمَــة صيف 94 شاركت قوات العمالقة في الحرب وحققت انتصارات كاسحة في محافظة أبين كما شاركت في معركة عدن، ولامتلاك منتسبي لواء العمالقة خبرة قتالية عالية شارك اللواء في الحرب العراقية الإيرانية وحقق شهرة كبيرة خلال مشاركته في تلك الحرب.

وقف العمالقة موقف الحياد في مختلف الصراعات الداخلية فعند اندلاع حرب “الجبهة الوطنية” في المناطق الوسطى التي استمرت خمس سنوات، كما وقف اللواء موقف الحياد في حروب صعدة الست.

صدى المسيرة/ تقرير: رشيد الحداد