هذه إيران كما خَـبِـــرْتُها .
إب نيوز ١٩ اغسطس
عبدالملك العجري
إيرانُ أكثرُ دولة وقفت مع اليمن وعبّرت عن تضامنها معه وإدانتها للجرائم الوحشية والحصار الظالم الذي تمارسُه دولُ العدوان عليه.
إيرانُ أكثرُ دولة عبّرت عن دعمها للحل السياسي وجهود التسوية السياسية، كما تقدمت في الأشهر الأولى للحرب بمبادرة مقترحة من أربع نقاط كمبادئ عامة للحل السياسي ووقف الحرب.
إيرانُ من قمة الهرم السياسي إلى الرئاسة إلى الخارجية أكّــدوا التزامَهم بوحدة واستقلال اليمن، ووقفوا ضد كُــلّ ما يمس أَو يهدّد وحدة اليمن وسيادته واستقلاله.
إيرانُ لم يسبقْ لها أن تدخّلت في الشأن الداخلي اليمني، ولا سعت لفرض الوصاية على القرار السيادي، وعلى لسان القائد الأعلى خامنئي أكّــد لنا قناعته وقناعة حكومته بأن قضايا الخلاف في اليمن يجبُ أن تُحَلَّ من خلال حوار يمني يمني دون تدخُّل أَو فرض من أي طرف خارجي.
إيران أكثر دولة تحترمُ أصدقاءها وحلفاءها وتتعاملُ معهم بلياقة ونِدية كاملة، ومن خلال خبرتي ولقاءاتنا المتكرّرة بهم لم ألمس منهم ما يوحي برغبتهم ممارسة أي شكل من أشكال الوصاية أَو الرغبة في إظهارنا أَو إظهار أيٍّ من حلفائها وأصدقائها كتابعين لهم.
في كُــلّ لقاءاتنا بالمسؤولين الإيرانيين ومسؤولي الخارجية الإيرانية فإنَّ أكثر كلمة تردّدت علينا كانت ماذا تريدون منا؟ ما هو تصوُّرُكم للحل السياسي؟ وكيف يمكن أن نساعدَكم فيه؟ ولم أسمع منهم قط كلمة “نريد منكم” أو “يجب عليكم” ولو على سبيل الغلط.
إيران -على خلافِ بعض دول الخليج- إن فعلت حسناً لا تُبطِلُ صنيعَها الحسن بالمَنّ والاذى.
إيران أكثر دولة تدعمُ القضية الفلسطينية وتقفُ بوجه الهيمنةِ الأمريكية وتدفع ضريبةً باهظةً ثمنَ مواقفها مع أهمّ قضايانا العربية.
إيران عبّرت غيرَ مرة استعدادها ورغبتَها في توقيع اتّفاقية عدم اعتداء مع دول الجوار واستعدادها للتعاون المشترك في حماية أمن الخليج والمنطقة بعيداً عن أي تواجد لأية قوات أجنبية من خلال تأكيدها المستمر أن أمن الخليج والمنطقة مسؤولية الدول المطلة على الخليج.
إيران هي من اسقطت دولة داعش في المنقطة وهي من تقف حقيقة بوجه الإرهاب الذي توظّفه أمريكا وحلفاؤها من أجل الفوضى الخلّاقة.
هذه هي إيران كما خَبِرْتُها وكما هي الشواهد لا تحصى.. فلماذا شيطنتُها وشيطنةُ زيارتها والعلاقة معها؟
إيران تقولُ عدوي وعدوكم إسرائيل ولم أسمع أياً مِنهم يقولُ: اتخذوا من السعوديةِ أَو أية دولة عربية أَو إسلامية عدواً. فلماذا تريدونها عدواً بدلاً عن إسرائيل؟
إيران دولة إسلامية والدستورُ اليمني ومخرجات الحوار الوطني يطالبان الدولةَ بتطوير العلاقات مع الدول العربية والإسلامية وَفْـقاً لمصلحتنا الوطنية وليس لمصلحة أية دولة أخرى أمريكا أَو السعودية أَو أية دولة كانت.. فبأيِّ حقٍّ تريدون القطيعةَ معها؟!