هل تنهي أحداث عدن علاقة إبن سلمان و إبن زايد؟؟ هذا ما قاله موقع الكونغرس الأمريكي (تفاصيل)
إب نيوز ١٦ أغسطس/متابعات:
نشر موقع الكونغرس الأمريكي “ذا هيل” مقالا للمحلل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى سايمون هندرسون، يتساءل فيه إن كانت الأزمة اليمنية ستؤدي إلى إنهاء الشراكة السعودية الإماراتية، أو بالأحرى العلاقة بين محمد بن زايد “أم بي زد” ومحمد بن سلمان “أم بي أس”.
ويبدأ هندرسون مقاله بالقول إن “من الأشياء التي باتت معروفة في الشرق الأوسط الجديد، وبرزت خلال السنوات الأربع الماضية هي الشراكة القريبة بين السعودية وجارتها الخليجية الصغيرة، الإمارات العربية المتحدة، وكانت العلاقة شخصية بين حاكمين فعليين للبلدين، ولي عهد أبو ظبي وولي عهد السعودية”.
ويقول الكاتب إن “كلا من (أم بي زد) و(أم بي أس) شخصيتان رئيسيتان في دراما النزاعات الإقليمية اليوم، وآراؤهما من التهديد الإيراني، وبشكل أقل العملية السلمية بين الفلسطينيين وإسرائيل، تتداخل مع وجهات نظر البيت الأبيض”.
ويستدرك هندرسون بأن “الأمور تتغير، وتتعرض العلاقة بين الحليفين لامتحان، ويقوم الكثير من اللاعبين والمراقبين أيضا بمراقبة الوضع، وسيتردد صدى الخلاف بينهما من رمال ليبيا إلى مضيق هرمز، والنفط هو النقطة الجامعة”.
ويشير الكاتب إلى أن “التركيز هذا الأسبوع كان على اليمن، حيث كان الطرفان يحاولان إعادة الحكومة الشرعية إلى العاصمة صنعاء، التي سيطر عليها الحوثيون عام 2014، واضطرت الحكومة الشرعية ومنذ عام 2015 للعمل من ميناء عدن في جنوب البلاد”.
ويلفت هندرسون إلى أن “الانفصاليين الجنوبيين سيطروا على المدينة، واحتلوا القواعد العسكرية التابعة للحكومة الشرعية، وأجبرت هذه القوات التي تدعمها الإمارات ما تبقى من حكومة عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى الرياض، وهو ما يظهر أن السعودية والإمارات لم تعودا تدعمان الفريق والهدف ذاتهما”.
وينوه الكاتب إلى أن “هناك اهتماما حظيت به زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى مكة، حيث يلتقي والد (أم بي أس)، الملك سلمان بالزوار الكبار الذين زاروا المدينة المقدسة وأدوا شعائر الحج، وتم الترحيب بولي عهد أبو ظبي بحرارة، واستقبل بحسب البروتوكول، وتم أخذه حالا للقاء الملك السعودي، ويقال إنه عقد لقاء منفصلا مع ولي العهد محمد بن سلمان”.
ويبين هندرسون أن “الموقف السعودي، في العلن على الأقل، يقوم على الدعوة للحوار و(نزع فتيل الأزمة)، ونحن بانتظار تفاصيل ما يعنيه هذا الكلام، وعلى ما يبدو فقد تم تشجيع هادي على التحاور مع الذين طردوا قواته من اليمن، وهذا لا يعني بحال التحاور مع الحوثيين، الذين تتعامل السعودية والإمارات معهم على أنهم وكلاء لإيران في اليمن، وبالتأكيد فإن طهران تدعم الحوثيين، لكن مساعدتها لهم أو تزويدها لهم بالسلاح والمال هما محل نقاش دبلوماسي وصحافي”.
ويقول الكاتب: “من الصعب تقييم تعبيرات وجه (أم بي زد) لأن الكوفية حجبت وجهه، لكن الصورة التي نشرتها الصحيفة السعودية الرئيسية الناطقة بالإنجليزية (أراب نيوز) على الصفحة الأولى، ظهر فيها ابن زايد بوجه جدي وهو يحاول توضيح نقطة لابن سلمان، الذي كان ينظر للأرض”.
ويعلق هندرسون قائلا إنه “من غير الواضح ما إذا كانت هذه الصورة جديدة أم أنها قديمة، لكنها تلخص الطريقة التي تأرجحت فيها الأزمة اليمنية، والحقائق الظاهرة تشير إلى خلافات في الأساليب، ما أدى إلى خلق نكسة استراتيجية، ومن هنا فإن الراوية التي طلب منا تصديقها هي أن (أم بي أس) و(أم بي زد) وبلديهما في موقف واحد، وعلاقتيهما أوثق من السابق”.
ويفيد الكاتب بأن “(أم بي زد) الحذر والمنضبط يعد من المؤيدين المهمين لـ(أم بي أس)، ومنذ صعود الملك سلمان إلى العرش السعودي عام 2015، وبدأ بعدها (أم بي أس) صعوده السريع وزيرا للدفاع ونائبا لولي العهد وولي للعهد الآن، وبالتالي الحاكم الفعلي للمملكة، وفي الطريق لتحقيق هذا الطموح كانت هناك حملة اعتقالات ريتز- كارلتون، وقتل وتقطيع الصحافي جمال خاشقجي، ونفقات غير محدودة على يخت وقصر تاريخي ولوحة لليوناردو دافنشي أهداها لمحمد بن زايد”.
ويشير هندرسون إلى أنه “في مرحلة ما وصف محمد بن زايد بكونه معلما لمحمد بن سلمان، أو أن العلاقة بينهما صداقة وود، لكن ابن سلمان في الوقت الحالي بات محصنا ولا يريد الاستماع للنصيحة أو الإرشاد”.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن “اليمن يظل عرضا جانبيا في دراما الشرق الأوسط، لكن الإمارات وقبل الأحداث الأخيرة بدأت بسحب قواتها، ولم تعد تركز على طرد الحوثيين من صنعاء، ويبدو أن محمد بن زايد راض عن دولة منفصلة في الجنوب، وسواء كان هذا من ضمن رؤية محمد بن سلمان أم لا فإن هذا هو السؤال”.