صحيفة أمريكية: بخروج الإمارات.. السعودية تخوض في اليمن حربا لا انتصار فيها .
إب نيوز ١٣ اغسطس/متابعات:
“تخوض حربا غير شعبية لا انتصار فيها”.. هكذا وصف تقرير لصحيفة “لوس أنجليس تايمز” وضع السعودية بعد انسحاب حليفتها الإمارات من اليمن، وما تلا ذلك من سيطرة القوات المدعومة من أبوظبي على العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية؛ عدن.
وحمل التقرير الذي أعده “نبيه بولص” و”ديفيد كلاود”، ونشر الأحد، عنوان “في وقت يقلل فيه حليفها حضوره في اليمن، تواجه السعودية منظور حرب لا انتصار فيها”.
ولفت إلى أنه بعد أربعة أعوام من محاولة السعودية إعادة حكومة “عبدربه منصور هادي”، المعترف بها دوليا، إلى العاصمة صنعاء، وهزيمة الحوثيين، الذين يسيطرون عليها حاليا، خلفت الحرب وراءها مئة ألف قتيل من المدنيين، ومجاعة أصابت الملايين.
ويبدو اليمن بالنسبة للكثير من الأمم لا أمل فيه لدرجة أن أقرب حليف للسعودية؛ الإمارات، قرر سحب قواته، قبل أن يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي، بالسيطرة، السبت، على كل القواعد التابعة للحكومة والقصر الرئاسي، في عدن، ما دفع بالسعودية للقيام بعمل عسكري لوقف تقدم هذه القوات.
ومع انقسام التحالف، تبدو السعودية، وفق التقرير، “وحيدة وتطلب دعما عسكريا أكبر من الولايات المتحدة، في محاولة منها لمواصلة حرب غير شعبية يبدو فيها النصر حلما بعيد المنال”.
ويقول مدير مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية؛ “فارع المسلمي”: “هذه الحرب لم يكن النصر فيها ممكنا في المقام الأول، ومع ذهاب أهم حليف فهذا الوهم لم يعد قائما”.
ويأتي هذا فيما لا يوجد ما يشير إلى أن السعودية والحوثيين مستعدان للتفاوض ووقف القتال.
الخبير في شؤون اليمن بمجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، “بيتر سالزبري”، يرى أن “المشكلة الآن من منظور الحرب هي أن السعودية وإدارة ترامب غير مستعدتان لعمل هذا (التفاوض) دون أن يكون هناك نصر ملموس للرياض”.
ومنذ انطلاق حملة التحالف ضد الحوثيين، في 2015، كان من المفترض أن ينتهي التدخل العسكري بعد أشهر، إلا أن المحللين باتوا يرون أنه أصبح مستنقعا يذكر بفيتنام مع الأمريكيين. حيث لا يزال الحوثيون يسيطرون على كل مناطق الغرب، بما فيها صنعاء والمناطق الشمالية قرب الحدود مع السعودية وأجزاء من المناطق على البحر الأحمر.
وتشير الصحيفة إلى أن آثار الحرب في المدنيين كانت مدمرة، حيث تقول منظمات الإغاثة الدولية إن 24.1 مليون من 28 مليون نسمة بحاجة لدعم، فيما يحتاج 10 ملايين نسمة إلى مساعدة عاجلة. وهناك 18 مليون نسمة بحاجة للمياه الصحية، و19 مليون نسمة لا تتوفر لديهم العناية الصحية.
وترى أن ما أطلقت عليه الإمارات انتشارا استراتيجيا هو اعتراف بالأفق المسدود للحرب، حيث خرج أكثر من 5 آلاف جندي إماراتي، مع أن البعض يرى أن عددهم 10 آلاف، من اليمن مع أسلحتهم الثقيلة.
وعن أثر انسحاب الإمارات من اليمن على الأوضاع هناك، يقول “مايكل نايتس”، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى “علينا توقع تنافس مسلح وأزمات محلية، ووساطة أقل من الإمارات”.
وسيطر المجلس الجنوبي الانتقالي على عدن، مستخدما 400 عربة عسكرية قدمتها الإمارات له، كما لا يوجد ما يشير إلى استمرار الدعم الإماراتي لمعركة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والتي قتل خلالها 3 آلاف جندي سعودي، وجرح 20 ألفا آخرين، إلا أن الرياض مصممة على القتال، خصوصا بعد زيادة عدد الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على المدن السعودية.