رأي- بصدد “مؤتمر طائف يمني” وأتفاقية الطائف السابقة هل تكون الرياض المحطة الأخيرة للمفاوضات؟
رأي- بصدد “مؤتمر طائف يمني” وأتفاقية الطائف السابقة هل تكون الرياض المحطة الأخيرة للمفاوضات؟
كان واضحاً تركيز الغالبية العظمى من تقارير وسائل الإعلام الخليجية، يوم الثلاثاء، على دخول عبداللطيف الزياني أمين عام التعاون الخليجي – طبعاً بتوجيهات مباشرة من محمد بن سلمان – على خط المفاوضات اليمنية في الكويت، وإبراز الجهود الكبيرة التي بذلها لإنقاذ المفاوضات من الفشل، وبصورة دعائية واضحة لاتخفى على المتابع العادي.
يبدو أن مسرحية نجاح الزياني ـ بعد يوم من تدخله وثلاث أيام على فشل المبعوث الأممي إلى اليمن ـ في إعادة الطرفين إلى طاولة الحوار، يُراد منه التمهيد لإعادة تولي مجلس التعاون ملف المفاوضات بمساعدة أممية وليس كما هو حاصل في الوقت الراهن إدارة أممية بمساعدة خليجية، مع ملاحظة أن التعثر الأخير للمفاوضات تم اختلاق مبررات واهية (اقتحام معسكر العمالقة..) من وجهة نظر وفد صنعاء على الأقل ومخطط لها من قبل.
ليس خافياً أن فشل الزياني السريع العام 2011م في جهود الوساطة الخليجية مقابل نجاح الجهود الأممية التي قام بها جمال بن عمر في ذلك الوقت، ساهم في تكريس الدور الأممي على حساب الدور الخليجي، ويبدو أن ما يجري حالياً هو محاولة معاكسة لما حصل، وكان لافتاً تأكيد ولد الشيخ احمد،الثلاثاء،انه يعول على ما اسماه دعم الزياني المعهود لجهود الأمم المتحدة، وحديثه عن خبرة الرجل الطويلة في التعامل مع الملف اليمني، رغم أن أهم محطاتها كان الفشل في اليوم الأول من بدء وساطته، ومع ذلك يبدو أن تلك الخبرة سيكون ولد الشيخ في أمس الحاجة لها في الجولة المقبلة، حسب ما يراه المخرج السعودي.
من غير المستبعد أن تركز السعودية كل إمكاناتها لتضمين ذلك كفقرة في قرار مجلس الأمن الدولي الجاري إعداده، والذي سيتضمن خارطة طريق طالب بها المجلس في بيانه الأخيرقبل أسبوعين، وما يعنيه ذلك من الحاجة إلى عقد سلسلة طويلة من اللقاءات التي ستحتاج لأشهر طويلة من الزمن لن يكون غير المضيف السعودي مستعداً لتقديمها.
يبدو أن الرياض ستحاول إقناع القوى الدولية بإعادة الملف اليمني إلى قبة مجلس التعاون خاصة بعد تجاوز تحفظات أنصار الله على ذلك، حسب ما تشير إلى التفاهمات الثنائية في ظهران الجنوب، وربما المؤتمر الشعبي أيضاً قد لايمانع، كما يفهم من تصريحاته المرنة حيال مثل هذا الاحتمال، كما أن الرياض ستحاول الحصول على الموافقة الأممية بنقل المفاوضات إليها كمكافأة تشجيعية لها على جهودها الأخيرة “المصطنعة” في مكافحة الإرهاب، والتي أثمرت عن استعادة حضرموت كبرى المحافظات اليمنية من سيطرة القاعدة وحافز يدفعها لمواصلة تلك الحملة في بقية المحافظات.
كل ذلك يجعل مفاوضات الكويت مجرد محطة ثالثة لقطار السلام المتوجه نحو محطته الأخيرة في الرياض تمهيداً لمؤتمر طائف يمني، والأمر المهم هنا أن النظام السعودي يعتقد أنه بمجرد استضافة المفاوضات اليمنية سيتحول من مهمة القاتل التي أدمن عليها طوال 13 شهراً متتالية، إلى حمامة سلام فجأة، فهل باستطاعة من حمل الموت على جناحي الـ”إف 16″ أن يحمل غصن الزيتون؟ أعتقد أن الأمر شبه مستحيل بعد نهر الدماء الذي أراقه، وإن اجتهد في الظهور كحمامة سلام، فلن ينظر إليه غالبية اليمنيين إلا كغراب البين.
* عبدالعزيز ظافر معياد – كاتب وباحث يمني