المونيتور: الرياض تواجه نكسة في “عدن” من حليفها المقرب .
إ نيوز ١٤ اغسطس/متابعات
نشر موقع “المونيتور” مقالا تحليليا للمحلل السابق في المخابرات الأمريكية والزميل في معهد بروكينغز بروس ريدل، تحت عنوان “الرياض تواجه نكسة في جنوب اليمن”.
ويقول ريدل في مقاله، الذي ترجمه للعربية موقع “عربي21″، إن “انتصار الانفصاليين الجنوبيين في اليمن يعد إهانة جديدة ونكسة لجهود الحرب السعودية، وقائدها ولي العهد محمد بن سلمان، فقد خسرت حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من الرياض عاصمتها، ما يضعف من شرعيتها أكثر”.
ويشير الكاتب إلى أن “الإمارات العربية المتحدة، الحليف الأقرب للسعودية، مسؤولة بشكل جزئي عن مكاسب الانفصاليين الجنوبيين، ما يعني أن الحوثيين وإيران هم المنتصرون استراتيجيا، وقام الإماراتيون ببناء وتقوية الجنوبيين على مدى السنين الماضية، وعندما قامت أبو ظبي بسحب معظم قواتها من الميناء شعر الانفصاليون بالحرية للتحرك ضد حكومة هادي، واستطاعوا الانتصار بسرعة”.
ويقول ريدل إن “السعودية ستحاول تجاوز النزاع داخل التحالف المعادي للحوثيين، إلا أن الضرر قد لحق بحكومة هادي الضعيفة، وكذلك التحالف السعودي- الإماراتي”.
ويعلق الكاتب قائلا إن “الفشل الأخير هو واحد من سلسلة أخطاء استراتيجية للقيادة السعودية، فالرد الأولي على دخول الحوثيين مدينة صنعاء هو محاولة خرقاء من الجو لهزيمتهم، فلم يكن لعملية عاصفة الحزم أي نصيب من اسمها، وكان غياب الأهداف الحقيقية واستراتيجية الخروج باديا منذ البداية لحلفاء السعودية، مثل باكستان وعمان اللتين قررتا عدم المشاركة في الحرب، كما كانت إدارة الحرب الضحية الأولى لزعيم عديم الخبرة”.
ويلفت ريدل إلى أن “العملية انتهت إلى مستنقع له آثار إنسانية كارثية على الشعب اليمني، وتضرر الاطفال تحديدا بسبب فقر التغذية والأمراض التي حرمت الملايين منهم طفولة طبيعية، أما الآثار طويلة الأمد على جيل من الحرب فقد بدأت تظهر، ويتحمل السعوديون نصيب الأسد من هذه الكارثة التي حلت بأفقر بلد عربي”.
وينوه الكاتب إلى أنه “كان من المفترض أن تدمر الغارات الجوية قدرات الحوثيين الصاروخية في الجولة الأولى من الحرب، إلا أن قدراتهم تطورت وبثبات مع الحرب، وها هم اليوم يستهدفون وبشكل منتظم المدن الحدودية، وأحيانا عمق المملكة، ويقدم الإيرانيون وحزب الله الخبرات وبكلفة قليلة، بل إن الحوثيين أنفسهم قاموا بجمع التبرعات لمساعدة حزب الله على تمويل عملياته في سوريا”.
ويقول ريدل إن “كلفة الحرب على السعودية من الصعب تقديرها؛ نظرا للثقافة السرية والمغلقة فيها، إلا أنه من الواضح أن السلطات السعودية حاولت منع النقد العام للحرب في اليمن، من خلال شراء دعم المدن الحدودية وعائلات الجنود والمحاربين القدماء،
وتشير بعض التقارير إلى سقوط حوالي 3 آلاف جندي سعودي وجرح 20 ألفا آخرين، رغم محاولات الجيش تجنب وجود عسكري على الأرض، وفي الوقت الذي أكد فيه السعوديون على الطبيعة الطائفية ضد العدو الشيعي من أجل الحصول على دعم المؤسسة الوهابية، إلا أن إثارة المشاعر الطائفية تترك آثارها في الداخل والخارج”.
ويشير الكاتب إلى أن “ولي العهد هو المحرك الرئيسي وراء الحرب السعودية، فهو يقف حقا وراء القرار المتهور للتدخل: خاصة الفشل في التخطيط وسوء الإدارة وتجويع ملايين الأبرياء، ولأنه يحظى بدعم والده الملك سلمان، فإن من الصعوبة بمكان مناقشة مسار الحرب في السعودية، خاصة مع الأجانب، فجمال خاشقجي الذي انتقد سياسات الأمير دفع حياته ثمنا لهذا النقد”.
ويفيد ريدل بأن “رئيسين أمريكيين دعما الحرب، واحد منهما على تردد والآخر بحماس، وكانت النتيجة الإجمالية للحرب هي انتصار استراتيجي لإيران، التي أدخلت أعداءها العرب في مستنقع اليمن، وهم غير قادرين على الخروج منه، فيما يواصل حلفاؤها إطلاق الصواريخ على الرياض وطهران آمنة”.
ويلفت الكاتب إلى أن “الكونغرس يحاول وقف هذا الجنون في اليمن، رغم محاولات الرئيس التصويت ضد قراراته، لكن المعركة لم تنته بعد، وستكون الخطوة القادمة هي وضع شرط لصفقات الأسلحة مع السعوديين والإماراتيين ضمن قانون صلاحيات الدفاع، ما سيجعل من لجوء الرئيس للفيتو أمرا صعبا”.
ويختم ريدل مقاله بالقول إن “الشراكة الأمريكية السعودية، التي مضى عليها 75 عاما، نجت من أزمة عام 1973 و1979 وبعد 2001، وطالما حظيت بدعم نواب الحزبين، إلا أن هذا الوضع لم يعد قائما، وبمواصلته الحرب في اليمن فإن ولي العهد يتلاعب بعلاقة ضمنت بقاء المملكة ولعقود، وعلى الأمريكيين والسعوديين الحريصين على الشراكة التحرك ووقف هذه الحرب وحماية الأطفال”.